غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

نومارز.. مشروع سفن حربية أميركية ذاتية التحكم بدون بشر

سفينة حربية أمريكية
شمس نيوز/ واشنطن
تتعاون البحرية الأميركية مع وكالة مشاريع الأبحاث المتطورة الدفاعية الأميركية DARPA لتطوير سفن روبوتية ذاتية التحكم بشكل تام. إن اختصار NOMARS، والذي يتألف من الأحرف الأولى لمفهوم "مركبات بحرية مسلحة لا يتطلب تشغيلها مارينز أو جنود بحرية"، والذي في حالة نجاحه بحسب ما جاء في تقرير مجلة Popular Mechanics الأميركية، سيحقق قفزة هائلة في مجال جهود تطوير السفن السطحية ذاتية التحكم الحالية، وفق "العربية نت".
ومن الأهداف المرجح تحقيقها في هذا المشروع، أن تستطيع القطعة البحرية الحربية تنفيذ أي مهام شاقة أو عالية المخاطر أو بالغة المشقة بدون الحاجة لأي تدخل من عنصر بشري، الأمر الذي يزيد من عوامل الحفاظ على أمن وسلامة أفراد القوات البحرية والسفن ذات الطواقم البشرية.
أحجام مركبات USV
تسعى البحرية الأميركية لتنفيذ خطط تنمية وتطوير أسطولها بميزانية دفاعية غير مكلفة ترتكز على السفن الحربية ذاتية التحكم USV. أيضا تتضمن جهود البحرية الأميركية وDARPA خلال خمس سنوات القادمة، تشييد 10 سفن حربية كبيرة ذاتية التحكم LUSV، أطوال 60 إلى 90 متراً وذات إزاحة تصل إلى 2000 طن والإزاحة هي مصطلح قياس حمولة السفن الحربية.
مهام استطلاع وكشافة
محملة بكمية كبيرة من الصواريخ ستكلف سفن LUSV بمهام الاستطلاع والكشافة، حيث ستبحر أمام الأسطول للكشف مبكرًا عن أي تهديدات محتملة، أو لغم عائم. ويعد الاختيار النموذجي لسفن LUSV هو النسخة ذاتية التحكم بالكامل، ولكن سيكون متاحًا أيضا اختيار إضافي يسمح بتشغيل مركبة بحرية مسلحة ذاتية التحكم مع إمكانية استضافة طاقم صغير على متنها.
تحويل المتطلبات لمواصفات فنية متاحة
ويعد مفهوم NOMARS جهدًا منفصلًا ومتوازيًا لتطوير سفينة ذاتية التحكم ومستقلة بشكل كامل تمامًا. فبينما تعتمد تصميمات سفن LUSV الحالية على إمكانية توفير مساحات وأماكن لطواقم بشرية، فإن سفن NOMARS لا تشتمل على طواقم أو جنود بحرية من الألف إلى الياء. أعلنت وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة DARPA أن المشروع يقضي بتحويل متطلبات البحرية الأميركية سواء بالنسبة لحجم هيكل السفينة أو قدراتها أو مهامها وأي عوامل أخرى إلى مواصفات فنية للسفينة ذاتية التحكم المبتكرة.
سلالة جديدة مختلفة تماماً
تعد NOMARS بأن تكون سلالة مختلفة تماماً من السفن، ومن المرجح أن تكون أصغر حجما بكثير، مقارنة مع سفينة مماثلة تعمل بطواقم بشرية، حيث يمكن للمصممين تجاهل كل ما يتعلق باحتياجات الطواقم البشرية على متن السفينة، بداية من جسر السفينة ومركز المعلومات القتالية وكبائن أو عنابر الإقامة وغرفة الترفيه والحمامات وحتى الممرات، مما سيؤدي إلى تقليص حجم السفينة بشكل كبير.
تصور فني
ويُظهر تصور فني لنموذج سفينة NOMARS مدى الاختلاف الحاد بين سفينة ذاتية التحكم تمامًا والسفينة المأهولة مع ميزة اختيار التشغيل الذاتي.
يبحر نموذج سفن NOMARS على مستويات منخفضة في الماء مع توافر ساري عالي لأغراض أجهزة الاستشعار والاتصالات. يمكن تسليح السفينة بما يشبه أربعة قاذفات صواريخ، ربما يكون هناك إمكانية لإعادة التقليم من مخزن ذخيرة داخل هيكل السفينة. تم الاستغناء عن أي نوافذ أو قضبان أو ممرات أو مظاهر شكلية تتعلق بأي احتياجات لطواقم بشرية.
تنصت على كوريا الشمالية
وعلى الرغم من أن DARPA تقر بأن "إبعاد العنصر البشري تماماً عن السفن" ربما لا يكون ممكناً حالياً، ولكن سيبقى حتى مع ما هو ممكن، أن سفن NOMARS ستمثل رصيدًا ضخمًا للبحرية الأميركية في المستقبل. يمكن للسفينة الروبوتية أن تؤدي المهام الروتينية، التي لا تخلو من عنصر الخطر والمغامرة، مثل الإبحار وبلوغ الخط الساحلي لبلدان مثل كوريا الشمالية، بغرض التنصت على موجات الرادار والراديو بل اتصالات الهاتف الخلوي. وفي زمن الحرب، يمكن استخدام سفن "نومارز" كقاذفات صواريخ لتعزيز القوة النيرانية للأسطول الأميركي أو كعنصر مناورة لخداع أسطول العدو، مما يمثل تهديدًا من اتجاه مختلف. وإلكترونيا، يمكن أن تنتحل الـ"نومارز" صفة سفن حربية مثل الطرادات أو حتى حاملات الطائرات، وتستدرج الصواريخ المضادة للسفن التي يطلقها أسطول العدو بعيدًا عن السفن المأهولة بأطقم بشرية وجنود بحرية.
فيروس كورونا
حتى وقت قريب، كانت سفن من نوعية NOMARS أمرًا لا مفر منه، لبناء سفينة حربية ذاتية التحكم بتكاليف مادية قليلة ولا تتطلب طاقمًا بشريًا مكلفًا. أما في زمن جائحة كورونا، فإن هناك سببًا آخر يحفز البحرية الأميركية على السعي بكل القوة والسرعة لاختيار مركبات بحرية حربية ذاتية التحكم تحتاج لأقل عدد ممكن من الجنود لتشغيلها، حيث إن إصابة البحارة بعدوى كوفيد-19 وتفشي العدوى على أكثر من عشرين سفينة حربية، من بينهم أكثر من ألف جندي مصاب بعدوى كورونا على متن حاملة الطائرات تيودور روزفلت. وبالتالي، فإن السفن ذاتية التحكم تعطي الإجابة النموذجية للعنصر الذي لا يمرض ولا يتأثر بالأوبئة.
في غضون 30 عامًا عندما تصبح السفن ذاتية هي القوام الرئيسي لأسطول البحرية الأميركية فإن جائحة كورونا ستكون أحد الأسباب وراء تلك المحصلة ولو بشكل جزئي.