غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الواقع المرير و منظمة الصحة العالمية

90D1E712-D6F3-4992-B1B1-79FE48047288.jpeg
بقلم / د.منجد فريد القطب
 
نشأت منظمة الصحة العالمية في عام ١٩٤٨ في أعقاب الحرب العالمية الثانية و محرقة الهولوكوست لأهداف إنسانية نبيلة كبناء مستقبل افضل و صحة للأجيال في مختلف بقاع العالم


لها مكاتب موجودة في أكثر من ١٥٠ دولة لتعزيز النظم الصحية و تعزيز التعاون الصحي و الحرص على صحة المواطن العربي

ما يهمنا هو المكتب الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط حيث يشمل الدول العربية و خصوصا الدول التي عانت على مدار السنوات السابقة من صراعات و نزاعات و حصارات و احتلالات نشهد آثارها الوخيمة على صحة المواطن العربي كل يوم

لا شك المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية مكتب شرق المتوسط الدكتور أحمد المنظري شخصية عمانية يتمتع بسمو الأخلاق العربية الأصيلة و يسعى بمجهود عظيم صادق النية لتعزيز مناعة و جاهزية النظم الصحية لمكافحة وباء الكورونا المستجد و التنسيق بين الدول العربية لتبادل الخطط و الدروس الوقائية و الاحترازية و الإستفادة من تجارب الشعوب الأخرى في رصد الأمراض الوبائية التي تهدد الصحة العامة و الأمن الصحي العربي المشترك

و لكن بعيدا عن الأشخاص تبقى المنظمة أسدا من ورق عاجزة عن إبتكار حلول خلاقة و إليكم الدلائل

حصار قطر من قبل المملكة العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة و جمهورية مصر العربية و مملكة البحرين

ما هي التداعيات الصحية و الإقتصادية و الإجتماعية للحصار و ما هي أثار الحصار على صحة المواطنين و كيف عملت المنظمة لتذليل الشروط ال. ١٣ لكسر الحصار و إعادة اللحمة الخليجية و تذليل العقبات للوصول إلى حلول مرضية لجميع الأطراف

دول الخليج بالذات رغم ثرواتها و أنظمتها الصحية المتطورة نسبيا تعاني من ازدياد مضطرد لأعداد الإصابات بالكورونا و تزداد الأعداد بالالاف كل يوم مع البدء التدريجي بفتح القطاعات الحيوية في الدول

كيف استطاع وباء الكورونا أن ينتشر كالنار في الهشيم في دول الخليج و لماذا عجزت السلطات الصحية في الحد من تفشي الوباء و محاصرة و القضاء على البؤر الساخنة رغم توفر الإمكانيات و النظم الصحية الراقية

قد تكون نسب الوفيات في دول الخليج تحديدا متدنية بالنسبة للكورونا و لكن هناك ارتفاع بالأمراض المزمنة كالقلب و السرطان و السمنة المفرطة و السكري و أمراض التنفس مما يجعل الأجسام أقل مناعة لمقاومة الفيروسات و الأمراض الوبائية بشكل عام و يهدد الأمن الصحي المشترك للمجتمعات الخليجية

هل كان للمنظمة محاولات جادة لرأب الصدع الخليجي الخليجي؟

بالنسبة لسوريا و العراق و ليبيا و اليمن التي تعاني من نزاعات و صراعات و باتت مسرحاً لصراع أممي و حرب وكالة بين القوى الدولية و القوى الإقليمية من جهة

هل كان للمنظمة دور جاد يتعدى إصدار بيانات شجب و استنكار و تنديد و دعوات إلى وقف الإقتتال و الصراعات و إسكات أصوات البنادق و تأمين مسارات آمنة لتسهيل وصول المساعدات و المستلزمات الطبية الضرورية للسكان و المحاصرين و خصوصا في مناطق تسيطر عليها جماعات متطرفة

هل كان للمنظمة دور بتقريب وجهات النظر بين الإمارات العربية المتحدة و دولة فلسطين حين رفضت فلسطين مؤخراً إستقبال مساعدات طبية مقدمة من الإمارات أتت على متن طائرة إماراتية حطت في مطار بن غوريون بإسرائيل بتنسيق بين الإمارات و إسرائيل و الأمم المتحدة و بدون التنسيق مع الجانب العربي الفلسطيني و امتطاء موجة العمل الإنساني للتطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي كما يدعي الجانب الفلسطيني

ما هو دور المنظمة بدعم الأسرى و المعتقلين في سجون الإحتلال الإسرائيلي و حمايتهم من تفشي الوباء في السجون و تحميل إسرائيل مسؤولية الحفاظ على سلامتهم و حمايتهم و إطلاق سراحهم؟

ما هو دور المنظمة إزاء ممارسات إسرائيل بمنع المرضى الفلسطينيين من تلقي العلاج و الوصول إلى المستشفيات

و ما هو دور المنظمة بفك الحصار على ادلب بسوريا و منع الإقتتال في ليبيا بين حكومتين متنازعتين على السلطة و منع دول إقليمية كتركيا و إيران من بناء قواعد و مراكز استراتيجية على البحر الأبيض المتوسط و ايجاد موطىء قدم في دول عربية كليبيا و سوريا و العراق و اليمن

باختصار المنظمة فاشلة و الدليل حالة الإنقسام و العجز في حل المعضلات المتشابكة و العراقيل و المعوقات و الحواجز التي تفصل بين الدول العربية رغم وحدة الدين و اللغة و التي باتت تتفاقم يوماً بعد يوم و تستعصي على الحل

و هناك فشل في رؤية الصحة بمعزل عن المحاور السياسية و الدينية و الروحية و الإجتماعية و المعيشية و الثقافية التي تؤثر على الصحة العامة بشكل حيوي و فشل في تحقيق أي تقارب بين الدول

المنظمة فاشلة و من يدعي غير ذلك عليه أن يأتي بالبراهين

المنظمة مرآة للواقع الذي نعيشه من غياب الإرادة السياسية و تعارض المصالح و الأهداف و الرؤى و الاستراتيجيات و السياسات و التحالفات و كلها تأخذ مسارات متعارضة و متباينة تهيمن عليها العواطف و الانفعالات

المنظمة فاشلة و عبارة عن رواتب ممتازة و برستيج و استخبارات صحية فاشلة و عليكم النظر لواقع صحة كل الدول العربية بما فيها الدول الغنية منها على وجه الخصوص و الحكم بأنفسكم

و إذا كان الرئيس أبو مازن يبحث عن الإنضمام للمنظمات الدولية لاسترجاع الحق الفلسطيني فعلى ما تبقى من فلسطين السلام

 
"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".