بقلم / جاسم محمد كاظم
ظهر الكورونا وانتشر في دولة ماو تسي تونغ أولا و بدء العالم يشاهد ماذا ستعمل الصين مع هذا الوباء الذي ينتقل مع الرذاذ وتنفس بني البشر وهي الأرض التي يحيى عليها أكثر من مليار ونصف نسمة .
كارثة من عيار ثقيل فليس للمرض من علاج أو لقاح سوى فيروس لا يعرف عنة سوى تكهنات بسيطة من هنا وهناك .
ومن شدة الجزع وهول المأساة بدا اتهام الصين لدولة العم سام بأنها وراء الوباء الخطير بفايروس محضر صناعيا في مختبرات أبحاث فائقة الدقة نشرة بعض الجنود الأميركيون في الصين .
ولم تدم هذه الاتهامات طويلا بعد عبور الفايروس نحو ارض الناتو أولا ليضرب بيد من حديد ايطاليا التي تهاوت بسرعة وبانت عجز دولة الطليان سريعا وكأنها دولة من الورق .
ودق الناقوس في أوربا سريعا بحظر الطيران وانتهاء عصر الليغا والبوندس ليغا والبريميير ليغ وعصر الكالتشيو .
وتهيأت أوربا لكارثة جديدة تشبه مأساة الحرب العالمية الثانية وكأن أدولف هتلر بعث حيا وليس الكورونا على الأبواب .
وحصد الموت من الأوربيين الآريين ذو العيون الزرقاء إضعاف ما حصد من الجنس الأصفر والعيون اللوزية .
وبدأت الاتهامات هذه المرة تأخذ بعدا معاكسا بان الصين هي من نشر الوباء في أوربا بضرية انتقامية فائقة السرعة .
حصل كل هذا وعيون سيد البيت الأبيض تراقب الموقف عن بعد ولان الولايات المتحدة نحتمي بكل مساحة الأطلسي البعيد وتضحك على إجراءات أوربا العجوز .
لكن الشي الذي أذهل العالم بعد ذلك هو تخطي أرجل المرض وعبوره إلى عالم كولومبس البعيد .
وبدئت قوى العم سام بالتقلص وانتشر الكورونا انتشار النار في الهشيم وسار قطار الراحلين من العجائز وكبار السن نحو المقابر وكل يوم في ازدياد أمام ذهول عيون ترامب الباكية الذي أعيته الحيلة وافقده الذهول صحة التصرف وعاد إلى استنساخ نفس ما عملت ووهان الصينية بالحظر القاسي على الأميركيين أسياد الحرية .
وفشلت كل الإجراءات وفاق قطار الموت الأميركي كل التوقعات ليبدأ العم سام بتوجيه الاتهام لدولة ماو بأنها وراء هذه الكارثة التي حلت بالبشرية وان الوباء حصيلة تطوير لفايروس خطير في مراكز أبحاث بايلوجية .
وبدء العالم يسمع أحاديث من هنا وهناك عن خفافيش هربت من مختبرات في روايات تشبه تخاريف المعممين عن كرامات الرسل والأولياء .
ودخل كل العالم هذه الحرب البايلوجية وتلاشى سعر برميل النفط نحو الصفر وتجمد الدولار في البنوك وحصل الكساد الكبير .
وبعد الموت والكساد بدء العد العكسي لنهاية المرض من قبل الكبار وأن لعبة وتجربة الكورونا قد نجحت بامتياز وان عالم الكورونا سوف ينتهي قريبا بظهور اللقاح الواقي والمصل الحاوي على الجسم المضاد .
لكن الشي الذي لم يحسب له من قبل العقل الغبي لتلك الدول التي تريد تخطي الحواجز الحمراء الموضوعة من قبل الكبار هو عالم ما بعد الكورونا فالنتيجة المرجوة من هذه الحرب قد فاقت التوقعات ولم تعد الأسلحة البالستية والصواريخ الموجهة فائقة الدقة من تحسم الحرب اليوم وتؤدي إلى قتل العدو وشلة كما في الحرب الخاطفة .
بل أن العالم قد تخطى هذه العتبة للنهاية ولم يتبقى في التاريخ سوى الدول الغبية التي تستهلك نقدها في هذه المجالات الخاسرة لان الحر ب الحديثة التي وصل إليها العالم الحديث منذ ظهور الرمح والسيف إلى البندقية والمدفع الرشاش ثم الدبابة والطائرة وحتى القنبلة النووية قد تلاشت اليوم بظهور مراكز أبحاث فائقة الدقة لا تعمل ألا على تطوير فايروس بسيط لا يرى بالمجهر العادي وتغيير خريطته الوراثية ورشة عن طريق العملاء أو نشرة عن طريق الحشرات والطيور في ارض العدو ليؤدي حربا تعادل ما تؤديه أكثر فرق النازية وجيوشها الضخمة دمارا في التاريخ وتدخل العالم في حيص بيص .
لهذا فالعالم القوي مازال قويا يضحك ويسخر من الجرذان الصغيرة التي تريد تغيير الخريطة السياسية وانتشاء توازنات إقليمية وصياغة عالم جديد وهي لا تعرف كيف تكافح الأمراض الفيروسية التي تنتشر عن طريق التنفس .