شمس نيوز/غزة

تشهد أسواق المعادن الثمينة في قطاع غزة إقبالاً من أصحاب رؤوس الأموال نتيجة انخفاض أسعار الذهب بفعل تأثرها بارتفاع الدولار، وتوجه العديد من الدول لبيع جزء كبير من احتياطاتها لسد احتياجاتها المالية للميزانية مع اقتراب الدخول في العام 2015.

ويرجع مواطنون إقبالهم على شراء الذهب لرغبتهم في تحقيق أرباح مالية من خلال استثمار أموالهم في عمليات الشراء في ظل الانخفاض الكبير في الثمن ومحدودية فرص تشغيل الأموال في مشاريع أخرى بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية.

ويقول المواطن أبوخالد الحرازين إنه أشترى عند سماعه بانخفاض أسعار الذهب نتيجة ارتفاع أسعار صرف الدولار بحوالي 12 ألف دينار أردني بهدف إعادة بيعها في حال صعود ثمنه.

ويضيف الحرازين ” أنه يستثمر أمواله في الذهب والدولار منذ سنوات طويلة لأنه يعد مربحاً في كثير من الأحيان حال صعود أسعاره بدرجة كبيرة، كما حدث في بداية العام الماضي”.

ويشير إلى أن هذا النوع من الاستثمار يحقق أرباحاً سريعة في فترات قصيرة في بعض الأحيان وطويلة أحياناً أخرى، منوهاً إلى أنه يعد من أفضل وسائل تشغيل الأموال في ظل عدم القدرة على إنشاء مشاريع بغزة.

وفي السياق، تقول المواطنة أم محمد إنها اشترت بكامل نقودها كميات من الذهب في منتصف الشهر الماضي، بعد موجة الهبوط الكبيرة للذهب بهدف تخزينه وبيعه للاستفادة من فروق الأسعار.

وتضيف ” على الرغم من تخوفها من هبوط الأسعار، إلا أنها ستظل محتفظة بما

اشترته من ذهب لحين ارتفاع  أسعاره”.

بدورهم، يقول تجار في سوق الذهب بغزة إن حركة الشراء المتصاعدة منذ ديسمبر الماضي دفعت السوق نحو الخروج من حالة الركود التي كان يعاني منها والاتجاه لحالة من الاستقرار  إلا أنها ستكون لفترة قليلة لأنها تهدف لتحقيق الأرباح بعد صعود الأسعار.

ويفيد صاحب صالة مجوهرات نفريتتي في سوق القيسارية بغزة رائد البنا أن غالبية المقبلين على الشراء منذ صعود الدولار وانخفاض الأسعار هم من طبقة رجال الأعمال الذين يستثمرون أموالهم في تقلبات العملات والمعادن كالذهب والفضة، منوهاً إلى انخفاض أسعار الذهب بنسب متفاوتة تأثرت بارتفاع الدولار لمستويات عليا.

ويوضح أن الطبقة السابقة تلجأ لبيع ما أشترته من ذهب عند أقوى موجة صعود للذهب مقبلة، الأمر الذي يبقي حالة الانتعاش في بيع الذهب محدودة.

وبين أن سوق الذهب بغزة يحتاج لتنشيط الأوضاع الاقتصادية للمواطنين للوصول لحالة انتعاش حقيقية مشيراً إلى أن غالبية المشترين في الوقت الراهن هم من المستثمرين والمقبلين على الزواج فقط.

وفي السياق، يقول علاء مضير إنه على الرغم من انخفاض أسعار الذهب نتيجة ارتفاع الدولار أثر سلباً بنسبة 80% عليهم و60% على المواطن، حيث كانوا يعتقدون أن الهبوط في الثمن سيعمل على زيادة المستهلكين، ولكن عدم توفر السيولة لديهم والخوف من القادم أبقى على فئة أصحاب رؤوس الأموال والمقبلين على الزواج.

ويضيف أن انخفاض أسعار الذهب لم يجذب مزيداً من المشترين من المواطنين على الرغم من عرض التجار لبضاعتهم ذات السعر الغالي للبيع، مستبعداً أن تتحسن القدرة الشرائية حتى لو هوت الأسعار إلى ما دون 20يناراً للجرام إلا عند الفئة التي ترغب بتجميد أموالها.

ويشير إلى أن حالة الإقبال تعد جيدة لكنها غير كافية لإخراج مكاتب الذهب من حالة الركود التي تعاني منها منذ فرض الحصار الإسرائيلي علي غزة.

زيادة إقبال

من جهته، يقول مدير عام مديرية المعادن الثمينة في وزارة الاقتصاد الوطني يعقوب شاهين إن محال الذهب في فلسطين لاقت زيادة في إقبال المواطنين على شراء الذهب خلال هذا العام تصل إلى 20 % مقارنة بالعام الماضي.

ويوضح أن هذه الزيادة في الإقبال سببها هبوط أسعار الذهب إلى ادني مستوياته وخاصة خلال الأسابيع الأخيرة نتيجة تحسن الاقتصاد الأمريكي، والاستقرار السياسي العالمي ورفع أمريكا نسبة الفائدة على الدولار .

ويضيف أن سعر الذهب في فلسطين يرتفع قليلا مقارنة بدول العالم بفعل اختلاف القوانين والأنظمة بين فلسطين وإسرائيل، إضافة إلى زيادة الطلب على الذهب واتفاقية باريس الاقتصادية.

ويشير إلى أن إسرائيل تعتبر الذهب سلعة فيما يعد في فلسطين نقداً معفياً من الجمارك والضرائب، منوهاً إلى أن كمية الذهب الواردة إليها خلال الشهر الماضي والبالغة 814 كغم تقريبا سجلت ارتفاعاً بنسبة 42% عن نفس الشهر من العام السابق بسبب إقبال المواطنين على الشراء بسبب الانخفاض في سعر المعدن الثمين.

ويؤكد أن زيادة إقبال المواطنين على شراء الذهب أدى لرفع حجم تخزين المواطنين لهذا المعدن، لافتاً إلى أن كمية الذهب الذي يعاد صناعته وبيعه في السوق من الذهب الذي يباع من المواطنين لا تتجاوز الـ 15 % مقابل 85 % من الذهب الذي يصل سبائك ويصنع في فلسطين.