شمس نيوز/ عمر اللوح

تعتبر العوامة والشعيرية فاكهة الغزيين في فصل الشتاء، لما تحتويه تلك الأطعمة من سعرات حرارية تمد الجسم بالدفء خلال فترة الصقيع، خاصة مع دخول ما يسمى لدى أهل فلسطين بـ"الأربعينية"، كناية عن البدء الفعلي لموسم الصقيع والمطر في (21/12) من كل عام. فالعوّامة" أو "أصابع زينب"  والشعيرية من الحلويات التي تقترن بفصل الشتاء، وتكمن لذتها وحلاوتها بالجلسة العائلية وخاصة في الأجواء الباردة وعند سقوط الأمطار.

تجمع الأسرة

المواطن خالد فريد، يقول: لا يختلف اثنان على أن العوامة والشعيرية من أهم طقوس فصل الشتاء، حيث يزداد إقبال الناس على شرائها".

وأضاف: أنا أشتري الشعيرية بكميات كبيرة، حيث أنني قبل مغادرة البيت للعمل أتناول منها، وكذلك أفعل قبل النوم، فهي تشعرني بالدفء في الشتاء" مبينا أن الشعيرية لا تحمل نفس المذاق في فصل الصيف، ولا يقبل يحبذ تناولها رغم وجودها في البيت كما الأمر في الشتاء.

وأردف خالد بالقول: أما العوامة فهي تجمع شمل الأسرة، فعند سقوط المطر نجلس سويا مع أهل بيتي ونتناولها في الجو الماطر، ونشعر أن الشتاء يجمعنا كيوم الجمعة عندما نجلس لتناول طعام الغداء".

تذكرني بأمي

أما المواطنة نهى زين الدين، فتقول: أحضر الشعيرية بنوعيها المحمص وغير المحمص، فالأولاد كل واحد يريد طعما كما يحب".

وتضيف: عندما أتناول الشعيرية أتذكر أمي رحمها الله عندما كانت تحضرها وأنا صغيرة قبل ان اذهب للمدرسة، فالشعيرية ليست حلوى نتناولها بالشتاء فقط، فهي تشعرك بحنان الأم وكأنها موجودة الآن بيننا".

وتتابع بالقول: عندما انتهي من عمل الشعيرية أنادي الأولاد، فيحضرون فوراً، وأشعر حينها بسعادة كبيرة تغمرني وجميع أولادي حولي وهم يأكلون ويتبادلون الابتسامات والضحكات والسرور يملأ قلوبهم".

أصنعها بالبيت

ويوضح المواطن مؤمن الديري، أنه يحضر مكونات العوامة إلى البيت وتقوم زوجته بعملها ليضيف: أفضل إحضار المكونات لعملها بالبيت، ولا أحب أن اشتريها جاهزة، حتى وإن كانت تكلفتها أقل" مشيرا إلى أنه يتناول العوامة طيلة أيام فصل الشتاء "لأنها لا تؤكل إلا في هذا الفصل وخاصة عند هطول الأمطار".

وقال الديري: العوامة من الحلويات المليئة بالفوائد الصحية، إذا ما قارناها بالحلويات الأخرى المصنعة، فهي خالية من المواد الحافظة التي من الممكن أن تعود بالضرر على الإنسان وتسبب له أمراضا" من الصبغة.

إقبال كبير

بدوره، أوضح محمد بدره، أحد أصحاب مخابز بدره، أن المخبز يعمل على تصنيع كميات كبيرة من الشعيرية بصنفيها المحمص وغير المحمص، ولا يتم تصنيعها إلا في فصل الشتاء، لعدم إقبال الناس عليها في غير ذلك الوقت.

وبيّن بدره أن المخبز يحقق أرباحا جيدة من بيع الشعيرية، لأن الإقبال عليها يكون كبيرا خاصة على المحمص، وبالتحديد عند اشتداد البرد وسقوط الأمطار، مشيرا إلى أن سعرها يتفاوت من حين لآخر حسب سعر المكونات.

وتعتبر العوامة من أكثر الحلويات المنتشرة بغزة في فصل الشتاء، ويتسابق الناس إلى شرائها، بينما يتفنن أصحاب المحلات في عملها بأفضل منظر.

أطعمة متعددة

ويوضح محمود الخضري، الذي يعمل في مهنة العوامة منذ خمسة عشر عاماً، أن العوامة تعتبر من الحلويات الشتوية لدى الزبائن، رغم أنها متوفرة وتباع طوال العام.

ولفت إلى أن اسم العوامة مشهور بقطاع غزة، ولكن في الضفة تعرف بـ"لقمة القاضي"، مبينا أن تكلفتها تعتبر ضئيلة جدا بالنسبة للحلويات الأخرى، وهي لا تسبب مشاكل صحية لخلوها من المواد الحافظة.

وأشار الخضري إلى أن الكثير من الناس يفضلون عملها في البيت ويأتون إليه للسؤال عن مقاديرها.

وأضاف: نحن نقوم بعملها بعدد من الأطعمة، فمن الزبائن من يفضلها محمرة، ومنهم من يفضلها نصف ناضجة".

وبين الخضري لـ" شمس نيوز " مقادير العوامة وهي: 4 كوب دقيق 1ملعقة صغيرة ملح 1 ملعقة كبيرة نشا ملعقة صغيرة خميرة فورية ناعمة 1 ملعقة صغيرة سكر 1 ملعقة صغيرة فانيليا ونتركها بعد خفق المقادير لتخمر، ثم توضع في زيت القلي.