غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بالفيديو العدو يُسلط أضواءه على "الجهاد" ويتحدث عن اغتيال القائد أبو العطا

000_1M7108-635x357.jpg

شمس نيوز/ القدس المحتلة

عرضت هيئة البث العامة الإسرائيليّة، المعروفة باسم "كان 11"، برنامجاً استقصائياً تناول فيه كيف تحولت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إلى العدو الأخطر لكيانه المحتل.

وتضمّن البرنامج مُقابلاتٍ مع خبراء وضباط أمنيين إسرائيليين سابقين، بما في ذلك رئيس وحدة "تيفيل" السابق في جهاز "الموساد" الإسرائيلي، ووزراء سابقين في الحكومة الإسرائيليّة.

وأشار البرنامج إلى أنّ الشهيد بهاء أبو العطا سيبقى في ذاكرة الإسرائيليين، قيادةً وشعبًا، لأنّه أذّل وأهان نتنياهو بشكلٍ شخصيٍّ عندما أمر بإطلاق الصواريخ على مدينة أسدود، وأجبر نتنياهو على مغادرة القاعة.

وبحسب قول الضباط والمسؤولين الأمنيين الإسرائيليين في البرنامج، فإنّ "تنظيم الجهاد الإسلامي كان وما زال وسيبقى الابن المدلل لإيران، وقد أنشأ حلفًا مع حزب الله"، مُضيفًا أنه الجمهوريّة الإسلاميّة، التي تبنّت عمليًا حركة الجهاد الإسلاميّ تقوم بتزويدها بالأسلحة الدقيقة، والصواريخ بعيدة المدى.

وأشار البرنامج إلى أنّ قائد الجهاد الأوّل د. فتحي الشقاقي استلهم فكرة الجهاد من الثورة الإسلاميّة في إيران عام 1979، ونقلها لفلسطين، ومنذ ذلك الحين تُقيم قيادة الحركة علاقاتٍ وطيدةٍ ومتينةٍ مع النظام الإيراني، وبطبيعة الحال مع حزب الله اللبنانيّ، حيث يتدّرب عناصر التنظيم في كلٍّ من إيران، سوريّة ولبنان، كما ادعى.

ووصف الضباط والمسؤولين الذين تحدّثوا في البرنامج، حركة الجهاد الإسلاميّ ب"الابن العاق"، بعد استلام زياد النخالّة قيادة الحركة قبل حوالي عامين، حيث باتت الحركة أكثر "راديكاليّةً وتطرّفًا"، على حد تعبيرهم.

وقال النائب في الكنيست عن حزب "الليكود"، ورئيس جهاز "الشاباك" الأسبق آفي ديختر، إنّه منذ تسلّم النخالة قيادة الجهاد الإسلاميّ بات التنظيم أكثر جرأةً من الماضي، فيما قال محلل الشؤون الفلسطينيّة غال بيرغر، إنّ النخالّة خلافًا للقائدين السابقين د. الشقاقي ود. رمضان شلّح، فإنّه نشأ في التنظيم من القاعدة، وتقدّم كثيرًا حتى وصل للقيادة.

وجاء على لسان ما يسمى بقائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال سابقاً الجنرال احتياط يسرائيل زيف، بأنّ "الجهاد الإسلاميّ تحوّل من تنظيمٍ عسكريٍّ صغيرٍ إلى جيشٍ كبيرٍ وخطيرٍ جدًا على "إسرائيل".

ديختر، زعم في معرض حديثه بأن: "ترسانة حماس تعززت كثيرًا في السنوات الأخيرة، ولكن الجهاد الإسلاميّ تلقّى الأسلحة المُتطورّة والمُتقدّمة جدًا، وبات يُشكِّل خطرًا تكتيكيًا على "إسرائيل"، لأنّه خلافًا لحماس - كما تابع- التنظيم ليس مسؤولاً عن السكان ومعيشتهم في قطاع غزّة، ولذا يقوم بتنفيذ عملياتٍ عسكريّةٍ جريئةٍ ضدّ الأهداف الإسرائيليّة.

وتابع " إنّه عمليًا "الابن الضّال"، ويُعتبر تحديًا كبيرًا ل"إسرائيل" وعناصره يؤمنون بالشهادة، أيْ الموت كأبطالٍ، ويقومون بتنفيذ العمليات الجريئة، وعلى نحوٍ خاصٍّ العمليات الاستشهاديّة داخل العمق الإسرائيليّ"، فيما أشار مُعّد ومُقدِّم البرنامج إلى أنّ ترسانة الجهاد الإسلاميّ العسكريّة تفوق من حيث دقّة الصواريخ وعددها وأنواعها، ترسانة حماس العسكريّة، كما ادعى.

وشدد المتحدثون في البرنامج على أنّه "خلافًا لحركة حماس، فإنّ الجهاد الإسلاميّ يرفض أيّ مفاوضاتٍ مع "إسرائيل"، حتى عبر طرفٍ ثالثٍ، ويؤمن بأنّ الجهاد هو الطريقة الوحيدة للانتصار على الاحتلال، وشطب "إسرائيل" عن الخارطة نهائيًا".

وقال وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق موشيه يعالون، إنّ عملية اغتيال الشهيد بهاء أبو العطا شكّلت انعطافةً كبيرةً في الصراع مع هذا التنظيم، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه لأوّل مرّةٍ منذ عملية "الجرف الصامد" (عدوان 2014) تعود "إسرائيل" إلى سياسة الاغتيالات المركزة ضدّ قادةٍ فلسطينيين.

وبحسب البرنامج الاستقصائيّ الإسرائيليّ، فإنّ أبو العطا أمر بإطلاق الصواريخ باتجاه مدينة أسدود، عندما كان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يُشارك في اجتماعٍ انتخابيٍّ كبيرٍ، الأمر الذي أجبر نتنياهو على مغادرة المكان تحت حراسةٍ مُشدّدّةٍ من قبل وحدة حماية الشخصيات المُهمّة في جهاز "الشاباك".

ووفقًا للبرنامج فإنّ أبو العطا تمكّن عبر إطلاق الصواريخ من إجبار نتنياهو على مغادرة القاعة، وإحداث انعطافةٍ كبيرةٍ في الصراع، وهذه الواقعة أثّرت كثيرًا على عملية كيّ الوعي الجمعيّ للإسرائيليين، قيادةً وشعبًا، كما أكّد مُعّد ومُقدِّم البرنامج، أساف ليبرمان، في بداية البرنامج المُسّمى "زمن الحقيقة".

وكعادة الإسرائيليين، حاول البرنامج إيقاع الخلاف بين الجهاد الإسلاميّ وحماس، زاعمًا أنّ الجهاد يتحدّى حماس في قطاع غزّة، وأنّ التنظيم الحاكِم بالقطاع باتت قلقًا جدًا من تنامي قوّة الجهاد، الذي وضع قائده الجديد معادلةٍ جديدةٍ: نحن مُتساوون في القوّة واتخاذ القرارات في مُقاومة كيان الاحتلال، الأمر الذي لا يُعجِب حماس، كما قال ضيوف البرنامج.