شمس نيوز/ غزة
خمسة أيام تفصل كيان الاحتلال الإسرائيلي عن الانتخابات الرابعة للكنيست، فإذا لم يتفق "الليكود" مع "أزرق أبيض" على حل يسمح بإقرار الميزانية لأي صيغة قانونية سواءً لعام أو عامين أو لتمديد مائة يوم للعمل بالميزانية السابقة، فإن الكنيست ستحل نفسها وتُجرى الانتخابات بعد تسعين يوماً.
وقال المختص في الشؤون العبرية محمود مردواي :"نتنياهو ذاهب للانتخابات في كل الأحوال، لكن اختيار التوقيت المناسب مهم، ويُعتقد أن الوقت الحالي غير مناسب ولا يُعتبر خياراً مفضلاً لنتنياهو".
وأضاف " في المقابل أعضاء "أزرق أبيض" يبدو أنهم أدركوا نية نتنياهو عدم إنهاء استكمال الاتفاق، وتسليم غانتس رئاسة الحكومة، وفي كل الأحوال سيذهب لانتخابات مبكرة، الأمر الذي يدفع الحزب للتصلب في مواقفه، وعدم إبداء المرونة بالرغم من أن الاستطلاعات لو أجريت الانتخابات سيتبخر ثلثا أعضاء "أزرق أبيض" في الكنيست".
وأشار إلى أن الأزمة الاقتصادية الطاحنة، والاحتجاجات المتزايدة، والبطالة، وفيروس "كورونا" المتفاقم، كلها لا تشجع نتنياهو للذهاب للانتخابات حالياً، في المقابل "الإنجازات الاستراتيجية" على الحلبة السياسية من خلال اتفاق التطبيع المجاني مع الإمارات دون مقابل تشجع نتنياهو على استثمارها، خاصة أن الاحتجاجات تتزايد ولا أفق لانفضاضها، وتساهم في إضعاف شعبية نتنياهو وتوسيع المعارضة لحزبه وشخصه.
ولفت مردواي إلى أن "أزرق أبيض" أمام خيارات صعبة إذا أبدى مرونة من أجل البقاء في الحكم، وتفادي خسارة فادحة في الانتخابات، تحت شعار منع إجراء انتخابات غير مبررة ومكلفة، فإنه لا يضمن أن ذلك سيثني نتنياهو ويمنعه من تقديمها، وإذا استمر في رفضه إدخال أي تعديل على الاتفاق، فالنتيجة انتخابات رابعة بعد ثلاث شهور تقريباً.
ونوه إلى أن نتنياهو لا يبدي أي استعداد للتنازل، ويتصرف وكأن تقديم الانتخابات أمر واقع لا محالة، من خلال الجولات التي يجريها والقرارات الاقتصادية التي ينتهجها.
وبيّن مردواي أن مفتاح بوابة المستقبل للحكومة الحالية في يد غانتس على الأقل في الأشهر القليلة القادمة، فإن أصر على مواقفه، وهو لا يشكل ثلث أعضاء "الليكود" حاليًا، ولا تعكس الاستطلاعات المستقبلية أي فرص لنجاح الحزب للحصول على ثلث المقاعد، فإن الانتخابات مسألة وقت خاصةً أن نتنياهو لا يريد توسيع مساحة المناورة التي تسمح ل"أزرق أبيض" بإبداء مواقف فيها قدر معين من التنازل دون الانتحار.