شمس نيوز/ محمد أبو شريعة
اليوم يمر تسعة أيام على الحجر المنزلي الإجباري، وفرض حظر التجول في قطاع غزة، بعد اكتشاف إصابات بفيروس كورونا داخل المجتمع.
أيام الحجر المنزلي التي قد تطول نظرًا لتزايد الحالات والإصابات في كل يوم، وعليه يرى الأخصائي التربوي علاء الربعي أنه يمكن استغلالها لتكون أياماً إيجابية، رغم السلبية في ظاهرها.
ويقول الربعي في حديث مع "شمس نيوز"، "الحجر الصحي عزل عن المشاركة المجتمعية، ولكن يمكن تحويله ليصبح له ثأثير ومشاركة داخل المنزل"، مضيفًا أنه "فرصة لتبادل المشاعر العاطفة، والأمان، وتبادل الأدوار وتوزيعها، وصياغة أدوار جديدة لكل فرد في الأسرة".
ووفق الربعي فإن "أول إيجابيات هذا الحجر هو القرب من الأبناء، فالأسرة بحاجة لاجتماع وتقارب حتى تزيد عملية التواصل بين أفرادها - ليس فقط أن الأمور بخير ورب الأسرة موفر احتياجات الطعام الرعاية- بل الاحتياجات النفسية هي التي بحاجة لمتابعة".
وتابع حديثه "بقاء الأسرة فترة طويلة في المنزل فرصة لتعديل سلوكيات الأبناء وفهمهم من قبل أولياء الأمور"، لافتًا إلى أن عمليات تعديل السلوك تبدأ من خلال مشاركة الأبناء في ألعابهم وطموحاتهم، ليكونوا صورةً واضحة أمام آبائهم.
وتابع الربعي حديثه "هناك عدة أمور من خلالها يمكن تحسين سلوك الأبناء أهمها، ابتكار ألعاب جديدة مع الأبناء، ومشاركتهم بالرسم، والفنون المختلفة"، مشدداً على أهمية هذا الجانب لأن الأبناء دوماً يبحثون عن من يلبي هواياتهم وطموحاتهم ومخاوفهم ويشاركهم - ليس شرط أن يكون محترفاً ولكن قدر المستطاع- بالإضافة إلى وجود أساليب أثبتت فعاليتها مثل القصص والمحاكاة، ومشاركتهم في بعض الأعمال المنزلية، وجدولة مهام الأسرة.
ولفت الربعي إلى أن جدولة مهام الأسرة يكون من خلال تحديد أوقات العمل، وأوقات القراءة الحرة، ووقت لقراءة القرآن، أوقات للعب الحر دون النظر إلى الفارق العمري بين الإخوة، كل هذا يساعد في صقل شخصية الطفل.
وعن حضور أولياء الأمور في المنزل مع الانشغال في مواقع التواصل، وعدم الاهتمام بالأبناء، قال :"هذا يؤدي إلى زيادة الانحراف في سلوكهم"، مشيرًا لوجود آباء عملية التوجيه لديهم صعبة، حيث يكرر نفس الأسلوب في كل مرة، مطلوب منهم تنويع الأسلوب المُتبع.
وتطرق الأخصائي إلى فقدان المساحات الواسعة والخضراء في المجتمع، مؤكداً أن العائلة هي من تقوم بصناعتها، من خلال جو المرح والألفة في هذه الفترة، بالإضافة إلى الحديث والمسابقات مع الأطفال، في الجوانب التربوية والنفسية.
وبين الربعي أن "المساحات الواسعة تصنعها النفوس الواسعة، وليس الرؤية والأعين"، مشددًا على أن الابتعاد عن الأخبار المقلقة يساهم بشكل كبير في توازن الحياة، وإعادتها إلى طبيعتها في نفس الأبناء.