شمس نيوز/ فلسطين المحتلة
كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، مساء اليوم السبت، كواليس المفاوضات التي تقودها مصر مع حماس لإنجاز صفقة تبادل للأسرى، مشيرةً إلى أنها تجري بإشراف منسق ملف الأسرى والمفقودين لدى الاحتلال يارون بلوم ومئير بن شبات بالتعاون مع جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز أمنه الداخلي "الشين بيت".
وقال مسؤول إسرائيلي كبير مطلع للصحيفة، إن "نافذة الفرصة قصيرة وضيقة"، مما يعني أن التقدم لم يحدث، ولا يزال الطرفين منشغلين بمواقفهما الأساسية بشكل أو بآخر.
وبحسب الصحيفة، فإن حماس لم تغير مواقفها في المفاوضات وتتوقع من "إسرائيل" تليين مواقفها، مشيرةً إلى أن حماس تطالب بأمرين لا تستطيع "إسرائيل" قبولهما: أولاً صفقة من مرحلتين، حيث يطالب زعيم حماس في غزة يحيى السنوار "إسرائيل" بإطلاق سراح النساء والأطفال وكبار السن والمرضى من الأسرى مقابل معلومات عن الجنود الأسرى.
أما الشرط الثاني الذي وضعه السنوار هو إطلاق سراح العديد من الأسرى القادة في صفقة على غرار صفقة شاليط.
وكشفت "يديعوت"، أن "إسرائيل" لا تحتاج إلى المعلومات التي ترغب حماس في الإفصاح عنها لها، مدعيةً أنها تعرف ما حدث للملازم أول هدار غولدين والرقيب الأول أورون شاؤول اللذين لم يكونا على قيد الحياة، وأنها تعرف أيضاً ما حدث للجنديين أفيرا منغستو وهشام السيد لدى حماس.
ونقلت "إسرائيل" رسالة لحماس، بأنها لن توافق على إطلاق سراح منفذي العمليات المتسببين بقتل إسرائيليين.
وقدر فريق التفاوض الإسرائيلي بقيادة يارون بلوم، منسق شؤون الأسرى والمفقودين (الذي كان أيضاً من بين الوسطاء في صفقة شاليط)، مع مجلس الأمن القومي الإسرائيلي (بقيادة مئير بن شبات) وممثلي جيش الاحتلال وجهاز "الشاباك"، أن حماس ليس لديها التغيير في المواقف.
وذكّرت الصحيفة العبرية، بمبادئ "إسرائيل" منذ الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، بسبب الانتقاد العلني لحكومة الاحتلال على إثر إطلاق سراح أكثر من 1000 أسير فلسطيني، وكذلك استنتاجات لجنة شمغار التي وضعت مبادئ للتفاوض بشأن تحرير الأسرى والمفقودين، قائلةً إن الحكومة مهما كانت هويتها السياسية لن تبرم صفقة أخرى بالطراز القديم.
وقالت "يديعوت" نقلاً عن مصادر في "إسرائيل"، إن "إسرائيل" مستعدة لتقديم المساعدة بأي شكل من الأشكال لتخفيف الضائقة الصحية والاقتصادية لسكان قطاع غزة وحتى الذهاب إلى أبعد من ذلك إذا تراجعت حماس عن إصرارها بالتوصل إلى صفقة مشابهة لصفقة شاليط.
وعدت مصادر الصحيفة، أن تمسك الحركة بمطالبها سيعيد نجاحها ويعطي حماس ويحيى السنوار هيبة، مدعيةً أن حماس تدرك أن "إسرائيل" مصممة على مواقفها.
ولفت المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي إلى وجود فرصة يمكن أن تؤدي بجولة المحادثات الحالية لتحول "طالما أن قضية الجنود الأسرى لا تُسوَّى وفق معايير منطقية وليس وفقاً لمطالب حماس الشديدة، فلا فرصة لصفقة كبرى"، وفق قوله.
وادعى، أن ثلاثة عوامل أدت إلى تحول في المفاوضات الأخيرة، بسبب تفشي كورونا في قطاع غزة في الأسابيع الأخيرة والانتخابات الداخلية لقيادة حماس الشهر المقبل وعودة الوسطاء المصريين للمفاوضات مع "إسرائيل".
وأردف: أن وفد الوساطة المصري غادر قطاع غزة بعد جولة من المحادثات وجولة جديدة من الوساطة بين حماس و"إسرائيل" قد بدأت بالفعل.
واستطرد، أن جولة الوساطة السابقة كانت في أبريل من هذا العام، موضحاً أن إسرائيل كانت تأمل في أن يؤدي تهديد كورونا الذي بدأ في الانتشار في ذلك الوقت إلى جعل حماس مرنة، بحيث إذا كان هناك تفشى كبير في قطاع غزة، فإن "إسرائيل" ستساعد في مواجهته.
وزعم، أن حركة حماس تقدمت بمطالب وتلقت مساعدات صحية من "إسرائيل" في نفس الوقت، معتبراً أنه كان هناك استعداداً لدى الجانبين للتوصل إلى اتفاق، ولكن بسبب تفشى الفيروس بقوة في مصر ودول أخرى توسط مبعوثوها في المفاوضات، مثل ألمانيا وسويسرا، وتوقفت الحركة الجوية.
وحسب بن يشاي، فإن تحولاً طرأ خلال الأسبوعين الماضيين، زاعماً أن حماس قلقة من تفشي فيروس كورونا في قطاع غزة وارتفاع أعداد المصابين والوفيات.