شمس نيوز/ غزة
جدد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الدكتور وليد القططي، ظهر اليوم السبت، التأكيد على التعريف بالحركة ورؤاها إزاء التطورات التي تشهدها الساحة الفلسطينية والعربية.
وبيَّن د. القططي، في حديث لإذاعة القدس، تابعته "شمس نيوز"، إلى أن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، حركة وطنية، بمرجعية إسلامية، وذات أيدولوجية ثورية، هدفها تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، ولا تؤمن بالحلول المرحلية أو بأنصاف الحلول.
ولفت إلى كون العمق العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية، من أبجديات تعامل وثوابت الحركة.
وأضاف د. القططي: "لا يمكن التخلي عن المقاومة، لأنها الوسيلة التي نحارب من خلالها المحتل الذي يستبيح الدم الفلسطيني"، معتبراً ضريبة حمل السلاح أقل بكثير من ضريبة إلقائه والرضوخ والتسليم بالحلول المجتزأة.
ونوه إلى أن الحركة تنطلق من كون فلسطين القضية المركزية للعرب والمسلمين، باعتبار أن الكيان الصهيوني رأس حربة المشروع الغربي الاستعماري المعادي للأمة كلها، وهو وجد ليس فقط لاحتلال فلسطين، بل لمنع نهضة وتقدم الأمة ونهب ثرواتها.
وتابع د. القططي: "قبل توقيع اتفاقية "أوسلو"، تنبأ الدكتور المؤسس الشهيد فتحي الشقاقي بفشل الاتفاق، وكان يتوقع أن يقود إلى التطبيع الذي وصلنا له اليوم".
وزاد: " د. الشقاقي كان يقرأ المستقبل بشكل صحيح، وكانت توقعاته تصيب دائمًا، وكان يبني مواقف الحركة على هذا الأساس".
وبخصوص موجة التطبيع العربي، أكمل: "يجب التفرقة بين الشعوب والأنظمة، لأن الشعوب لاتزال ترفض تطبيع زعمائها وقياداتها مع الاحتلال، وخاصة في بلدان الخليج العربية".
وأوضح د. القططي، أن بعض الأنظمة العربية، ترى أن الوصول لبوابة "الشيطان" الأمريكي تكون عبر التطبيع مع الكيان الصهيوني، مشيرًا إلى أنهم مخطئون في ذلك، لأنهم سرعان ما سيكتشفون أن هذا الكيان لن يحميهم، وهو أصلاً عاجز عن حماية نفسه.
وأكد، أن هناك عمقًا عربيًا داعمًا للشعب الفلسطيني، ولمقاومته بشكل كبير، على الرغم من هرولة الكثيرين نحو التطبيع، موضحاً أن ما تبرزه وسائل الإعلام من أصوات تنادي بالتعايش مع الإسرائيلي في الدول المطبعة، ما هي إلا أصوات نشاز، وهي شاذة ولا تُمثل الأغلبية الصامتة التي تتربع فلسطين وقضيتها ومقاومتها، في وجدانها وعقولها.
وأشار إلى أن هناك ثلاثة معايير أساسية تقترب الحركة من خلالها من الآخرين، هي: الإسلام (كدين ومنهج)، فلسطين (كشعب وقضية)، والمقاومة (كنهج ووسيلة).
ولفت د. القططي إلى أن السلطة الفلسطينية، أقامت كيانها على أنه دولة وأصبحت أمرًا واقعًا، ووضعت الشعب الفلسطيني في ورطة كبيرة، مشيرًا إلى أن حركة الجهاد الإسلامي حذّرت من هذا الأمر منذ البداية.
وزاد بهذا الصدد: "هم بكل أسف وضعوا العربة أمام الحصان، بخلاف الحركات الثورية في كل العالم، فكلها حررت الأرض، ثم أقامت السلطة والدولة"، مشدداً على أن حركة الجهاد الإسلامي ترفض قيام أي سلطة قبل تحرير الأرض والخلاص من الاحتلال.
ومضى يقول: "نحن نحاول اليوم أن تخرج الانتخابات من صندوق "أوسلو"، ورؤيتنا أن هذا جزءٌ من إدارة السلطة، وليس جزءً من إعادة بناء المشروع الوطني. اذا أردنا ذلك، يجب لتكن البداية من انتخابات وتشكيل مجلس وطني خارج هذا الصندوق كله، بحيث يقوم هذا المجلس بإعادة بناء م.ت.ف، باعتبارها مرجعية وطنية".
وجدد التأكيد على أن الحركة لن تشارك في الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة، بخلاف انتخابات المجلس الوطني، وفق ما جرى التوافق عليه في القاهرة عام 2005، وفي بيروت عام 2017.
وأضاف: "نحن مع التوافق الفلسطيني، والحركة تتحفظ بموقفها السياسي في بعض النقاط المفصلية في القضية الفلسطينية، التي من حقها أن تتمسك بها، لأننا لا نؤمن بتجزئة الحق الفلسطيني".
ولفت د. القططي إلى أن الحركة لن تعرقل أي وفاق وطني، وفي الوقت ذاته لن تتنازل عن ثوابت شعبنا.
ونوه إلى أن الحركة "تسعى وتدعم أي جهد يفضي لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، وبناء مرجعية وطنية يستند عليها شعبنا في كل معاناته".
وختم د. القططي: "حركة الجهاد تمتلك رؤية فكرية وسياسية وأفقاً واضحاً للمستقبل، وهي ترى النصر بأعين الشعب الفلسطيني مهما عظمت التضحيات، وزاد حجم التآمر".