غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

تحركات عنوانها رحيل ماتياس شمالي.. ما القصة؟

رفض شعبي وفصائلي لما تُلوح به "الأونروا" من تقليص للمساعدات في غزة

لاجئون سوريون يعتصمون أمام مكاتب اونروا بلبنان
شمس نيوز/ محمد أبو شريعة
قررت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، تقليص المساعدات المقدمة للاجئين في قطاع غزة من خلال توحيد السلة الغذائية المقدمة لهم دون النظر إلى الوضع الاجتماعي والمادي للأسر الفقيرة بدءًا من دورة يناير 2021.
وقالت الوكالة في تصريحات متتالية لمسؤولين فيها بأنها ستوحد الكوبونات المقدمة للاجئين، وستقوم بقطعها عن من يتلقون مصادر دخل ثابتة دون النظر إلى وضعه الاقتصادي.
هذه القرارات صاحبها ردات فعل من القوى الفلسطينية، وأيضاً من اللاجئين الذين أكدوا حقهم في تلقي كافة الخدمات، حتى تحقيق القرارات الأممية في عودتهم إلى ديارهم.
مسؤول ملف اللاجئين في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل أشار إلى أن "الأونروا" ومنذ فترة طويلة وهي تحاول أن تمارس التماهي مع المواقف الأمريكية والصهيونية بإنهاء حق اللاجئين الفلسطينيين، وإنهاء صفة اللاجئين عنهم.
ولفت المدلل خلال حديث مع "شمس نيوز" إلى وجود خطوات واضحة من قبل "الأونروا" من خلال تقليص خدماتها، وإنهاء الكثير من الوظائف المهمة التي يحتاجها اللاجئون الفلسطينيون.
وأكد أن "هذه الخطوة تأتي في سياق الممارسات المشبوهة التي تقوم بها "الأونروا" من خلال إنهاء الفوارق ما بين الفقر، والفقر المدقع، والأكثر فقرًا".
وتابع المدلل يقول "طالما أن الشعب الفلسطيني لاجئ فهو بحاجة للكثير من الخدمات، خصوصًا في ظل جائحة كورونا، والحصار الذي يعيشه أهل قطاع غزة، وكل اللاجئين في مخيمات الشتات"، مشددًا على أن كل اللاجئين الفلسطينيين في فقر مدقع، في ظل جائحة كورونا، والحصار، وعلى الوكالة أن تزيد من مساعداتها بدلاً من التقليص.
وأضاف القيادي في الجهاد الإسلامي "مخيمات سوريا ولبنان خير شاهد على الوضع المأساوي الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينيون، وأي تقليص في تقديم الخدمات للاجئين يعني أنها خاضعة للإرادة الصهيونية، وتتماشى مع مطالبها".
وشدد على أن الإجراءات المتتالية من "الأونروا" بحق اللاجئين الفلسطينيين تأتي في إطار المضايقة عليهم تماشيًا مع ما يريده عرابو "صفقة القرن"، والتي من أهم أهدافهم إنهاء صفة اللاجئ الفلسطيني، وشطب حق العودة، وإنهاء دور "الأونروا"، الشاهد الوحيد على مأساة اللاجئين الفلسطينيين".
واعتبر أن تقليص أي خدمات يعد تمريراً لصفقة القرن، وتصفية للقضية الفلسطينية.
ولفت المدلل إلى أن "الأونروا" تم تأسيسها بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، لذلك وطالما يوجد لاجئون فلسطينيون، على الدول الداعمة أن تقدم ما عليها من التزامات للأونروا، وإلا كل العالم لن يشهد حالة استقرار، إذا حدث عملية شطب لها لأن دورها لا يزال قائمًا طالما يوجد لاجئون فلسطينيون.
ووجّه دعوةً لدول العالم للتدخل لإنقاذ اللاجئين الفلسطينيين من خلال استمرار دعم "الأونروا"، مطالبًا الحكومات العربية والعالمية بالضغط لتحقيق حق العودة للشعب الفلسطيني، وأن يعود الفلسطينيون لديارهم وإنهاء مأساة اللاجئين.
وطالب الدوبلوماسية الفلسطينية التحرك وبشكل سريع أمام كل المحافل الدولية ليكون لها دور في القيام بمظاهرات في مختلف عواصم العالم من خلال السفارات والجاليات الفلسطينية لتأكيد حق اللاجئين الفلسطينيين، واستمرار عمل "الأونروا".
وعلى المستوى الشعبي، أكد المدلل أن هناك عدة فعاليات ستقوم بها الفصائل الفلسطينية لدق كل الجدران خصوصًا رئاسة الأمم المتحدة في غزة، لكي تتحرك من أجل الاستمرار في تقديم الخدمات كاملة للاجئين الفلسطينيين، لأن دورها لا يزال قائمًا طالما يوجد لاجئون ولم يعودوا إلى ديارهم وفق كل القوانين الدولية.
من ناحيته، أكد أمين سر لجنة اللاجئين في ساحة غزة د. زاهر البنا، أن إدارة الوكالة مصممة على إجراء التقليصات واتخاذ إجراءات بحق اللاجئين الفلسطينيين.
ولفت البنا خلال حديث مع "شمس نيوز" إلى أن من هذه الإجراءات كان من المفترض وجود خطة طوارئ لدى "الأونروا" للتصدي لجائحة كورونا وآلية توزيع المساعدات للاجئين خلال الجائحة، ولكن من خلال المتابعة على الأرض لا يوجد مطلقًا خطة طوارئ لتوصيل المساعدات.
ووفق البنا فإن دليل ذلك الاضطراب الذي حصل نتيجة عملية التوزيع، وهجوم المواطنين على الشاحنات التي تقوم بتوزيع السلال الغذائية على مستحقيها، مشيرًا إلى أن ذلك "أعطى انطباعاً لدى الجميع أن الاجتماعات التي كانت تقوم بها "الأونروا" قبل جائحة كورونا كانت حبراً على ورق".
ومضى يقول "هذه الخطوات وما تبعها من قرار بتوحيد المساعدات المقدمة للاجئين، وقطعها عن قرابة 300 ألف مستفيد يشكلون ثلث اللاجئين دون الرجوع للباحثين الاجتماعيين أو الوضع الاجتماعي للاجئين، سيتبعه ظلم للاجئين أيضًا".
وشدد البنا على أن إدارة الوكالة بهذه الإجراءات تحارب اللاجئ الفلسطيني بإيقاف لقمة العيش عنه، في ظل عدم استقرار الرواتب للموظفين، والأمور الاقتصادية الصعبة للغاية التي يمر بها العمال.
واستذكر البنا عدد من الخطوات السابقة التي قامت بها "الأونروا" مؤخرًا لتقليص خدماتها للاجئين أهمها أنها قامت بإغلاق 4 مكاتب خدماتية لتوزيع المساعدات للاجئين وتسجيلهم، ووزعت العاملين فيها على مكاتب أخرى، مضيفًا أنها "قامت بإيقاف عمل عدد كبير من الباحثين وتحويلهم إلى أقسام أخرى ما شكل فائضاً في الوكالة وبذلك سنفقد توظيف فئات جديدة فيها لقرابة 5 سنوات على الأقل".
وأضاف أيضا ستسرح "الأونروا" موظفي العقود والعاملين على بند البطالة المؤقتة.
وعن الخطوات المقررة للتصدي لهذه الإجراءات، قال البنا "تم مؤخرًا تشكيل جسم للدفاع عن حقوق اللاجئين وهو تحت مسمى (اللجنة المشتركة للاجئين) تضم كل العاملين في مجال اللاجئين، عقدت اجتماع الأسبوع الماضي واتخذت قرار هام بأن الكل الفلسطيني وكل من يعمل في إطار اللاجئين سيقفون بشكل موحد للتصدي لهذه التقليصات".
وأشار إلى أن أحد قرارات اللجنة هو تسليم رسالة واضحة للسيد ماتياس شمالي خلال الساعات المقبلة لتلبية الطلبات المقدمة عبر هذه الرسالة والمكونة من 6 بنود، لافتًا إلى أن بنود الرسالة هي بالترتيب التالي العملية التعليمية والسلال الغذائية وصحة البيئة والموظفين المفصولين وإعادة فتح مراكز الخدمات بالإضافة للموضوع الصحي.
وشدد على أن هذه البنود تحتها تفصيلات كثيرة على إدارة الوكالة دراستها بشكل جيد وفق مساحة زمانية محددة سيتم إعطائهم إياها، مؤكدًا أنه بعد الفترة المحددة وفي حال عدم الاستجابة لهذه المطالب سيكون هناك وقفة واضحة للكل الفلسطيني عنوانها رحيل ماتياس شمالي عن قطاع غزة وعدم الرغبة بوجوده في القطاع".
ووفق البنا فإن في عهد شمالي بدأت التقليصات المتتالية للأونروا بدءًا بتقليص الموظفين حتى ما وصلنا له اليوم، متوقعًا أن يرد على هذه الرسالة بشكل سلبي.
وتابع يقول "لقد كان في لبنان هو صاحب عناوين التقليصات وانتقل لسوريا وأدى ذات المهمة وجاء لغزة ليكمل دوره في إضعاف المؤسسة الدولية وإنهائها وإنهاء حق العودة". وأشار إلى أن هذه الأعمال التي يقوم بها شمالي لها ارتباطات بصفقة ترامب- نتنياهو لإنهاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين.