شمس نيوز / عبدالله عبيد
حمل العام 2014، الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، الكثير من المحطات المهمة في الساحة الفلسطينية، فكانت الأشهر الستة الأولى مبشرة بالنسبة للفلسطينيين، حيث حملت في طياتها أحداثاً أسعدتهم بعد إعلان اتفاق المصالحة بمخيم الشاطئ بين حركتي "فتح وحماس" في أبريل وتشكيل حكومة الوفاق الوطني، إلا أن النصف الثاني من العام أتى على غير ما تشتهي الأنفس، ليُؤرشف العدوان الإسرائيلي الذي يعتبر الأعنف بالنسبة لأهالي القطاع.
وكانت حركتا فتح وحماس قد توصلتا إلى اتفاق مصالحة ينهي سنوات الانقسام، عُرف باسم "اتفاق الشاطئ"، في شهر إبريل من العام 2014، وأفضى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد شهرين من توقيعه.
كما وشنت إسرائيل عدوانا جديدا على قطاع غزة في مطلع الأسبوع الثاني من تموز / يوليو، لمدة 51 يوماً، استشهد خلاله أكثر من 2200 فلسطيني.
محللون سياسيون استعرضوا لـ "شمس نيوز"، أهم محطات عام 2014 والتي كان أبرزها توقف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، بالإضافة إلى توقيع اتفاق المصالحة وما أعقبه من تشكيل حكومة التوافق الوطني، مشددين على أن الحدث الأبرز في هذا العام كان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وما خلّفه من دمار كبير.
وأوضح المحللون أن 2014 شهد انتقال المشروع الصهيوني الاستيطاني العنصري إلى مرحلة جديدة في محاولة فرض وقائع جديدة على الأرض وبشكل متسارع، بالإضافة إلى الهبة الانتفاضية التي شهدتها مدينة القدس والضفة المحتلة، متوقعين في عام 2015 أن يتم تحديد موعد للانتخابات الفلسطينية العامة، بالإضافة إلى مواجهة جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في النصف الثاني من نفس العام.
أهم المحطات
المحلل السياسي، هاني البسوس أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة، استعرض أهم المحطات التي برزت على الساحة الفلسطينية خلال العام 2014، والتي كان من ضمنها توقف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية مع بداية العام، منوهاً إلى أن توقف هذه المفاوضات أدى إلى أزمة سياسية بين السلطة وبين إسرائيل.
وأشار البسوس خلال حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن توقيع اتفاق المصالحة في غزة كان حدثاً مهماً في حياة الفلسطينيين، الأمر الذي أدى إلى تشكيل حكومة وفاق وطني فلسطيني ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال: الحدث الأبرز كان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014، وفي هذه الحرب فاجأت المقاومة الفلسطينية إسرائيل بأساليب وأسلحة عسكرية جديدة لم تتوقعها، كبدت قوات الاحتلال خسائر فادحة على كافة المستويات". مبيّناً أن الحرب على غزة، تبعتها حالة من الأجواء الإيجابية غير المسبوقة في فلسطين، وتحديداً بين حركتي فتح وحماس.
توقعات 2015
وأوضح البسوس أن 2014 شهد أيضاً اعترافات دولية وأوربية بدولة فلسطين، "البعض اعترف بها بشكل رسمي، والبعض الآخر من خلال توصيات قُدمت".
وتوقع المحلل السياسي خلال العام 2015 أن يتم تحديد موعد للانتخابات الفلسطينية العامة، بعد الانتخابات العامة داخل حركة فتح، موضحاً أنه قد يكون هناك انفراج في موضوع المعابر خاصة إذا استلمتها السلطة الفلسطينية، ليتم من خلالها إدخال المواد الأساسية لقطاع غزة.
كما ورجح البسوس أن يكون النصف الثاني من العام 2015 موعدا لاندلاع مواجهة جديدة مع دولة الاحتلال بقطاع غزة، مستدركاً بالقول: لكن هذا الاحتمال يتوقف عند عدة عوامل في حال توفرها، وهي طبيعة الحكومة الإسرائيلية القادمة خاصة إذا كانت يمينية متطرفة، ثانياً إذا بقي الحصار والإغلاق ولم تفتح المعابر"، حسب توقعه.
مرحلة جديدة
من جهته، يرى المحلل السياسي خليل شاهين، أن المحطة الأهم في العام 2014 كانت انتقال المشروع الصهيوني الاستيطاني العنصري إلى مرحلة جديدة في محاولة فرض وقائع متجددة على الأرض وبشكل متسارع.
وأكد شاهين في حديثه لـ"شمس نيوز"، أن العام 2014 شهد جهداً إسرائيلياً مكثفاً من أجل فرض وقائع استيطانية جديدة ومحاولة حسم المعركة الجغرافية والديموغرافية في القدس حتى قبل اختطاف المستوطنين الثلاثة في منطقة الخليل، مشيراً إلى أن اختطاف هؤلاء المستوطنين، أدى إلى العدوان الهمجي ضد قطاع غزة.
وأضاف: إسرائيل استهدفت غزة في محاولة لكي الوعي الفلسطيني عبر عدوان همجي مدمر استمر أكثر من خمسين يوماً، وكادت الحكومة اليمينية من خلاله أن تعزل القطاع في إطار استراتيجية أمنية إسرائيلية شاملة، ذات بعد إقليمي، وتبقى غزة مفصولة عن الضفة الغربية".
مؤشرات مهمة
وبيّن أن أهم المؤشرات الإيجابية التي برزت في الحالة الفلسطينية عام 2014، تشكيل حكومة التوافق بعد توقيع اتفاق المصالحة، مشدداً على أن هناك مؤشرات مهمة فيما يتعلق بصمود المقاومة في قطاع غزة.
وتابع المحلل شاهين: في هذا العام شاهدنا انتفاضة واضحة ومتواصلة في مدينة القدس وهبّات متتالية في الضفة الغربية، مما يبشّر أن العام 2015 سيكون عام التحول باتجاه استراتيجيات فلسطينية جديدة قائمة على الوحدة الميدانية في مواجهة الاحتلال".
واستطرد قائلاً: وأخيراً فإن العنصر الأهم فيما يتعلق بالتدويل الذي تبعته قيادة السلطة الفلسطينية وصل إلى نهايته المأساوية، لتقديم مشروع قرار تضمن تنازلات فلسطينية مجانية من أجل محاولة تمرير مشروع قرار بائس في مجلس الأمن".
مما سبق، يتضح أن التفاؤل الذي استقبل به الفلسطينيون عام 2014 غدا شقاءً، لا يزال يراوحهم حتى قُبيل إطلالة العام الجديد، لكنهم رغم ذلك يأملون خيرا بعام أفضل لقناعة لديهم أن "بقاء الحال من المحال".