غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

المقاومة ردتْ الصاع صاعين

"صيحة الفجر".. نموذج للعمل المقاوم الذي أرعب الإسرائيليين

سرايا القدس
شمس نيوز/ محمد أبو شريعة
في الثاني عشر من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي كانت المقاومة تخوضُ معركةً بطولية، استطاعت من خلالها كسر أنف العدو الإسرائيلي، رداً على استشهاد القائد في سرايا القدس الشهيد بهاء أبو العطا.
معركة صيحة الفجر التي خاضتها سرايا القدس مع عددٍ من أذرع المقاومة جسدتْ نموذجاً للعمل المقاوم، الذي أرعب قوات الاحتلال الإسرائيلي، لاسيما أن الضربات التي وجهها المقاومون كانت مركزة ودقيقة، وهو ما أدى في نهاية المطاف، لأن يستجدي المستوى الأمني والسياسي الإسرائيليين بعض الأطراف العربية والدولية لوقفها.
كما جسدت نقلة نوعية في أداء العمل المقاوم على جميع الأصعدة، فأيام المعركة الثلاثة شهدت إطلاق عددٍ كبير من الرشقات الصاروخية التي دكت بها فصائل المقاومة البلدات والمدن الحيوية الإسرائيلية.
القيادي في حركة الجهاد الإسلامي د. جميل عليان في تدوينة له على فيس بوك بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للمعركة أكد أن الشهيد القائد بهاء أبو العطا وحَّد كل فلسطين خلفه يوم أن اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلي، مشددًا على استمرار الروح الوحدوية التي يتمسك بها شعبنا.
ومنذ اللحظة الأولى لإعلان استشهاد القائد أبو العطا وزوجته دكت سرايا القدس "مدن العمق" فأدخلت الخضيرة و"تل أبيب" والقدس المحتلة إلى مرمى نيرانها.
وأشار المتحدث العسكري باسم سرايا القدس أبو حمزة إلى أن المقاومة الفلسطينية استطاعت على مدار عام بعد ارتقاء الشهيد بهاء أبو العطا أن تُفقد العدو نصره المزعوم وتدحض عبر سلاحها المشرع أكذوبة إنهاء أو وقف العمل الجهادي في غزة كنتاج للاغتيال الجبان.
من ناحيته، أكد أبو محمد المتحدث العسكري باسم كتائب شهداء الأقصى - لواء الشهيد نضال العامودي، أن المعركة سطرت نموذجًا للعمل الموحد لفصائل المقاومة من خلال اختلاط دماء مجاهدي الكتائب بدماء مجاهدي سرايا القدس، وهي رسالة واضحة بأن دماء المجاهدين اختلطت في الميدان تأكيداً على وحدتها وقوتها.
وأضاف أبو محمد خلال حديث مع "شمس نيوز": "منذ اللحظات الأولى لاغتيال أحد أيقونات المقاومة وأيقونة الكفاح المسلح في قطاع غزة بهاء أبو العطا، قمنا باستنفار مقاتلينا للرد على هذه الجريمة، كون الرد واجب علينا وحق لنا.
وأشار إلى أنَّهم قدموا ثلاثة شهداء خلال المعركة أبرزهم قائد الوحدة الصاروخية الشهيد وائل عبد النبي، الذي استشهد أثناء اطلاقه صواريخ على مغتصبات العدو.
ولفت إلى أنهم أطلقوا على المعركة اسم "عامود الخيمة"، تأكيداً على أنهم في حركة فتح لن يتركوا العدو يتفرد بأي فصيل من فصائل المقاومة.
وأطلق أبو محمد على الشهيد أبو العطا لقب "بهاء الكفاح المسلح" و"بهاء المقاومة" لما أثبته في الميدان قولًا وفعلًا من خلال بصماته الواضحة ودعمه لوحدة العمل العسكري لفصائل المقاومة.
وأضاف المتحدث العسكري: "في كتائب الأقصى كنا دومًا شركاء مع كافة الفصائل الفلسطينية في العمليات النوعية والتي كان آخرها عملية "جسر الموت" قبل اندحار العدو بأيام قليلة من قطاع غزة والتي كانت بالشراكة بين كتائب الأقصى وسرايا القدس، بالإضافة إلى سلسلة طويلة من العمليات الاستشهادية مع جميع فصائل المقاومة الفلسطينية"، مستدركًا حديثه بأن "سرايا القدس كان لها بصمة واضحة في كل معارك الدفاع عن أبناء شعبنا".
ووفقه فإن "إسرائيل لم تدفع ثمن جريمة اغتيال القائد أبو سليم، وهي تعلم جيدًا أنها لم تدفع سوى شيء يسير من ثمن اغتياله وستدفع الثمن الأكبر آجلًا أم عاجلًا"، مضيفًا أن إسرائيل تعي أن فصائل المقاومة من خلال غرفة العمليات المشتركة أصبحت الخطر الأكبر عليها.
وتابع أبو محمد "في الآونة الأخيرة عاش العدو حالة من الرعب مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد أبو العطا تحسبًا من قيام المقاومة بقصف المغتصبات في هذه الذكرى، هذا الرعب الذي عاشته المنظومة الأمنية والعسكرية هو تأكيدٌ بأنها تخشى من قوة المقاومة وتعاظمها".
وجدد تأكيده على أن المقاومة هي من تحدد موعد البدء والانتهاء في أي معركة، مضيفًا "أي حماقة سيقوم بها الاحتلال ستواجه بثمن باهظ والمقاومة، لاسيما أنها قادرة على رد الصاع صاعين وبالطريقة التي تحددها المقاومة وأي معركة قادمة ستكون معركة انتصار للمقاومة".
بدوره، أثنى المتحدث العسكري باسم كتائب المجاهدين أبو بلال على طريقة إدارة المعركة والقائمة على تكامل الأدوار بين فصائل المقاومة من خلال الغرفة المشتركة والتي وصلت إلى تحقيق أهدافها.
وأكد أبو بلال في تصريح خاص لـ"شمس نيوز" على وحدة الصف المقاوم، مضيفًا "الرد الموحد من كتائب المجاهدين وسرايا القدس وألوية الناصر ولواء العامودي والتي ذاق فيها العدو من بأس الرشقات الصاروخية في معركة صيحة الفجر".
وأشار إلى أنه في صباح اليوم الثاني من المعركة تمكنت سرايا القدس وكتائب المجاهدين من دك مدينة عسقلان المحتلة بـ20 صاروخًا لإرسال رسالة للعدو بأنه فشل في تحقيق أهدافه، ومحاولته التفرد بأي فصيل مقاوم.
وشدد أبو بلال على أن العمل المقاوم الموحد يعد إستراتيجية للمقاومة تم العمل به قديماً في عمليات مشتركة عديدة منها "مفرق الشهداء" في عام ٢٠٠٤ بين السرايا والمجاهدين، و"عملية كسر" الحصار التي نفذتها كتائب المجاهدين وسرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين، مؤكدًا أنه تم العمل به مجددًا في معركة صيحة الفجر، وكان للمقاومة ظهوراً بارزاً بدك المستوطنات الإسرائيلية.
وتابع "بفضل الله عزوجل في كل يوم تزداد المقاومة تطورًا في القدرات العسكرية وهذا ما اثبتته الوقائع في أرض المعركة، لافتًا إلى أن المقاومة فرضت معادلة القصف بالقصف والدم بالدم.