شمس نيوز / عبدالله عبيد

ما أن أشارت آخر نتائج نماذج التنبؤات الجوية الحاسوبية إلى زحف مُنخفض جوي عميق نحو بلاد الشام ومن ضمنها الأراضي الفلسطينية، حتى بدأت المخاوف تقرع قلوب عشرات العائلات الغزية التي فقدت منازلها خلال العدوان الأخير على غزة، والتي تجرعت أيضاً ويلات العواصف والمنخفضات القطبية في شتاء العام الماضي، وخاصة سكان المناطق المنخفضة عن سطح الأرض، مثل منطقة النفق شرق غزة والصفطاوي شمالا ومخيم جباليا، وحي الزيتون والمغراقة وغيرها.

ويترقب أهالي قطاع غزة دخول منخفض قطبي عميق بحذر وتخوف، حذرت من خطورته مراكز الأرصاد الجوية منذ أيام، وقيل إنه سيدخل في شرق البحر الأبيض المُتوسط و بلاد الشام، وسيتحول إلى عاصفة شتوية بدء من يوم الثلاثاء، ويُتوقع أن يؤثر على عُموم مناطق بلاد الشام بما فيها المملكة الأردنية وفلسطين.

وأطلق راصدون جويون في بلاد الشام (فلسطين، الأردن، لبنان، وسوريا) اسم "هدى" على عاصفة ثلجية قطبية من المتوقع أن تضرب المنطقة وسط الأسبوع الجاري.

تخوف المواطنين

وما إن سمع المواطن لؤي أحمد من منطقة "النفق" شرق حي الشيخ رضوان، بقدوم منخفض قطبي، حتى بدأ بتجهيز بيته المستور بـ"الزينقو" خوفاً من تعرضه للغرق كما العام الماضي، حيث أعرب عن تخوفه من حدوث كارثة في منطقته وغرق الكثير من البيوت كما حصل العام الماضي، خصوصاً وأن المنخفض القطبي "هدى" على الأبواب.

وقال أحمد لـ"شمس نيوز": العام الماضي حدث منخفض جوي أغرق منطقة النفق بأكملها، وهذا العام جميع المواطنين متخوفون من تجدد الأمر"، مشيراً إلى أن منطقة "النفق" تعرضت لتدمير واسع خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

وناشد أحمد حكومة الوفاق والأونروا والدول المانحة بضرورة إسراع إعمار قطاع غزة، والنظر بحال المواطنين المكلومين في القطاع.

هاشتاق #هدى

واقتحم هاشتاق #هدى صفحات التواصل الاجتماعي، لا سيما "الفيسبوك"، ليدون نشطاء فسيبوكيون عبر صفحاتهم الاجتماعية عن المنخفض القطبي القادم "هدى"، ما بين التهكم والسخرية، وبين الدعاء لأهل غزة بأن يرحمهم الله من هذا المنخفض.

م. ايهاب الغصين، مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة، كتب عبر صفحته "الفيس سبوك": الله يسترنا منك يا #هدى، شكلك مسقعة وباردة"، داعياً الله أن يرحم غزة وأهلها من "هدى".

أما الصحفي حسن حسين فيقول ساخراً: #هدى .. ولك تدوينة على صفحاتنا من الآن، وتحية لكل الهداهيد".

المهندس عمر محمد، حمد الله على نعمة "هدى"، داعياً أن تكون هدى سقيا رحمة لا سقيا عذاب"، مضيفاً: اللهم احفظ عبادك المشردين الذين لا يجدون بيتا يؤويهم أو ملجأً يولون إليه،

اللهم كن في عون الفقراء والجياع والمطاردين في سوريا وفلسطين وسائر بلاد المسلمين".

وكتب الناشط محمود الحاج متهكماً: شكلو الناس اللي بالمرصد الجوي بتسمي المنخفضات والعواصف ع أسامي ولادها".

وأخيراً دوّن الصحفي عبدالله محمد، على حسابه في الفيسبوك: خلال يومين أو ثلاثة

يأتي المنخفض القطبي هدى، أتمنى على من يقطنون في بيوت بها تدفئة.. ويغلقون النوافذ وهم تحت الفراش الدافئ، أن لا ينسوا اخوانهم في غزة من الدعاء"، لافتاً إلى أن آلاف المشردين في غزة دون إيواء، ودون غطاء ولا حتى فراش".

على أهبة الاستعداد

محمد الميدنة، مدير العلاقات العامة والإعلام في جهاز الدفاع المدني بغزة، من جهته أكد أن الدفاع المدني على أهبة الاستعداد للتعامل مع حالات الطوارئ التي قد يخلفها المنخفض الجوي المرتقب.

وقال الميدنة لـ"شمس نيوز": الاستعدادات موجودة وعلى مدار الساعة، وهناك تنسيق كامل بين البلديات ووزارة الأشغال والحكم المحلي، زاد بشكل كبير بعد المنخفض الأخير على القطاع"، مشيراً إلى أن قطاع غزة يعاني من شبكة صرف صحي مترهلة.

وأهاب الميدنة بسكان المناطق المنخفضة "النفق والشاطئ والزيتون والمغراقة وحي الجنينة برفح"، بأن يساعدوا الطواقم العاملة في تصريف المياه عند حدوث أي منخفض، وأن يساعدوا في تنظيف المياه من الأتربة، حتى تسير مياه الأمطار بشكل انسيابي وطبيعي".

وكان قطاع غزة قد تعرض خلال شتاء العام الماضي ( ديسمبر/ كانون أول) لمنخفض جوي قطبي عميق أطلق عليه اسم "أليكسا" تسبب في أضرار كبيرة بالبنية التحتية الهشة أصلا بفعل الحصار وأغرق أحياء سكنية كاملة ما أدى لتشرد آلاف العائلات، حيث قدرت حكومة غزة السابقة آنذاك الخسائر المادية المباشرة للمنخفض بـ 64 مليون دولار.

وتسببت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، بتدمير البنية التحتية بشكل "كامل"، وفق إحصائيات أولية لوزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية.