شمس نيوز/ علاء الهجين
أصاب فيروس كورونا رئة غالبية القطاعات الاقتصادية في فلسطين، إذ لم يترك قطاعاً إلا وأصابه بانتكاسة كبيرة، ومن بين تلك القطاعات "مصانع الأحذية" التي نالت قسطاً من "لعنة كورونا"، والتي من المتوقع أن تكون تداعياتها طويلة الأمد على ذلك القطاع، وهو ما خلص إليه مراقبون ومختصون في المجال الاقتصادي.
وعانى أصحاب مصانع الأحذية الجلدية في فلسطين من الآثار الاقتصادية الكارثية التي سببها فيروس كورونا، إذ تسبب الفيروس بتسريحِ اعدادٍ كبيرة من العمال، بعد اغلاق عدد من المصانع بعد تعطل حركة التصدير، وتكبد تلك المصانع خسائر ماليةٍ فادحة.
اغلاق مصانع وتسريح عمال
رئيس اتحاد الصناعات الجلدية في الخَلِيل حسام الزغل أكَّد أنَّ مصانع الأحذية الجلدية في الخليل فقدت 80% من قدرتها الإنتاجية في المدينة، بسبب أزمة جائحة كورونا التي تعصف بالبلاد، والتي أدت إلى اغلاق العديد من الورشات التشغيلية في هذا المجال.
وأوضح الزغل في حديث لـ "شمس نيوز"، أن المصانع عمدتْ على تسريح نحو 1500 شخص يعملون في قطاع الأحذية خلال الشهور الأخير، بسبب انخفاض قدرتها الإنتاجية لـ 20% فقط.
وذكر الزغل أنَّ جائحة كورونا أثرت على التصدير من فلسطين على العالم، إذ أنَّ الجائحة تسببت في غلق خطوط التصدير إلى الدول العربية والأوروبية وأمريكا، وهو ما انعكس سلبًا على عمل المصانع في الخليل، مشيراً إلى أنَّ بعض المصانع تصدّر كميات قليلة من الأحذية المصنّعة محليًا إلى الأسواق الخارجية.
وأشار إلى أن نحو 240 مشغلًا صغيرًا ومتوسطًا كانوا يعملون بصناعة الأحذية والمنتوجات الجلدية في الخليل، غير أنَّ جائحة كورونا أجبرت العديد منها على اغلاق أبوابها، وتسريح عمالها.
الصين وفيروسها يغزوان السوق
وعن المشاكل التي تواجه تلك المصانع، أشار إلى أن قطاع الأحذية يعاني من نقص في الأيدي العامة الفنية ذات خبرة في مجال التصنيع، كون الدورات التدريبية متوقفة منذ البدء بتفشي فيروس كورونا في فلسطين، إضافة إلا غزو الأحذية المستوردة من الصين للأسواق الفلسطينية، وهو ما أثَّر سلبًا على المنتج المحلي.
وأكد أنَ صناعة الجلود بصمة تجارية امتازت بها مدينة الخليل منذ عقود؛ إلا أنَّ هذه الصناعة التي تُعد إرثاً لممتهنيها مرّت بتحديات كثيرة أبرزها الاستيراد من الخارج، واعتمادها بشكل كبير على السياحة الوافدة التي توقفت بفعل جائحة كورونا.
ويُعاني مالكو مصانع الأحذية الجلدية في الضفة المحتلة بشكل عام ومحافظة الخليل بشكل خاص، نتيجة غزو البضاعة المستوردة للأسواق الفلسطينية، وكذلك بسبب تفشي فيروس كورونا خلال الشهور الماضية.
عبده إدريس، رئيس غرفة تجارة الخليل، يقول هو الآخر: "إن عدد عمال مصانع الأحذية قد انخفض من 35 ألف عامل في منتصف التسعينيات إلى أقل من 8 آلاف اليوم".
"إن العالم متشابك، والعالم كله يعتمد على الصين ولم يظهر بعد أي بديل". يضيف إدريس.
شفاء أبو سعادة، مدير عام الصناعة في وزارة الاقتصاد، تقول إن حوالي 700 مصنع في الضفة الغربية وقطاع غزة قد أغلقت في التسعينيات وحدها. حاولت السلطة الفلسطينية وضع حد لذلك، من خلال فرض تعرفة تصل إلى 35% على السلع المستوردة، ولكن الواردات الصينية بأسعار التنافسية لا تزال تملأ الرفوف في المحلات.
يمكن رؤية تغلغل البضائع الصينية في سوق البلدة القديمة في الخليل، حيث تعج الأزقة الضيقة بمحال لبيع السيراميك والتطريز وغيرها من الهدايا التذكارية، التي يستورد الكثير منها.