شمس نيوز/ أحمد زقوت
الطائرات المسيرة أو كما تطلق عليها المقاومة في غزة "أبابيل"، وسيلة قتالية فاجأت الاحتلال في عدوان 2014، حين حلقت فوق الأراضي المحتلة، في خطوة لم تتوقعها "اسرائيل"، إذ فرضت المقاومة بامتلاكها وقائع ميدانية جديدة لصالحها.
امتلاك المقاومة لـ"أبابيل" والتي أشرف على تصنيعها الشهيد التونسي المهندس محمد الزواري من خلال تدريب ومتابعة عمل عناصر المقاومة، شكل نقلة نوعية بالقدرات العسكرية التي تمتلكها المقاومة في غزة.
واُغتيل الزواري يوم 15 ديسمبر/ كانون الأول 2016، أمام منزله بصفاقس في تونس، على يد جهاز "الموساد" الاسرائيلي، والذي استهدفه بعدة طلقات استقرت في رأسه وصدره.
اختراق نوعي
الباحث والمختص بالشأن العسكري رامي أبو زبيدة، يرى أن "أبابيل" باتت سمة المرحلة لمواجهة الاحتلال، معتبرًا أن استخدامها يحقق اختراقًا نوعيًا على صعيد بناء قدرات المقاومة.
وقال أبو زبيدة في حديث لـ"شمس نيوز" إن هذه الطائرات استطاعت أن تثبت جدواها في الصراع، وكانت إحدى مفاجآت الحرب، مشيرًا إلى، أن امتلاك المقاومة هذه الوسائل المتطورة يعطيها ميزة كبيرة.
ولفت أبو زبيدة إلى، أن الاحتلال يحاول تحييد العقول بقتل العلماء، إلا أن المقاومة أثبت قدرتها على تجاوز الصعاب، وأصبحت تمتلك منظومة كاملة لمواجهة الاحتلال.
وأكد أبو زبيدة، أن اغتيال الموساد العلماء والقادة يزيد من عنفوان المقاومة ولن يوقفها، منوهًا إلى أن المقاومة ليست مبنية على أشخاص وأفراد مهما كان وزنها، بل مبنية على منظومة عسكرية متكاملة.
وبين الباحث أبو زبيدة، أن لدى المقاومة اليوم عقول وعزيمة لآن تمتلك السلاح التي تستطيع من خلاله ردع جرائم الاحتلال، مشيرًا إلى، أنها تتعامل بمبدأ التمويه والإخفاء حتى تحافظ على عنصر المفاجأة.
غيرت قواعد الاشتباك
من جانبه، أكد المختص بالشؤون الأمنية والاسرائيلية عامر خليل أن قواعد الاشتباك تغيرت بما وصلت إليه المقاومة، والتي جعلت "إسرائيل" تتردد في شن أي عدوان على غزة، بتثبيت معادلات ردع أمام الاحتلال.
وقال خليل، إن المعركة السيبرانية بات لها الدور الأساسي في المواجهة بين أي قوتين في العالم، و أن المقاومة الفلسطينية تسير في هذا الاتجاه.
وأضاف " قلق الاحتلال واضح من خلال حالة المراقبة المستمرة لأجواء القطاع وللحدود، من أي اختراق و أي طائرة مسيرة تطلقها المقاومة".
تطوير الطائرات
وأشار المختص خليل إلى، أن المقاومة استطاعت تطوير هذه الطائرات، وذلك بفضل الشهيد الزواري الذي ساهم في ذلك، وعمل على تحويلها إلى طائرات هجومية.
وتابع بالقول، إن سرايا القدس استطاعت ضرب دبابة من خلال توجيه صاروخ باستخدام طائرة مسيرة، معتبرًا أن ذلك نقلة نوعية تضاف لإنجازات المقاومة في تطوير أدائها.
ولفت خليل إلى، أن الاحتلال يلاحق العلماء الذين لهم صلة بذلك المشروع، كالشهيد فادي البطش الذي اُغتيل في كوالالمبور، والذي يعمل في تطوير الصواريخ، من خلال عمله في الجامعات الماليزية، كما يزعم الاحتلال.
وأشار إلى، أن المقاومة مستمرة في الوصول إلى تقنيات أكثر تطورًا في مجال الصواريخ، وأيضًا في مجال الطائرات المسيرة والاختراق السيبراني، لمشاغلة الاحتلال من الناحية الأمنية والعسكرية والتقنية، رغم الحصار والتضييق "الإسرائيلي".