غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

قيادي فتحاوي: معظم التقارير "كيدية"!

كتبة "التقارير الكيدية".. شياطينٌ بشرية تبحث عن "نياشين العار"!

شمس نيوز (خاص)

عيونٌ تبكي في الخَفاء، ودموعٌ تنهمر على الوسائِد، ثلاجاتٌ فارغة من الطعام، وجيوبٌ خاوية، وابنٌ أجلسه ضيق الحال عن استكمال الدراسة، هكذا هو حال موظفي السلطة الفلسطينية الذين أصابتهم لعنة "التقارير الكيدية"، فتوقفتْ رواتبهم، وتحولتْ حياتهم إلى حجيم.

لا يوجد أسهل من الكلام خاصة وأنه لا يتطلب أي جهد، ثم أن الكلام لا تفرض عليه أي "ضرائب ولا رسوم"، والأخطر في الكلام هو التلفيق وتصفية الحسابات والشاطر أو المتذاكي هو من يتبرع بأن يذهب لتأمين أدوات الاصطياد بالماء العكر، كي يحصل على "نياشين العار" من مرؤوسه، لكنه لا يدري كم عين بكت من فعلته.

كلُ يوم وكل لحظة نسمع حكاية جديدة عن هؤلاء الحكاؤون الذين شغلهم الشاغل التلفيق لزملاء لهم في العمل، على اعتقادٍ منهم انَّ ذلك يضيف إلى رصيدهم أو يبيض صحائفهم السوداء.

والتقرير الكيدي ترفعه أيدٍ "خفية" حول موظف ما تابع لإحدى حكومتي الضفة أو غزة، تفشي أحد أسراره إما بالتعامل مع حكومة غزة لأنه "ينتمي لحماس" أو لأنه عمل معها أو لأن أقاربه من حماس أو لأنه ارتاد المساجد، فيقطع راتبه مباشرة من حكومة الضفة.

1883 موظفاً في سلك السلطة الفلسطينية من قطاع غزة واجهوا "تقارير كيدية"، فقطعت رواتبهم، التقارير الكيدية، تمحورت في ثلاث نقاط وهي: محسوبٌ على دحلان، أو حماس، أو حكومة غزة، أو لديه توجهات لا تنسجم مع حركة فتح، وهي تقارير قد لا يكون له أساس من الصحة، فيكفي أن تجامل أحد جيرانك الذي ينتمي لحزب سياسي ما حتى تحسب أنَّك من ذاك الحزب، وعندها يستغل حاقدٌ الأمر ليحمله إلى مرؤوسه نكاية بذلك الموظف الغلبان، حتى يقطع راتبه.

أبو النجا: "حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم"

القيادي في حركة (فتح) ومحافظ غزة إبراهيم أبو النجا يرى أن هنالك ضحايا من التقارير الكيدية، التي تُرفع للجهات الأمنية في الضفة.

وفي سؤاله عن قطع رواتب أسر شهداء وأسرى ومئات الموظفين استناداً لتقارير كيدية، أجاب: "حسبنا الله ونعم الوكيل على كل من كتب تقريراً تسبب بأذى لابن وطنه، ونحن من جانبا لا نألو جهداً في معالجة هكذا قضايا"، مطالباً أي مسؤول تصله تقارير أن يتأكد من صحتها، قبل أن يتخذ قراراً وفقاً لما ورد فيها.

وتابع أبو النجا "بكل أسف، ما يصل من تقارير أمنية، معظمها إن لم تكن جميعها كيدية"، وفق قوله.

"كبيرةٌ لا جزاء لها إلا النار"!

الدكتور ماهر السوسي ‏أستاذ مشارك‏ لدى ‏كلية الشريعة والقانون الجامعة الإسلامية‏ قال "إن التقارير الكيدية هي غيبة ووشاية محرمة، وإن من يقوم بذلك الأمر إنما يعيثُ فساداً في الأرض، كون تلك التقارير تضر بالنفس والمال وتدمر العلاقات الاجتماعية، وتكون سبباً لكثير من الجرائم".

وأضاف: إن التقارير الكيدية فيها غيبة وكذب، فإن الموظف أو المسؤول الذي يشي بالموظفين فإنه يستغيب أقرانه، وهذا أمر محرم بنص قرآني، وقال الله تعالى (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ) وبعض العلماء اعتبر الغيبة من الكبائر.

وذكر الدكتور السوسي "أنَّ صاحب (التقرير الكيدي) ومن يكيد لناس بليل، إنما هو كذَّاب وأفاك ويفتري على الناس بهدف الإضرار بهم، وقال رسول (وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً)، كما أنَّ التقارير الكيدية فيه فساد في الأرض كبير، إذ يهدف الواشي من ورائها لإفساد العلاقة بين الموظف ومرؤوسه، ومن خلالها يفسد بيوتاً عامرة".

وأشار إلى انَّ الكذب والوشاية والإفساد كلها أمور تخالف النصوص الشرعية، ويترتب على كل مخالفةٍ منها جزاء من الله عزوجل في الدنيا والآخرة، وليس لصاحبِ التقارير الكيدية جزاء سوى النار، والامر كله لله.

وقال: الأمر جدَّ خطير، هذه جريمة مركبة، ولو اغتسل صاحبها ببحار وبمياه المحيطات لن تغسله من ذنبه، إلا أن يشاء الله أن يغفر له، كون الكبيرة تحتاج إلى توبة، وصدق، وعزم".

وفي رسالةٍ لأصحاب التقارير الكيدية، قال د. السوسي: "العلماء يقولون إن قطع الأرزاق أمر أشد من قطع الأعناق، إنَّ من تقطع عنقه يتعذب ويموت مرة واحدة، لكن من يقطع راتبه فإنه يموت كل يوم ألف مرة، لذلك توبوا الى الله توبة نصوحة، وعالجوا ما افسدتموه، وأصلحوا البيوت التي دمرتموها".