عندما تزغردُ مدافعُ الثوار وتعلو أهازيج رشاشاتهم لإلجام الإسرائيليين المحتلين، يصبح من الضروري أن يخرس المتآمرين والمطبعين، الذين أرادوا أن تصبح فلسطين لقمة سائعة لأعدائهم، لذلك قرر محمود عمر كميل (17 عاماً) أن يقلب الطاولة كما قلبها من قبله آلاف الشهداء والمقاتلين على امتداد الوطن في وجه الإسرائيليين.
امتشق الشاب كميل "سلاح الكارلو غوستاف" واتجه إلى باب حط ليقاتل محتلي بلاده، ويرسل رسالة واضحة إلى المطبعين، أنْ تطبيعكم وخياناتكم "لن تضرَّ القابضين على الجمر إلا أذى".
واستشهد كميل برصاص الاحتلال الإسرائيلي، مساء امس الاثنين، إثر إطلاق جنود الاحتلال النار عليه، بعد أن أصاب شرطياً في باب حطة أحد أبواب المسجد الأقصى.
سلاح يدوي بدائي الصنع، أطلق عليه خلال الانتفاضة الأولى "سلاح الفقراء" نظراً لانخفاض سعره، وبات رمزاً من رموز المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي خاصة خلال انتفاضة القدس.
انتفاضة شاملة
وقال المحلل السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي، عامر خليل، أن عمليتي الأمس الأثنين، واللتين أدين إلى مقتل مستوطنة في شمال الضفة الغربية المحتلة وعملية باب حطة في القدس المحتلة، تشيران إلى حالة من الغليان في الشارع الفلسطيني، وحالة من الاستعداد إلى إمكانية أن تنفجر الأوضاع وصولا للانتفاضة الشاملة.
ولفت خليل، أن ممارسات الاحتلال المتعلقة بقهر الإنسان الفلسطيني والاستيلاء على أرضه، وتدمير حياته سواء بالقتل أو بهدم منزله أو بالتضييق عليه، إضافة إلى قتل الطفولة الفلسطينية كما حدث في قتل الطفل الفلسطيني علي أبو عليا قبل أسبوعين، وكذلك أيضا السماح لعشرات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى بشكل متوالي، كل ذلك يثير الغضب والانتفاض.
وأشار إلى أن الفلسطيني هو غير متوقف عن نضالاته، فأن مع كل مصادرة أرض جديدة نشاهد ملحمة شعبية جديدة تشتبك مع الاحتلال، مثلما حدث في كفر قدوم وبورين وبلعين وغيرها من القرى التي تشتبك أسبوعيا مدافعة عن الأرض والإنسان، وأنها يمكن أن تؤهل إلى إنفجار الأوضاع في الضفة والقدس.
البوصلة نحو القدس
وبدوره علق الكاتب ثابت العمور، أن في ظل التيه الذي يعصف بالقضية الفلسطينية وخصوصا بعد موجات التطبيع، جاءت عملية باب حطة تعيد البوصلة إلى القدس.
وأضاف كلما تلاشى الصراع وتحسس البعض من تدينه يصعد احد الرماة الى رأس الجبل ويرميهم بسكينه او بكارلو أو يدعسهم، مؤكدا أن كل دروب التطبيع وأصحاب نظريات السلام تائه إلا درب القدس.
وبين، أن الاشتباك مع العدو لا يحتاج لتنظير ولا حسابات ولا براغماتية ولا قدرات وإمكانيات إذا صدقت النوايا.
ولفت إلى أن الذين ينتظرون استقامة الموازين المختلة، يثبت لهم الشهداء أنهم قادرون على وقف المهزلة، وإعادة النجوم إلى مداراتها وحركة التاريخ إلى اتجاهها الصحيح، ووحدة الدم سيهزم السيف".
رد طبيعي
وفي ذات السياق، قال الكاتب زياد بحيص، إن الاحتلال الصهيوني للمسجد الأقصى هو العدوان الدائم الجاثم على صدره، وشرطة الاحتلال على أبوابه هي قوات معتدية على قدسيته ليس لها الحق في الوجود، واستهدافها هو رد طبيعي على العدوان وحق أصيل لأصحاب الأرض، وهذا أمر لا خلاف فيه حتى في القانون الدولي المعاصر.
الفصائل تشيد
أشادت الفصائل الفلسطينية، اليوم الإثنين بعملية "باب حطة" البطولية التي أسفرت عن استشهاد فلسطيني، وإصابة شرطي صهيوني.
حيث أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين داوود شهاب، أن "الاٍرهاب الإسرائيلي" المتصاعد ضد الشعب الفلسطيني في الضفة القدس المحتلتين لا يمكن مواجهته إلا بالمقاومة الشاملة.
وشدّد شهاب في تصريح لـ"فلسطين اليوم "، أن حركته ترى بأن المقاومة هي عمل مشروع وتعبير عن الرفض الشعب الفلسطيني للاحتلال وإرهابه وعدوانه .
وقال القيادي: "نحن نثق بأن المقاومة ستتصاعد طالما أن الاحتلال موجود وطالما تستمر جرائمه ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا".
من ناحيتها توجهت حركة حماس بالتحية لأهالي قباطية وجنين القسام، مشيرة إلى أنه "اليوم أعراس الشهادة تقام في بيوتهم من أجل الأقصى ودفاعا عنه".
وأكدت الحركة في بيان وصل "شمس نيوز" نسخة عه أن "بطولة شعبنا في الدفاع عن الأقصى هي عنوان المرحلة، فدماء الشهادة على باب حطة هي رسالة للمتطرفين والمستوطنين الذين يقتحمون الأقصى ويحاولون تأدية طقوسهم التلمودية".
وحذرت الحركة الاحتلال من تماديه في الاعتداءات على المسجد الأقصى، والسماح للمتطرفين بانتهاك حرمته، فشعبنا الفلسطيني جاهز للرد على عدوان الاحتلال.
وقالت: إن "عملية باب حطة هي رسالة لكل من اختار التطبيع متجاوزا حقوق شعبنا وأمتنا في المسجد الأقصى، عودوا إلى رشدكم، فالمسجد الأقصى ينتظر منكم النصرة والدعم وليس التطبيع مع عدو مجرم قاتل".
من ناحيتها حركة المجاهدين الفلسطينية باركت العملية مؤكدة أنها رسخت صوابية النهج المقاوم في الدفاع عن المقدسات ولجم المحتل وإذلاله.
وأكدت المجاهدين أن هذه العملية هي الرد العملي والطبيعي على محاولات التهويد المستمرة ومشروع الضم الصهيوني لأراضي الضفة المحتلة، وجرائم الاحتلال المتكررة في الضفة والقدس.
وشددت على أن هذا الخيار الذي ينتهجه الشباب المنتفض في الضفة هو سبيل الخلاص، وذلك بتصعيد المواجهة مع المحتل الصهيوني في كافة الميادين.
وأضافت "إننا إذ ننعى لشعبنا الفلسطيني شهيد العملية المباركة ابن جنين البطولة وقباطية الفداء لندعو شبابنا الثائر في الضفة لمواصلة العمل في كل الميادين واشعال الارض تحت أقدام الجنود والمغتصبين الصهاينة حتى كنسهم عن كافة ترابنا المقدس".
من جانبها، توجهت حركة حماس بالتحية لأهالي قباطية وجنين القسام "فاليوم أعراس الشهادة تقام في بيوتهم من أجل الأقصى ودفاعا عنه".
وأكدت حماس في بيان صحفي وصل "شمس نيوز" نسخة عنه على أن بطولة شعبنا في الدفاع عن الأقصى هي عنوان المرحلة، فدماء الشهادة على باب حطة هي رسالة للمتطرفين والمستوطنين الذين يقتحمون الأقصى ويحاولون تأدية طقوسهم التلمودية.
وحذرت الاحتلال من تماديه في الاعتداءات على المسجد الأقصى، والسماح للمتطرفين بانتهاك حرمته فشعبنا الفلسطيني جاهز للرد على عدوان الاحتلال.
وشددت على أن عملية باب حطة هي رسالة لكل من اختار التطبيع متجاوزا حقوق شعبنا وأمتنا في المسجد الأقصى، "عودوا الى رشدكم فالمسجد الأقصى ينتظر منكم النصرة والدعم وليس التطبيع مع عدو مجرم قاتل".