شمس نيوز/ غزة
"سعيد أبو الجديان" يا شهيدنا القائد ما زلت حياً في قلوبنا وقلوب المجاهدين، الذين تربوا على يديك الطاهرة، وما زالوا مستمرون في درب الجهاد والمقاومة، فها هم قادة وجنود وأبطال سرايا القدس في كل صولاتهم وجولاتهم يذيقون العدو الصهيوني كأس الذل والعار، فهم يصولون جولاتهم مع العدو بكل عزم وإباء متوكلين على الله عز وجل.
تمر علينا اليوم الموافق 2 / 1 الذكرى الرابعة عشر لرحيل الشهيد القائد "سعيد عبد الفتاح أبو الجديان "أبا عبد الفتاح" أحد أبرز قادة سرايا القدس وقائد الوحدة الخاصة في شمال غزة، والذي ارتقى للعلا شهيداً بعد تعرضه لعملية اغتيال صهيونية جبانة في تاريخ 2/1/2006م بالقرب من مقر الدفاع المدني شمال غزة عندما كان يستقل سيارة مدنية برفقة الشهيد المجاهد أكرم حسن قداس.
ميـلاد القائد
ولد الشهيد القائد سعيد عبد الفتاح أبو الجديان بتاريخ 7/10/1965 بمخيم جباليا لعائلة متواضعة اتخذت من الإسلام دينا ومنهاج حياة والجهاد وسيلة لرفع راية الله.. فالتزم شهيدنا في المساجد منذ نعومة أظفاره لينهل من النبع القرآني والمحمدي الصافي، ما جعله ومع بزوغ فجر الجهاد الإسلامي في فلسطين المشرق من أوائل الملتحقين بذلك الخيار الجهادي والرسالي الطليعي انطلاقا من مسجد الشهيد عز الدين القسام بمشروع بيت لاهيا.
وكباقي العائلات الفلسطينية المهجرة هجرت عائلته من قرية "نجد" في العام 1948 ليستقر بها المقام في مخيم جباليا وتتكون عائلة الشهيد القائد أبو الجديان من تسعة أفراد أربعة منهم من الذكور وخمسة من الإناث.
تلقى شهيدنا المجاهد "سعيد أبو الجديان" تعليمه الأساسي في مدارس وكالة وغوث اللاجئين بمخيم جباليا حيث التحق بعدها بميادين العمل لمساعدة والده نظراً لصعوبة الوضع المادي الذي تعيشه معظم الأسر الفلسطينية بسبب ممارسات الاحتلال التعسفية والتي تحرم عشرات الآلاف من الأسر من مصادر دخلها.
سيرته الجهادية المشرفة
مع انطلاق الانتفاضة الأولى في العام 1987م، كان لشهيدنا القائد سعيد أبو الجديان دوراً مميزاً في فعالياتها حيث لم يكن يترك مسيرة وساحة اشتباك إلا وشارك فيها بكل ما أوتي من قوة متقدما الصفوف الأولى في مواجهة الأعداء، خاصة في محيط معسكر قوات الاحتلال وسط المخيم والذي كان يشهد يومياً ملاحم بطولية يخطها أطفال وشبان الحجارة، ومع انطلاق وتأسيس الجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في تلك الانتفاضة والذي كان يعرف أنذاك باسم القوى الإسلامية المجاهدة "قسم" انخرط شهيدنا في صفوفه ليحظى بالمشاركة والإشراف على العديد من العمليات الفدائية والبطولية التي نفذها مجاهدو الحركة في تلك الفترة.
تعرض شهيدنا أبو الجديان للاعتقال في سجون الاحتلال على خلفية انتمائه ونشاطه في صفوف "قسم" وذلك في العام 1995م عندما كان متجهاً إلى ما يعرف بحاجز "ايرز" في محاولة منه للحصول على ترخيص عمل، حيث عاش محنة السجن وظلم السجان لمدة ست سنوات قضاها بين صفوف إخوانه في حركة الجهاد الإسلامي، ليزداد بذلك وعياً وإيماناً وثورة، وليخرج من تلك المحنة أكثر إصراراً على مواصلة طريق ذات الشوكة طريق الأنبياء والأتقياء.. طريق المجاهدين والشهداء.. وذلك في العام 2001م، حيث كانت انتفاضة الأقصى في أوج عنفوانها.
لم ينتظر شهيدنا القائد سعيد أبو الجديان طويلاً حيث التحق في صفوف سرايا القدس إلى جانب إخوانه القادة مقلد حميد وناهض كتكت ونبيل أبو جبر ومحمود جودة، وقد أسس في الفترة الأخيرة من حياته الجهادية "الوحدة الخاصة" في سرايا القدس وأصبح مسؤولاً عنها، حيث يسند لتلك الوحدة القيام بالمهام الجهادية الخاصة والمهمة ومن بينها تطوير القذائف الصاروخية "101" التي أطلقتها السرايا باتجاه مدينة المجدل المحتلة حيث أصابت أهدافها بدقة وأدت إلى إصابة العديد من جنود ومستوطني الاحتلال بحسب اعترافات العدو.
أتقن الشهيد القائد سعيد أبو الجديان استخدام العديد من الأدوات العسكرية خاصة إطلاق قذائف "أر بي جي" وإطلاق الصواريخ وقد اتهمته قوات الاحتلال بالمسؤولية عن تطوير وإطلاق صواريخ "قدس 101" المطورة، كما تعتبره الرجل الأول في سرايا القدس في محافظة شمال قطاع غزة، وكان يتمتع بعلاقات طيبة مع جميع فصائل المقاومة وأذرعها العسكرية حيث نسق مع العديد منها في إخراج سلسلة من العمليات الاستشهادية.
خلايا الضفة
ولم يقتصر الفعل الجهادي للشهيد "أبو عبد الفتاح" على قطاع غزة، بل امتد ليطال الضفة الغربية المحتلة، حيث تتهمه قوات الاحتلال بالوقوف على رأس خلية نفذت سلسلة عمليات، كما تتهمه بالتخطيط لتنفيذ عمليات مزدوجة في حي مائة شعاريم اليهودي، وفي التلة الفرنسية بالقدس المحتلة.
ومن ضمن العمليات التي خرجت إلى حيز التنفيذ على ارض الضفة الغربية المحتلة، والتي يقف وراءها الشهيد القائد أبو الجديان عملية الشهيد المجاهد عبد الله بدران من قرية دير الغصون بمدينة طولكرم وذلك بتاريخ 25/2/2005 والتي أدت الى مقتل خمسة صهاينة وإصابة العشرات بعدما فجر الاستشهادي بدران جسده الطاهر في داخل مقهى ليلي بمدينة تل الربيع المحتلة.
كما يقف الشهيد القائد وراء العملية التي وقعت بتاريخ 3/2/2005 بالقرب من مغتصبة "اشكلوت" جنوب مدينة الخليل المحتلة، بالاشتراك مع كتائب شهداء الأقصى وقد أدت العملية إلى إصابة أربعة مستوطنين إصابة اثنين منهم وصفت بالخطيرة.
ومن ضمن العمليات أيضا العملية التي وقعت بتاريخ 24/6/2005 جنوب مدينة الخليل المحتلة وذلك بالاشتراك مع كتائب شهداء الأقصى مجموعة الشهيد مسعود عياد حيث تم نصب كمين مسلح لقافلة من المستوطنين ما أدى إلى مقتل احدهم وإصابة اثنين آخرين.
كما يقف شهيدنا القائد "سعيد أبو الجديان" وراء إرسال الاستشهادي محمد عبد الفتاح أبو العدس في شهر سبتمبر من العام 2004 حيث اعتقلته قوات الاحتلال على حاجز حواره قرب نابلس وهو في طريقه إلى العملية.إلى ذلك يقف شهيدنا وراء سلسلة أخرى من العمليات الاستشهادية التي وقعت في قطاع غزة.
القائد يترجل
وأخيرا آن للقائد "سعيد أبو الجديان" أن يترجل تاركاً هذه الدنيا للطامعين فيها واللاهثين وراء زينتها وزخرفها، بعد أن ترك لنا ولكل السائرين على دربه المقدس منارات هدى وبطولات لا تنسى، ففي مساء يوم الاثنين الموافق 2/1/2006 كان شهيدنا على موعد مع لقاء ربه حيث تعرض لعملية اغتيال جبانة في مساء ذلك اليوم بالقرب من مقر الدفاع المدني غرب مخيم جباليا عندما كان يستقل سيارة مدنية برفقة المناضل أكرم حسن قداس وهو والد الشهيد "راني" من سرايا القدس الذي ارتقى إلى العلا شهيدا خلال تصديه لقوات الغزو الصهيونية بمخيم جباليا في شهر سبتمبر من العام 2004.
وقد صعدت روح شهيدنا القائد "أبو عبد الفتاح" إلى بارئها إثر تلك العملية الجبانة التي نفذتها طائرة استطلاع صهيونية بصاروخ واحد على الأقل حول أشلاء الشهيد ورفيقه "قداس" إلى أشلاء متناثرة.