كشف القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور جميل عليان، مساء اليوم السبت، عن سبب لجوء العدو الإسرائيلي مؤخرًا إلى مسلسل التطبيع مع بعض الأنظمة العربية، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني يراهن على أوراق قوة كبيرة وكثيرة.
وقال د. عليان خلال مشاركته في ندوةٍ نظمها حزب العدل والإحسان المغربي :"لجأ العدو مؤخرًا إلى الهروب للأمام عبر عملية تطبيع مدانة وآثمة مع بعض الحكومات في المشرق الخليجي، والغرب المغربي، والجنوب السوداني، وكان يريد أن يحاصر الوطن العربي بسياج من الأنظمة التي تتوافق مع أهدافه وطموحاته".
ونوه إلى أن "المحتل الإسرائيلي الذي فشل في حسم المواجهات المسلحة في العقدين الأخيرين، وتعرض لهزات قوية طالت جميع مكوناته جراء العمليات الاستشهادية، والمواجهات مع قوى المقاومة، سيفشل حتمًا في حماية نفسه من خلال التطبيع، ومحاولة تشويه الوعي العربي وسيكون "كالمستجير من الرمضاء بالنار".
وتابع د. عليان :"إن الشعب الفلسطيني أمام الابتلاءات والتهديدات التي يواجهها يسكنه اليقين المطلق بحتمية الانتصار وزوال "إسرائيل""، معتبراً هذا وعداً ربانياً لا يتبدل ولا يتغير، ( فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً).
وتوجَّه بالتحية للشعب المغربي الذي ما زال مرابطًا على حدود فلسطين التاريخ والهوية والعنوان المركزي من باب المغاربة في الأقصى، حتى حدود الأطلس في غرب الوطن العربي.
وساق د. عليان شواهد على بداية أفولِ الغدةِ السرطانيةِ المسماة "إسرائيل"، من تآكل قوة الردع الصهيوني، والفشل في المواجهات، والتردد في اتخاذ القرارات، وإجراء انتخابات داخلية 4 مرات، والانقسام السياسي والاجتماعي والأخلاقي للكيان الصهيوني.
وشدد على أن زوال الكيان الصهيوني حتمي، مشيراً إلى أنهم كفلسطينيين يراهنون على أوراق القوة الكبيرة والكثيرة التي تمتلكها الأمة العربية والإسلامية، والتي يجب أن تتضافر جميعها في مواجهة "إسرائيل"، ومشروع الغرب برمته.
وبحسبه فإن شعار القضية الفلسطينية، بأنها القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية، يتطلب من الجميع أن يسخر كل طاقاته المادية والمعنوية والحقيقية من أجل هذه المعركة والمواجهة.
وتحدث د. عليان عن القضية الفلسطينية وما شكلته على مدار أكثر من قرن من الزمان، لافتاً إلى أنه لن يغير المعادلة كل مساحيق التجميل التي يحاول الغرب المجرم وبعض الحكام والفلسطينيين وضعها على وجه هذا الصهيوني المجرم.
وتطرق إلى كون فلسطين كانت وما زالت ضحية مؤامرة كونية كبرى، وهدفاً متجدداً لأطماع الغزاة الشريرة، ولم يكن الصراع على قطعة من التراب، وإن كان ذلك موجوداً، لكنه صراع على تاريخ وحضارة المنطقة... صراع على وحدة المنطقة بين جناحيها الآسيوي والإفريقي.. أيضاً صراع للسيادة على العالم، فمن يملك فلسطين يملك العالم (ثم رددنا لكم الكرَّة عليهم وأمددناكم بأموالٍ وبنينَ وجعلناكم أكثرَ نفيرًا).
وأشار إلى أن الصهيونية المسيحية كانت سباقةً في استهداف فلسطين قبل الصهيونية اليهودية بأكثر من 3 قرون، ليلتقي بعدها الصهيوني المسيحي مع الصهيوني اليهودي في استهداف القلب من الأمة العربية؛ لكنَّ الأخطر الآن بعد 70 عامًا من اغتصاب فلسطين أنه بدأت تتشكل صهيونية عربية ممن تشرعن وجود هذا الكيان، وتتماهى مع روايته التاريخية المزورة.
ومضى د. عليان يقول "إنَّ التحدياتِ التي تواجهها القضية الفلسطينية تختزلُ شكل النظام العالمي بأدواته وأهدافه وتحالفاته سواء كان هذا النظامُ ثنائي القطبين قديمًا، أو أحادي القطبية في العقود الأخيرة".
واعتبر أن المواجهة على الأرض توازيها مواجهة أخرى على الوعي العربي والفلسطيني، وما يُعرف بالصراع على الرواية التاريخية والتي يحفظها كل عربي ومسلم، أن فلسطين من نهرها إلى بحرها هي ملكٌ للعرب والمسلمين، وليس للصهيونية أي حق على أي شبر من هذا الوطن المبارك.