مقتطفات من حوار عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشيخ نافذ عزام:
- مسار القضية الفلسطينية واجه كثيراً من المصاعب في العقدين الأخيرين بسبب الخلاف الفلسطيني الداخلي أو بسبب التراجع في الموقف العربي.
- الموقف العربي كان طوال الوقت مُخيّباً للآمال وتحول في الفترات الأخيرة إلى عامل مضاد
- التطبيع يُقدِّم خدمةً بلا مقابل لإسرائيل والاحتلال ولا يوجد مسوغ أخلاقي أو سياسي للخطوات الأخيرة للحكومات العربية بخصوص التطبيع
- هناك رغبة جامحة لدى بعض العرب لإرضاء ترامب، حتى لو كان ذلك على حساب الأمة، وشعوبها، ومعتقداتها، وتاريخها.
- ترامب كان يضع شرط التطبيع مع "إسرائيل" كشرط وحيد لنيل رضاه وحمايته، وكان واضحاً وجود المقايضة والمساومة، فذهبت تلك الحكومات للتطبيع دون أن تحصل على أي مقابل، بل إن سياسة ترامب جعلت العرب يدفعون الثمن مضاعفاً.
- احتمالات شن عدوان على غزة تبقى قائمةً، لكننا نستبعدُ شن عدوان هذه الأيام؛ نظراً لتكلفته العالية، ولانشغال "إسرائيل" الكبير بجائحة (كورونا)، وأيضاً لإدراك الاحتلال أن بايدن لن يكون كترامب في تعاطيه مع كل ما يقوم به.
- ستكون موافقة حزب العدالة على التطبيع سبباً في خروجه من الحكومة، وربما المشهد السياسي في المستقبل القريب، فالتطبيع لا يأتي بخير، وهو يمحق البركة، ويَضر أكثر مما ينفع.
- إيران قدَّمت كل شيءٍ لغزة والفلسطينيين وكان الحاج قاسم هو بوابة تلك المساعدات
- ربما كان موقفُ الشهيد الحاج قاسم من فلسطين هو أهم أسباب اغتياله من قبل ترامب ونظن أن أبسطَ قواعد الأخلاق أن يظل الفلسطينيون أوفياء للرجل الذي قدَّم لهم ما يُعينهم على الدفاع عن أنفسهم.
أكَّد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشيخ نافذ عزام أنَّ التطورات الأخيرة بشأن الانتخابات الفلسطينية هي "قيد الدراسة والتقييم"، مشدداً على أنَّ حركة الجهاد الإسلامي ستكون سعيدة بتماسك الجبهة الداخلية، والتوافق حول برنامج مشترك يحمي شعبنا ويحمي حقوقه.
وقال الشيخ نافذ عزام في حوار مطول مع "وكالة شمس نيوز الإخبارية": "نحن ندرس ونُقيّم هذه التطورات، لكن في كل الأحوال نحن سنكون سعداء بتماسك الجبهة الداخلية، والتوافق حول برنامج مشترك يحمي شعبنا ويحمي حقوقه.
وعن التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية، أكَّدَ أن القضية الفلسطينية تعيشُ أصعب مراحلها على الإطلاق، ومسار القضية الفلسطينية واجه كثيراً من المصاعب في العقدين الأخيرين بسبب الخلاف الفلسطيني الداخلي، وبسبب التراجع في الموقف العربي، مع إشارته لوجود تطور واضح في نسق المقاومة، والعمل الفدائي بشكل عام خلال العقدين الأخيرين.
وبشأن الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الشهيد قاسم سليماني، قال: "الشهيد الحاج قاسم سليماني (رحمه الله) بقوة مع الفلسطينيين، وجعل القضيةَ الفلسطينية أولويةً له طوال الوقت، لا يخفى على أحد أن إيران قدَّمت كل شيءٍ لغزة والفلسطينيين، وكان الحاج قاسم هو بوابة تلك المساعدات، وربما كان موقفُ الشهيد الحاج قاسم من فلسطين هو أهم أسباب اغتياله من قبل ترامب، ونظن أن أبسطَ قواعد الأخلاق أن يظل الفلسطينيون أوفياء للرجل الذي قدَّم لهم ما يُعينهم على الدفاع عن أنفسهم".
وعن هرولة الأنظمة العربية للتطبيع مع الكيان، أوضح "أن التطبيع يُقدِّم خدمةً بلا مقابل لإسرائيل والاحتلال، ولا يوجد مسوغ أخلاقي أو سياسي للخطوات الأخيرة للحكومات العربية بخصوص التطبيع".
إليكم نص الحوار الصحفي كاملاً:
1. تعرضتْ القضية الفلسطينية ومشروعها الوطني إلى هزاتٍ وعثرات كبيرةٍ في العقدين الأخيرين تمثلتْ بالانقسام الفلسطيني، ومحطات التآمر من قبل الأنظمة العربية التي طبعتْ مع إسرائيل، وانشغال من قبل الشعوب العربية في قضاياهم الداخلية.. كيف تقرأ واقع القضية الفلسطينية في ظل تلك التحديات؟
ج: من المؤكد أن مسار القضية الفلسطينية واجه كثيراً من المصاعب في العقدين المشار إليهما، بل إن العثرات والعقبات كانت موجودةً طوال عقود الصراع، ربما اختلف الشكل في الربع القرن الأخير إن بسبب الخلاف الفلسطيني الداخلي أو بسبب التراجع في الموقف العربي، رغم وجود تطور واضح في نسق المقاومة، والعمل الفدائي بشكل عام.
كان من المفترض أن تكون النتائج بعد قرن من النضال أفضل بكثير مما هو حاصل، الفلسطينيون واجهوا ببسالة، وقدموا تضحياتٍ كبيرة حتى مع وجود الخلاف الداخلي والانقسام، استمر النضال، ولم يمل الفلسطينيون، لكن المؤسفَ أن الموقف العربي كان طوال الوقت مُخيّباً للآمال، وتحول في الفترات الأخيرة إلى عامل مضاد، وأبرز مثال على ذلك تسارع خطوات التطبيع مع "إسرائيل" وترك الفلسطينيين وحدهم في مواجهة الاحتلال، وفي مواجهة إدارة دونالد ترامب التي لم تسبقها أي إدارة في وحشيتها وجنونها وانحيازها لإسرائيل.
هذا هو المشهد والذي رغم قتامته لم يدفع الفلسطينيين للرضوخ والخضوع، لكن من المؤكد أن القضية الفلسطينية تعيشُ أصعب مراحلها على الإطلاق.
2. تعثرت المصالحة الفلسطينية وجهود الإجماع والشراكة التي شهدناها في اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية.. كيف تقرأ الفشل في تطبيق ما اتفق عليه؟ ومن المتسبب من وجهة نظرك في عدم تطبيق مخرجات الاجتماع؟
ج: لا نريد الخوض كثيرًا في هذا الجانب، صحيحٌ أن الانقسام طال كثيراً، لكن التطورات الأخيرة حول الانتخابات ستُمثل عنصراً جديدًا في هذا المشهد، لا نريد استباق الأمور، ونحن نُحسّن الظن في الجميع.
3. حركتا حماس وفتح توصلتا إلى صيغة ثنائية جديدة تخالف ما اتفق عليه في الإطار القيادي.. ما هي أوجه التحفظ لديكم في حركة الجهاد الإسلامي؟
ج: نُفضِّل عدم التعليق الآن، ونحن ندرس ونُقيّم هذه التطورات، لكن في كل الأحوال نحن سنكون سعداء بتماسك الجبهة الداخلية، والتوافق حول برنامج مشترك يحمي شعبنا ويحمي حقوقه.
4. حماس وافقت على إجراء انتخابات تتابعية للمجلس التشريعي، والرئاسة، والمجلس الوطني.. هل لديكم تخوف من التزام فتح وحماس بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، وعدم اجرائها في المجلس الوطني وبالتالي تخضع انتخابات المجلس الوطني للمناورة السياسية؟
الإجابة: مرة أخرى لا نريدُ التعليق على هذا الأمر، وهو قيد الدراسة والتقييم.
5. في ملف التطبيع العربي.. هل يمكن القول أنَّ التآمر على القضية الفلسطينية لم يعد محصوراً بالسياسة الإسرائيلية - الأمريكية وأصبح في حقيقته رغبة وهدف لكثير من الأنظمة العربية للتخلص من القضية؟
ج: من المؤكد أن التطبيع يُقدِّم خدمةً بلا مقابل لإسرائيل والاحتلال، ولا يوجد مسوغ أخلاقي أو سياسي للخطوات الأخيرة للحكومات العربية بخصوص التطبيع.
هذا نوع من الاستسلام والخضوع، وهناك رغبة جامحة لدى بعض العرب لإرضاء ترامب، حتى لو كان ذلك على حساب الأمة، وشعوبها، ومعتقداتها، وتاريخها.
ترامب كان يضع شرط التطبيع مع "إسرائيل" كشرط وحيد لنيل رضاه وحمايته، وكان واضحاً وجود المقايضة والمساومة، فذهبت تلك الحكومات للتطبيع دون أن تحصل على أي مقابل، بل إن سياسة ترامب جعلت العرب يدفعون الثمن مضاعفاً.
لقد كان دعم "إسرائيل" والتضييق على الفلسطينيين ركناً ثابتاً في سياسة ترامب طوال مدة ولايته المشؤومة، والتي ستنتهي إلى جهنم خلال أيام - إن شاء الله-، ومهما بلغ انحياز الإدارة الأمريكية الجديدة لإسرائيل فهو بلا جدال أقل بكثير من إدارة المتطرف ترامب، سيذهب ترامب وسيخسر المطبعون الجدد كل شيء.
6. هناك من يضع مبررات للتطبيع منها التحصُّل على بعض المكاسب الاقتصادية مثل السودان أو السياسية مثل المغرب والامارات والبحرين من قبل الاحتلال هل هذا يبرر التطبيع؟
ج: كما أشرنا لا يوجد أي مسوغ للتطبيع، ما هي الفائدة الاقتصادية التي ستعود على الإمارات؟، لا شيء، وكما أكد نتنياهو فإن "إسرائيل" هي المستفيد الأكبر.
ماذا ستستفيد السودان؟، أمريكا هي التي وضعت السودان في قوائم الإرهاب دون وجه حق، وفقط لوجود استقلالية في مواقف السودان وسياساته وقتها، وبالذات حول إيران وفلسطين، والآن أمريكا قايضت السودان على رفع اسمه مقابل التطبيع مع "إسرائيل".. ما الذي تغير في السودان؟، جاءت قيادة في السودان لتستجيب للمطالب الأمريكية، وتتخلى عن استقلالها، والمقابل هو رفع اسم السودان الذي وضعته أمريكا نفسها من تلك القائمة، لا يوجد أموال أو مشاريع أو امتيازات، أي لا مقابل حقيقي سيحصل عليه السودان.
نفس الشيء بالنسبة للمغرب، ما المقابل الذى حصل عليه المغرب؟، فتح ممثلية أمريكية في الصحراء، خطوة لا تساوى شيئاً أمام تطبيع المغرب مع "إسرائيل" والطعنة التي تُمثلها تلك الخطوة للفلسطينيين، وأيضاً صب المزيد من الزيت على نار الخلاف المغربي الصحراوي الجزائري حول قضية الصحراء، والتي كانت قد هدأت قبل التصرف الأمريكى الأخير الذى سيؤجج الخلافات من جديد بين دول المغرب العربي حول مشكلة الصحراء، أي لا توجد أي فائدة للمغرب من التطبيع، بل في الواقع هناك خطر تجدد المواجهة التي ظلت هادئةً على مدى العقدين الأخيرين.
7. حزب العدالة والتنمية المغربي (وهو حزب إسلامي) فاجأ الجميع في بيان يرحب بالخطوات الحكومية والتي من بينها التطبيع.. كيف تعلق؟
ج: الأفضل أيضاً عدم التعليق، لكن من المؤكد أن حزب العدالة سيفقد الكثير من أنصاره ومؤيديه، وتذكروا هذا.
ستكون موافقة حزب العدالة على التطبيع سبباً في خروجه من الحكومة، وربما المشهد السياسي في المستقبل القريب، فالتطبيع لا يأتي بخير، وهو يمحق البركة، ويَضر أكثر مما ينفع.
8. هل تعتقد أن السياسة الأمريكية ستشهد انعطافة تجاه القضية الفلسطينية بعد فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن؟ وهل تتوقع أن يعود عن قرارات مصيرية اتخذها ترامب مثل نقل السفارة؟
ج: مهما كان موقف إدارة بايدن فهو سيكون أقل سوءاً بلا جدال، الجنون الذي تصرفت به الإدارة المنصرفة لا مثيل له، ومن المستحيل تكراره من أي إدارة، قد لا يحدث تغير جوهري في السياسة الأمريكية، لكنها ستعود كما كانت قبل ترامب. ستعود لحل الدولتين، وستُعيد فتح الممثلية الفلسطينية في واشنطن.
نتوقع إعادة التمويل لوكالة "الأونروا"، وإعادة المساعدات المقدمة للسلطة، لكن لن تلغي الإدارة الأمريكية الجديدة قرار نقل السفارة للقدس، وإن كان من المُرجَح عدم إعطاء أولوية للتطبيع العربي مع "إسرائيل"، وعدم التصرف بمثل عدوانية ترامب تجاه أغلب ملفات المنطقة.
9. الاحتلال الإسرائيلي عودنا على المفاجآت في العدوان.. هل من المتوقع لديكم أنْ يشن الاحتلال عدواناً مباغتاً ضد غزة وما جهوزية المقاومة لذلك؟ وكيف قرأت مناورة الركن الشديد؟
ج: كل الاحتمالات تبقى قائمةً، لكننا نستبعدُ شن عدوان هذه الأيام على غزة؛ نظراً لتكلفته العالية، وأيضاً لإنشغال "إسرائيل" الكبير بجائحة (كورونا)، وأيضاً لإدراك الاحتلال أن بايدن لن يكون كترامب في تعاطيه مع كل ما يقوم به.
10. ونحن نعيش في ظلال ذكرى استشهاد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.. ماذا تقول في الرجل وجهوده في بناء منظومة متينة للمقاومة في غزة؟
ج: لقد وقف الشهيد الحاج قاسم سليماني (رحمه الله) بقوة مع الفلسطينيين، وجعل القضيةَ الفلسطينية أولويةً له طوال الوقت، لا يخفى على أحد أن إيران قدَّمت كل شيءٍ لغزة والفلسطينيين، وكان الحاج قاسم هو بوابة تلك المساعدات، وربما كان موقفُ الشهيد الحاج قاسم من فلسطين هو أهم أسباب اغتياله من قبل ترامب، ونظن أن أبسطَ قواعد الأخلاق أن يظل الفلسطينيون أوفياء للرجل الذي قدَّم لهم ما يُعينهم على الدفاع عن أنفسهم.
11. أخير.. تمسك حركة الجهاد بفلسطين التاريخية أصبح استثناء في ظل اجماع فتح وحماس وفصائل أخرى على دولة في حدود 67، هل هذا الأمر يشكل ضغطاً كبيراً على الحركة من أطرافٍ عربيةٍ ودولية؟
ج: لا نريد إساءة الظن بأحد، والفلسطينيون جميعاً متمسكون بحقوقهم، ولن يفرطوا فيها، واتفاق إخواننا في حركتي حماس وفتح لا يجوز أن يُنظر إليه على أنه تنازل عن الثوابت.
حركة الجهاد الإسلامي تعتزُ بتاريخها ومواقفها، وهي لا تَمنُ بهذا على أحد، وسنواصلُ العملَ مع الجميع - إن شاء الله- لحماية شعبنا، والتمسك بحقوقه.