شمس نيوز/ محمد أبو شريعة
نظم مركز فلسطين للدراسات والبحوث الأربعاء 20 كانون الثاني/ يناير 2021 حفل إشهار لكتاب "تراجيديا فلسطينية"- الجزء الثالث- الذي ألفه الدكتور وليد القططي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، حيث يوثق هذا الإصدار جهد عامين متواصلين من عمر المرحلة الفلسطينية الممتدة بمختلف مكوناتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ويعكس في ثناياه محطات واهتمامات وعناوين وإحداثيات مختلفة، وقد حضر حفل الاشهار مسئول اللجنة الثقافية في حركة الجهاد الإسلامي الأستاذ: أبو محمد أبو العمرين وعديد من قيادة وكوادر حركة الجهاد الإسلامي، ومجموعة من كبار الكتاب والمفكرين وشخصيات أخرى مرموقة.
وقد افتتح الاحتفال الدكتور رياض أبو راس مدير مركز فلسطين للدراسات، حيث وجه كل التحية والاحترام للجهد المبذول في الكتاب من المقالات المتميزة والعناوين الراقية، وتلاه كلمة للباحث ومعد الكتاب ثابت العمور أكد فيها أن هذا الجزء ما هو أعمق وأكبر، فبعض من نصوص هذا الكتاب كتبت بوجع وتخضبت بالدمع.
ويناقش هذا الجزء من الكتاب الفكر والسياسة والأدب وفلسطين والعروبة والإسلام والوطني والإسلامي والقومي، كما يعرض الكتاب مسارات التسوية السلمية المتمثل بـ "وأسلو" ومنظمة التحرير؛ وأهمية المقاومة وخطورة التطبيع والوضع العربي وأثره على القضية الفلسطينية؛ ونعى مجموعة من الأحبة الذين قضوا نحبهم ابتداء من الدكتور رمضان شلح رحمه الله مرورا بضحايا حريق النصيرات وضحايا انفجار بيروت وانتهى بنعي الكاتب القططي لإحدى مقلتيه ابنته ليلى في مقاله "عندما يموت الجمال".
فيما لم يغفل الكاتب د.(القططي) عن فكر وموقف الحركة الإسلامية في فلسطين، وكان حريصا على استحضار مواقف وأفكار حركة الجهاد الإسلامي ومناقشتها والكتابة عنها.
ويقدم الكتاب الجديد الذي جمعه وأعده الباحث ثابت العمور رؤية جامعة شاملة وموضوعية ممتدة وتجربة إنسانية ثرية عبر مجموعة أفكار وأراء ومواقف وتجارب تنقل كاتبها د. (القططي) بين الفن، الأدب، الشعر الفكر والدراما والسينما العربية والأجنبية، وهو شاهد على عامين حافلين بالتطورات والمتغيرات التي رصدها وقدم الموقف منها للأجيال والتاريخ.
و يقع كتاب" “تراجيديا فلسطينية" الجزء الثالث في حوالي (350 صفحة،) ويحتوي على ما يزيد عن (339 مقالا)ً، وهي صفحات شاهدةً للتاريخ وللأجيال القادمة، وتعتبر إضاءة على مرحلةٍ مركزية في تاريخ وعمر القضية الفلسطينية.
مخزون فكري رصين
الباحث والكاتب السياسي ثابت العمور الذي جمع وأعدَ أجزاء هذه السلسة أوضح أن الجزء الثالث يحوي مجموعة واسعة من المقالات الفكرية والأدبية والسياسية التي كتبها الدكتور وليد القططي، مشيراً إلى أنَّ المجموعة تضم ثلاثة أجزاء متتالية.
وأوضح أنَّ "تراجيديا فلسطينية" شاهدة على حالة متراكمة من الحراك الفلسطيني الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، خلال السنوات العجاف التي مرة بها القضية الفلسطينية خاصة مرحلة الانقسام الفلسطيني، وما رافقها من المآزق التي عانى منها المشروع الوطني ككل.
ولفت العمور إلى أن الأجزاء الثلاثة تحوي مجموعة قيمة من المقالات والبصمات الفكرية التي كتبها الدكتور وليد القططي منذ عام 2013، مشيراً إلى انَّ القططي دمج خلالها التراجيديا والدراما لنقل صورة واقعية عن الحياة والصعاب التي مرة بها القضية الفلسطينية، خاصة بعد عدوان الاحتلال على قطاع غزة عام 2014.
وأوضح العمور أن هناك جزء رابع للموسوعة الفكرية سيطلق بالتزامن مع كتاب جديد للكاتب القططي، والذي يخصصه للحديث عن الحركة الإسلامية والوطنية والوضع الفلسطيني، بالإضافة إلى كتاب آخر يتعلق بالثقافة الإسلامية.
وأشار العمور إلى أن مجموعة "تراجيديا فلسطينية" يعيد الزمن إلى كتابات الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي -رحمه الله- وأعماله الكاملة ورحلة الدم الذي هزم السيف، مستدركًا "لكن الفرق أن كتابات الدكتور الشقاقي جمعت بعد استشهاده، ونعتقد أن جزءاً منها سقطت سهوًا ولم تذكر في الأعمال الكاملة، لذلك كانت هذه الخطوة بجمع التراجيديا بحضور القططي؛ وحياته ليشرف عليها بنفسه ويرى كل ما جمعه دون أن يسقط أي حرفٍ منها".
معالجة لقضايا فكرية معاصرة
من ناحيته، أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي د. وليد القططي أن كتاباته في الجوانب السياسية والفكرية والأدبية تركز على الأحداث المختلفة التي مرت بها القضية الفلسطينية وبعض القضايا الاقليمية والدولية المرتبطة بالقضية وقضايا الفكر الإسلامي، إضافة إلى أنها تقدم وجهة نظر إسلامية متنورة من بين الكثير من وجهات النظر الإسلامية التي تموج بها المنطقة.
وذكر أن هذه سلسلة ترجيديا فلسطين تعالج قضايا لها علاقة بالتسوية السياسية والمقاومة ووجهة نظر حركة الجهاد الإسلامي في كل القضايا المطروحة، على اعتبار أنه أحد أعضاء مكتبها السياسي.
وتابع "هذا الكتاب تجربة شخصية للأحداث التي مرتْ فيها القضية الفلسطينية والتي عاصرتها بنفسي، لكوني أعمل في المجال السياسي والفكري في الساحة الفلسطينية"، مشيرًا إلى أنه في كل عامين يصدر جزءاً من المقالات المنشورة.