أكثر ما يزعج الناس في قطاع غزة هي المعايير المُختلة، والفتاوى المُعلبة (الجاهزة)، وسرعة الحكم، ففي دقائق تحول كثير من نشطاء مواقع التواصل إلى خبراء في الحشرات والزواحف، وبعضهم سريعاً لبس العمامة وبدأ يفتي، بعد ورود خبرٍ مفاده "مصادر أمن المعابر في قطاع غزة لشحنة من الزواحف المجففة (حرباء)".
الخبر انتشر انتشار النار في الهشيم، وراح بعض النشطاء يَسرحون ويَمرحُون من بنات أفكارهم، فقالوا: "إن جلد الحرباء المجفف يستخدم في السحر"، وراح آخر أن تلك الجلود تستخدم في صناعة المواد المخدرة.
وبعدما شطح ونطح بعض النشطاء، اتضح لاحقاً أنَّ الجلود لا تعود إلى زاحِفَة "الحرباء"، وإنما تعود إلى زاحفة ما تعرف باسم "السقنقور" ويسمى أيضاً (أدَّة أو عَنْسَلانَة)، وهو جنس من الزواحف يتبع الفصيلة السقنقورية من رتبة الحرشفيات.
السقنقور سحلية صحراوية تعيش في المناطق الرملية ويباع السقنقور على نطاق واسع في محلات العطارة، ويصيد الخليجيون على وجه التحديد أعداداً كبيرة من السقنقور ويصدرونه إلى العطارين في المنطقة العربية وبلاد الشام.
السقنقور يستعمل على عدة أشكال هي :
1 يوجد السقنقور على هيئته الكاملة مملحاً ومجففاً ويباع على هذه الحالة وعادة يشمل خصيته حيث إنها أهم ما فيه وجزء من ذيله وكلاه ودهنه وهذا يؤكل عادة لعلاج الشلل والنقرس وينقي المعدة ويزيل الصفار ويقوي الظهر.
2 يوجد على هيئته مسحوق يستعمل مع العسل والعدس المغلي والبيض المقلي لزيادة الباءة والسائل المنوي وتقوية الانتصاب.
3 يوجد أيضاً على هيئة معجون حيث يستعمل مقوياً للباءة ، كما يستعمل دهنه كمرهم لوجع الأعصاب.
4 يوجد على هيئة معجون مع العسل ويعبأ في علب خاصة مكتوب عليها بالخط الكبير " مقوي للباءة " وتحمل العلبة صورة السقنقور مع صورة رجل ضخم الجسم دلالة على أن هذا المعجون مقو للرجل.
5 يقوم العطارون بعصر السقنقور ويبيعون هذا العصير لعلاج بعض الأمراض مثل الروماتيزم وأمراض المفاصل وأفضل استعمال للسقنقور أن يستعمل بمفرده دون أي إضافات وبالأخص فيما يتعلق بالتنشيط الجنسي. وعادة الجرعة من مسحوق السقنقور كمنشط للباءة يجب أن لا تتعدى 3 جرامات، فهذه الجرعة تقوي آلات المني وتزيد في شهوة الباءة وتقوي البدن وتسمن وتهيج الجماع وتنقي المعدة وتغسل ما فيها من سموم وتقوي الظهر وتشفي من الفالج واللقوة.