شمس نيوز/ محمد أبو شريعة
خَطَفَ فيروس كورونا (كوفيد_19) خلال الأشهر الثلاثة الماضية ثلاثة من خيرةِ الشخصيات الوطنية والسياسية والمهنية المكافحة، فلم يكتفِ ذلك الفيروس بضرب النواحي الاقتصادية والاجتماعية والحياتية في فلسطين، بل امتد ليخنق شخصيات نضالية محترمة وقامات مهنية محل تقدير، وهو تركَ حزناً كبيراً في أوساط الفلسطينيين، لكنَّ العزاء بالنسبةِ لهم أن فلسطين ولاَّدة، وأنّ قدر الله نافذ لا محالة.
صائب عريقات .. أول الحزن
أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الدكتور صائب عريقات، كان أول هذه الشخصيات الفلسطينية التي فارقت عالمنا، فتركت وفاته حزناً كبيراً في صفوف الفلسطينيين، لاسيما أنَّ عريقات أحد القادة الفلسطينيين المعروف بثقافته ومهنيته، وقوة حجته، ومناورته أمام الاحتلال.
عريقات الذي لقبه ياسر عرفات "شيطان أريحا"؛ لما له من معرفة وقدرة على مفاوضة العدو الإسرائيلي، شغل منذ عام 2015 منصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وشغل عريقات العديد من المناصب الوزارية والقيادية في الحكومات الفلسطينية المتتابعة حيث عُين أول وزير للحكم المحلي في الفترة من 1994 إلى 2003، وفي عام 1996 لُقب بـ "كبير المفاوضين الفلسطينيين"، وانتخب عضوًا في المجلس التشريعي الفلسطيني ممثلاً عن دائرة محافظة أريحا في الانتخابات العامة الفلسطينية 1996، وكان أحد الموالين المقربين من ياسر عرفات إبان قمة كامب ديفيد عام 2000 والمفاوضات التي أعقبتها في طابا عام 2001.
كما عُين وزيرًا لشؤون المفاوضات ضمن حكومة محمود عباس في الفترة منذ 30 مارس 2003 وحتى 7 أكتوبر 2003، وعُين وزير دولة لشؤون المفاوضات ضمن حكومة أحمد قريع الأولى في الفترة منذ 7 أكتوبر 2003 وحتى 12 نوفمبر 2003، ووزير شؤون المفاوضات في حكومة قريع الثانية في الفترة منذ 12 نوفمبر 2003 وحتى 24 فبراير 2005، وكُلف خلالها في 27 سبتمبر 2004 بمُتابعة شؤون وزارة الإعلام.
في 27 فبراير 2005، عُين رئيسًا لدائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، وفي 5 مارس 2005، عُين عضوًا في لجنة المفاوضات ضمن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
في 28 أكتوبر 2005، عُين عضوًا في مجلس الأمن القومي الفلسطيني بصفته رئيسًا لدائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية.
أُعيد انتخابه عضوًا في المجلس التشريعي الفلسطيني عن دائرة محافظة أريحا في الانتخابات التشريعية الفلسطينية 2006. في عام 2009 انتخب عضوًا باللجنة المركزية في حركة فتح، ثم اختير في نهاية عام 2009 عضوًا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
في 7 فبراير 2015، عُين رئيسًا للجنة الوطنية العليا الفلسطينية للمُتابعة مع المحكمة الجنائية الدولية.
وصباح الجمعة الموافق 9 أكتوبر2020 أعلنت أمانة سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ودائرة شؤون المفاوضات عن إصابة رئيسها د. صائب عريقات بفيروس كورونا، الذي بقي ملازمه إلى ان أُعلن عن وفاته الثلاثاء الموافق 10 نوفمبر2020.
عبدالكريم شبير.. محامي القضية
لم يكن عريقات هو الشخصية الفلسطينية الوحيدة المؤثرة التي خطفها فيروس كورونا، فكان المستشار والقانوني الفلسطيني المعروف عبد الكريم شبير "أبو العبد"، أيضًا ضحية لهذا الفيروس اللعين، والذي توفي مساء السبت الموافق 9 يناير 2021.
ويعد شبير من أبرز المدافعين والمناضلين عن المعتقلين السياسيين والأمنيين والإداريين في سجون الاحتلال وعن المبعدين، عاش معاناتهم وآلامهم يوماً بيوم وعاماً بعام.
وقام بإعداد موسوعة بعدد "23" مجلداً يحتوي على كافة المناشير والأوامر العسكرية الإسرائيلية من سنة 1967م حتى 1994م بمحافظات غزة، وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات وورشات العمل في مجال المحاماة وحقوق الإنسان وتدريب المحامين والحقوقيين على كيفية تطبيق القوانين الجديدة في فلسطين.
وأسس مكتب كبيرٍ للمحاماة في فلسطين، وكان لديه بصمات واضحة في عمله القانوني، إذ كان دائماً منحازاً للمظلومين، والفقراء.
عبدالستار قاسم ابن القضية البار
وكان آخر ضحايا الفيروس من السياسيين البروفيسور والكاتب السياسي الدكتور عبد الستار قاسم.
وعبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، ومن أكثر الشخصيات الوطنية انتقاداً لاتفاق أوسلو، كما أنه من دعاة المقاومة العسكرية المسلحة، وكان ودوداً مع الصحفيين ودائم الظهور على القنوات الإعلامية.
ويعد قاسم أستاذ في جامعة النجاح الوطنية، وأستاذ مساعد في الجامعة الأردنية عام 1978، وأنهيت خدماته بعد سنة ونصف (عام 1979) لأسباب سياسية على إثر اجتياح "إسرائيل" لجنوب لبنان، وسابقاً أستاذ في جامعة بيرزيت، وجامعة القدس.
البروفيسور قاسم كانت مواقفه المعارضة لاتفاقيات التسوية وخصوصًا اتفاقية أوسلو سببًا بملاحقة أجهزة السلطة له، وتعرضه للعديد من محاولات الاغتيال، بالإضافة إلى اعتقاله في سجون السلطة والاحتلال.