بقلم/ وليد حلس
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤْتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ ٱلْقَيِّمَةِ)
إن الله -عز وجل - يحب أن يُعبد على علم وبما شرع ، فمن عبد الله على جهل فكأنما عصاه .
ونحن مأمورون بأن نتعبد ونتقرب إلى الله - عز وجل - بما شرع ، وبما جاء به النبي - صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين - وسار على دربه و هديه آل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه الغر الميامين والتابعين وتابعيهم مما صح وثبت عنه _ صلى الله عليه وسلم - من غير زيادة أو نقصان ، ومن غير تحريف وتبديل وابتداع ، خاصة فيما هو ثابت من النصوص الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية .مثال قوله صلى الله عليه وآله وسلم.
(صلوا كما رأيتموني أصلي ) (وخذوا عني مناسككم) ( وهذا وضوئي ووضوء الأنبياء من قبلي) نصوص واضحة وصريحة لاتحتاج لتأويل
والتي استقرت بعد ذلك في نفوس الأمة بالتواتر اللفظي والمعنوي والعملي ، رغم كل محاولات التشكيك المتكررة فيها والسطو عليها لأن الله حاميها وحافظها من عبث البشر . . والشريعة هي النصوص المقدسة من الكتاب والسنة الثابتة ، أما الإجتهاد الفقهي فهو استنباطات الفقهاء والعلماء في دائرة هذه النصوص ، أو فيما لا نص فيه والشريعة ثابتة في الكليات والأصول لا تتغير ، ولا تتطور . والشريعة وحي الله الثابت والمتكفل بحفظه .
اما الإجتهاد الفقهي فمن خصائصه أنه مرن في الجزئيات والفرعيات ؛ متحرك ، ويتطور بتغير الزمان والمكان والبيئة . وهو من عمل وصنع الإنسان واجتهاده فيما لا نص فيه وهو ليس مقدس ، لانه يعتريه النقصان والخطأ والتغيير .
يقول علماء التأصيل الشرعي والمقاصد أيضا بأن للإسلام ثلاثة دوائر :
أولها: دائرة النص الشرعي من الكتاب والسنة المطهرة ومصادره الأخرى .
ثانيها: دائرة العقل، وهي أداة البشر في التعاطي مع النصوص ومدلولاتها واستنباطاتها .
وثالثها: دائرة الفعل والتطبيق والممارسة وفق الفهم الشامل السليم والصحيح ، بلا تشدد أو تنطع أو لي اعناق تأويل تلك النصوص لتجييرها بما يخدم أهواء الحكام والسلاطين وغير ذلك ، وهي الأخطر في حلقات الدوائر ، وفيها الأزمة ؛ حيث لايوجد أزمة في النصوص ولا في العقول المتوفرة بكثرة أيضا ، ولكن أزمة الأمه اليوم في الفهم وفقه التطبيق والممارسة ، فعلينا أن نقدم اليوم الإسلام للناس مرتبطا بالأصل ، مشروحا بلغة العصر ، موصولا بالواقع والزمان والمكان ، يأخذ كل ما هو قديم صالح ، ويتقبل كل ما هو جديد نافع ، لا يتعارض مع الأصول الثابتة ، وهكذا .
نسأل الله عز وجل أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ، ويزيدنا علما
، ويرزقنا الفهم الصواب للفقه والدين، والسيرَ على هديه - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - اللهم آمين .