أكَّد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الدكتور جميل عليان أنَّ المظاهرات التي ينظمها الفلسطينيون في المدن المحتلة عام 1948 ضد الجريمة المنظمة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحقهم تدلل على أنّ الصراع المفتوح مع العدو لم ولن يغلق دون تحرير كامل التراب الفلسطيني.
وأوضح الدكتور عليان في حوار مع "شمس نيوز" أنَّ محاولات أسرلة الإنسان والعقل الفلسطيني، جاءت بنتائج عكسية لصالح الهوية الفلسطينية وأصحاب الأرض الأصليين، قائلاً: "73 عاماً من اغتصاب الأرض وما رافقها من محاولات أسرلة الانسان والعقل الفلسطيني؛ لكنها بفضل الله جاءت بنتائج عكسية، إذ ارتفع منسوب الهوية الوطنية وزادت المسافة بين دولة العدو وأصحاب الأرض الأصليين من الفلسطينيين".
وذكر الدكتور عليان أن امتداد المظاهرات لمعظم مناطق التواجد الفلسطيني، من الناصرة إلى أم الفحم، وباقة الغربية، وشفا عمرو، وسخنين، وجلجوليا، وكفر قاسم، وطمرة، وكفر كنا، والكثير من المدن والبلدات العربية وبينها النقب، إلى الصراع على الأرض في العراقيب دليل واضح على أنَّ الشعب الفلسطيني حي ومتمسك بثوابته وأرضه، وأنَّ محاولات الأسرلة، والإجرام، والفتن لم تؤثر في هويته وحقوقه.
وعن تصريحات عضو الكنيست منصور عباس بشأن الأسرى، علَّق الدكتور عليان، قائلاً: "إنَّ ما صرَّح به عضو الكنيست منصور عباس ضد الأسرى يعتبر خروجاً عن الصفِ العربيِ في الداخل المغتصب، وهو موقف لا يمثل إلا سيده نتنياهو وازلام الجريمة في الامن الصهيوني".
واستدرك الدكتور عليان: "عندما يهتف المتظاهرون (قولوا للمخابرات ما بترهبنا الاعتقالات) و(بلدنا بلد أحرار) فإنَّ في ذلك رسالة لكل الذين يتماهون مع العدو وينفذون أجندة إجرامية".
وأضاف: "إنَّ أمثال عباس منصور -الذي اعتبر المقاومة ارهاباً والأسرى (ايقونة المشروع الوطني) أرهابيين، فهم الذين يقوضون وحدة أهلنا في الداخل المحتل ويعملون على نشر الفوضى والاغتيالات، وإنَّ بقاء منصور كممثل لأهلنا في الداخل المحتل سيضر بمصالحهم وقوتهم وتأثيرهم".
وشدد الدكتور عليان على "أنَّ الجرائم والاغتيالات التي ترتكب بحق أهلنا ترمي الى هدف واحد، وهو دفعهم للتفكير بالانسلاخ عن تراب الأباء والأجداد والهجرة للخارج، انطلاقاً من مؤامرة القومية ويهودية الدولة".
واختتم حديثه في رسالة إلى أبناء الشعب الفلسطيني في المدن المحتلة، قائلاً: "إننا نفتخر ونثق بأهلنا هناك، نثق بأكثر من مليوني فلسطيني شاهدين على حقنا وهويتنا، وسيبقى هذا الخنجر المسموم مزروعاً في جسد العدو حتى تعود الأرض الى أصحابها، ويرحل العدو والقلة القليلة التي اصطفت معه وعملت على تشويه الانتماء وطمس الحقائق وخلخلة الصف الداخلي".