غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر الأمراض النفسية تلاحق الغزّييّن..

شمس نيوز/ عمر اللوح

لم يكن أمام (أحمد وشاح) الذي يدرك أنه يعاني حالة من العزلة النفسية نتيجة شعوره المستمر بالقلق والخوف بعد اكتشاف وجود مشكلة صحية بمعدته، إلا أن ينشغل بالتفكير الدائم بمصير حياته، هل أصبح مريضا أبدا أم سوف يموت؟ فقد تحولت حياته إلى جحيم وكابوس يلاحقه ليل نهار.

ويعد القلق من الاضطرابات النفسية الشائعة عالميا مع اختلاف النسبة من مكان لآخر، وكما هو الحال للاكتئاب أصبح الشعور بالتقهقر المعنوي الناجم عن القلق النفسي - نوعا ما- جزءً لا يتجزأ من متاعب الحياة المعاصرة، ولا بد من أن يعاني الإنسان من هذه الحالة في مرحلة من مراحل حياته – كما يقول علماء الطب النفسي –.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن العشرات من المرضى النفسيين الذين يعانون من اضطرابات نفسية جراء المرض الذي أصابهم، وكذلك الوضع الذي نحياه بقطاع غزة المحاصر.

يقول وشاح لــ" شمس نيوز": أفضّل دائماً أن أكون منعزلا عن الآخرين في كل شيء وأفضل البقاء وحيداً بعيداً عن الناس وقضاء معظم أوقاتي في مناطق خالية".

وأضاف: أصبحت أتمنى الموت في كل لحظة، فالحياة التي نعيشها كالجحيم لا تطاق أبداً".

ويوضح وشاح أن الحال الذي يعاني منه جاء جراء فقد أحد أبنائه الذي كان مصابا بمرض ومكث في المستشفى لأكثر من 72 يوماً ولم يستطع الخروج للعلاج في الخارج بسبب إغلاق المعبر.

ويتابع: أشعر بالاكتئاب والضغوط النفسية الشديدة بالإضافة إلى أنني لا أعمل منذ عدة سنوات جراء إغلاق المعابر".

واستطرد وشاح  بالقول: أصبت بخلل في المخ ونجاني الله سبحانه وتعالى من الموت، وتعرضت لحالات إغماء أكثر من سبع مرات".

وعن سبب عدم ذهابه إلى طبيب نفسي، قال: الطبيب النفسي لا يفعل لي أي شيء، وحتى إذا ذهبت ستتحطم سمعتي بين الناس وسيتحطم كل ما تبقى من أمل لي في العودة إلى وضعي الطبيعي بسبب دمدمة الناس وحديثهم عني أنني أعاني من جنون ونظرتهم الغريبة تجاهي" بحسب اعتقاده.

موت بطئ

أما خليل اللوح، الذي لا يفارق القلق حياته جراء المعاناة المستمرة مع مرض الكلى، فأوضح أنه في أحيان كثيرة لا يستطيع السيطرة على نفسه من كثرة المخاوف التي يشعر بها، وخاصة عندما يرى أحدا يعاني نفس المرض، وقد توفى أو أصبح وضعه الصحي ميئوسا منه.

وقال اللوح لـ"شمس نيوز": تحدثت مع الطبيب بكل صراحة عن معاناتي، ولكن لم أجد أي اهتمام خاصة بالمشفى الحكومي، ما أدى إلى انهيار معنوياتي وأصبحت حياتي كلها كوابيس".

وتابع بالقول: عندما يكون المرض الذي أعاني منه له بعض التأثيرات على الجسم وتبدأ تلك التأثيرات بالظهور، أشعر أنني انتهيت من هذه الدنيا، فلا أستطيع أن أتجاوب مع من حولي أبدا، وخاصة مع الأزمات المتكررة في المشافي، مثل نفاد الوقود، والحرمان من جولة غسيل الكلى، وأحيانا لضعف عمل أجهزة الغسيل، ونفاد الأدوية والإمدادات من الخارج جراء انقطاع الكهرباء، وهكذا هي الحياة خوف وقلق وموت بطيء".

القلق والخوف

ويسيطر القلق والخوف على (معاذ الوحيدي) الذي يعاني من الشك بأنه مصاب بمرض ما في جسده رغم أن الأطباء طمأنوه بأنه سليم ولا شيء لديه يدعو للقلق، ولكن عليه أن يراجع كل ستة أشهر لدى الطبيب.

 وقال الوحيدي لـ"شمس نيوز": أشعر بالخوف والإحباط على مدار الشهور الستة التي أنتظر فيها الفحص الجديد، وبعد أن أطمئن أرتاح قليلا، ثم أعود لحالة الاكتئاب والخوف، وهكذا حياتي" مبينا أن ما يسبب له الاكتئاب الدائم عدم ثقته بالطواقم الطبية العاملة في غزة والوضع المزري للمستشفيات بالقطاع.

اضطرابات نفسية

وفي ذات السياق، أكد الطبيب النفسي في جامعة الأزهر بغزة الدكتور محمد الأغا، أن الاكتئاب والقلق النفسي هما في واقع الأمر حالتان مرضيتان لهما أعراض وطرق علاجية كسائر الأمراض، وأن أكثر الطرق فاعلية في التعامل مع هذه الأمراض هي طلب المعالجة الطبية النفسية في أسرع وقت ممكن.

وقال د.الأغا لـ"شمس نيوز": يصاب الناس بهذه الحالات نتيجة للظروف التي يعيشها المواطن نفسه وخاصة الظروف الاقتصادية والحروب المتكررة بين الفترة والأخرى والحصار المفروض على القطاع وما نتج عنه من تدمير لجميع نواحي الحياة في غزة.

وأضاف بالقول: يعد القلق من الاضطرابات النفسية الشائعة عالميا، وكما هو الحال للاكتئاب أصبح الشعور بالتقهقر المعنوي الناجم عن القلق النفسي -نوعا ما- جزء لا يتجزأ من متاعب الحياة المعاصرة، ولا بد من أن يعاني الإنسان من هذه الحالة في مرحلة من مراحل حياته".

وأردف الطبيب النفساني قائلا: الشخص الذي يعاني من الاضطرابات النفسية ولا يتوجه إلى المراكز المتخصصة للعلاج ستتضاعف حالته وستؤدي إلى زيادة الاضطرابات الجسدية، ويجب ألا يتردد المصاب في الذهاب إلى العلاج ويضع خلفه كل الاعتبارات الأخرى حتى لا يزداد وضعه سوء".