شيماء ناصر الدرة
أطلق عصافير قلبك تحلق بالعنان، دع النسمات تلاعب وجنتيك، لوح كثيراً لِلأطفال والعب معهم، اختر ألوان الحياة لباسًا، ضع عطر روحك حيث حللت أهلًا ونزلت سهلًا، كن خارج السرب وغرد فرحًا فالقلوب أنهكتها الآلام، فاجأ اهلك حبًا.. واسأل عن صديقًا نزلت عليه نزلة الهموم، كن لهُ كتفًا ثابتًا وصدرًا رحبًا وأذنٌ صاغية، لا تتردد في قول كلماتك لعلها تكون شفاءً لجرحٍ لا تراه العين، و لن يذاع بالإذاعات المحلية.
اترك أثرك حيث حل ظلك، ابتسم للعابرين و كن لهم طوق نجاة لعل نظرة حانية او ايمائة رأس تجعلهم يتشبثون بالحياة، لا تتردد في أن تمد يدك لمتعثر تائه؛ لتصحح بوصلته، وإلبس درع الشجاعة لمتردد في كسرِ قوقعة خوفه، كن مفتاح الأمل و مغلاقًا لليأس، كن من يستبشر الناس بقربه وكأنه الغيث؛ ذاك الرحيم الذي تعرف القطط صوت خطواته حين يقبل بالطعام، ولا تنسي ان تنثر بعض عطاياك لطيور السماء.
و لأنها حياة واحدة لا تجعل مكانك يُأسر لجماله؛ وإنما لدفء أركانه وزواياه الهادئة وصدا همس الأرواحِ التي عاشت فيه عمرًا، لاتضع لوح الزجاج على الطاولة، لا تغطي الأثاث بالأقمشة، انزع الأكياس عن الأجهزة دعها تهرم معك، صدقني هي أيضا لا ترغب أن تبقي جديدة!
اترك الخدوش تخبر أن هنا حل طيفك، والجروح الغائرة على صدر الطاولة تحكي كيف كانت صباحتنا مليئة بالحكايا، وآثار الشمس على الأرائك التي بهت لونها ستثبت كم كانت منازلنا دافئة، ازرع في كل فرح وردة تفوح رائحتها علينا حين نحزن؛ ولما لا نكون نحن كالورود حين نغيب تبقى أماكننا تنثر أريجنا وترتل حبنا، دع بيتك يشيخ مثلك؛ ليرممه فلذات كبدك ليكتشفون أسرارنا التي تبيت في شقوق الجدران، أهمها عليهم قبول دعوة الحياة والبحث عن سُبلها، فنحن لم نخلق عبثًا.
