قال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، مساء اليوم الأربعاء، إنّ "بني غانتس" يطرح أموراً معنوية ليطمئن الشارع "الإسرائيلي"، وحزب الله يعلن بشكل واضح أنه لا نيّة له بفتح حرب.
وأشار قاسم في مقابلة عبر قناة الميادين، ضمن برنامج "لعبة الأمم" إلى أن نية حزب الله أن يبقى في حالة الدفاع "وإذا اعتدى الإسرائيلي علينا سنجعله يرى نجوم الظهر".
وأضاف "يجب أن يفهم الإسرائيلي أنّ الساحة غير مفتوحة له واليوم ستكون المعركة في داخل الكيان الإسرائيلي".
وبخصوص الوضع الداخلي، قال قاسم، إنّ الوضع اللبناني صعب ومعقّد جداً ووصل إلى مرحلة خطرة، مضيفاً "لا أحد يستطيع الدفاع عن الوضع الحالي بل من حقّ الجميع القول إننا في مأساة يجب الخروج منها".
وقال: بكل صراحة إذا اتّفق رئيس الجمهورية ميشال عون مع رئيس الحكومة المُكلَّف سعد الحريري تؤلَّف الحكومة فوراً، مشيراً إلى أنه "في اعتقادنا أنّ المشكلة في أساسها داخلية وأيّ عوامل داخلية أو خارجية هي عوامل ثانوية أمام اتّفاق الرئيسين".
وشدد على أنه "لا نرى أي مبرر لتأخير الاتّفاق الذي يتطلّب تنازلات متبادلة، وهذه التنازلات ممكنة ولا تمسّ بالجوهر"، مؤكداً "المطلوب تقديم تنازلات لا تخلّ أبداً بأي تركيبة حكومية ولا بصلاحية أيّ من الرئيسين".
ولفت إلى أن "حزب الله طرح علناً من خلال سماحة الأمين العامّ مخرجاً وحلاً فيهما تنازلات متبادلة"، مرتئياً أنّ "المخرج الحكومي بأن يحرّك رئيس الحكومة مسألة عدد الوزراء ويقبل رئيس الجمهورية عدم وجود الثلث المعطّل".
وأضاف أنه "لا يبدو أنّ هناك حلاً في الأفق لا داخلياً ولا خارجياً إلا إذا اتّفق الرئيسان عون والحريري"، موضحاً "في السابق نقلنا وجهات نظر بين عون والحريري لنرى إمكانية التعديل في الموقف لكن وجدنا إصراراً على الثبات على المواقف".
وتابع أنه "إذا استجاب الرئيس عون والرئيس الحريري أو تداولا ووجدا أنّ تدخلنا يساعد على حلحلة بعض الأمور فنحن جاهزون".
وأردف "إذا لم يكن هناك موافقة على أيّ زحزحة وعلى أيّ حلّ فمعنى ذلك أنّ قدرة حزب الله على التدخل معدومة"، مشدداً على أنّ حزب الله لا يتفرج على الفشل في تأليف الحكومة بدليل المساعي التي جرت والطرح العلني.
ونوّه إلى أن حزب الله لا يستطيع الضغط على عون والحريري لأنّ كل طرف منهما له قناعاته وقراراته، قائلاً: نحن لسنا مسؤولين عن أحد ولا نستطيع أن نمارس ضغطاً على أحد ولا نقبل أن نكون في هذا الموقع.
ولفت إلى "أننا ننتظر أن تحدث حلحلة معينة ومن البداية كنّا مسهّلين لتأليف الحكومة ولم نكن عقبة"، مشدداً على أنه "من اللحظة الأولى كلّ الدنيا تعرف أنّ حزب الله كان متساهلاً في تأليف الحكومة وليس لنا مطالب خاصة".
وأضاف "نحن جزء من حلحلة المشهد الحكومي لكنّ هذا يتطلّب التجاوب من المعنيين".
وفيما يتعلق بالأزمة الاقتصادية، قال قاسم إنّ "هذه الأزمة تداخلت فيها عوامل متعددة أولها الاقتصاد الريعي"، معتبراً أنّ "الفساد المستشري على مستوى المسؤولين أدّى إلى هدر الكثير من الأموال وتعطيل الكثير من المشاريع".
ورأى قاسم أنه "لم تكن هناك أولويات تنفع الناس وهذه مسؤولية الحكومات المتعاقبة"، كما ذكر أنّ الضغوط الأميركية من خلال العقوبات والشروط المختلفة التي تفرضها على لبنان "واحدة من أزمات لبنان".
وتابع: "لا ننسى أنّ إرغام لبنان على أن إبقاء النازحين السوريين لديه واحدة من المشاكل الاقتصادية الكبيرة جداً"، لافتاً إلى أنّ "مليون ونصف مليون نازح يستطيعون العودة إلى سوريا تمنعهم الأمم المتحدة والاتّحاد الأوروبي وأميركا".
وشرح أنّ "مسألة النازحين السوريين والضغط الدولي لهما تأثير في الوضع الاقتصادي"، مشدداً على أنّ "طريق الحل في البلد للأزمة الاقتصادية الاجتماعية يبدأ بالخطوة الأولى وهي تأليف الحكومة".
وأضاف "ما لم تُؤلَّف الحكومة فكل حلول الدنيا لن تنفع لأنّ الحكومة هي التي يجب أن تضع برنامجاً إصلاحياً وإنقاذيا"، مشيراً إلى أنّ أميركا من المؤثرات في الوضع الاقتصادي على نحو كبير "لكن بإمكاننا التصدي لضغطها إذا ألّفنا حكومة"، كما جاء.
وعلق على مجيء الوزير ال قطر ي إلى بيروت بالقول إنّ "لا علاقة له بتأليف الحكومة ولم يتواصل مع حزب الله"، قائلاً "ليس هناك إثبات حقيقي أنّ هناك شروطاً إقليمية أو دولية تُعيق تأليف الحكومة"، متسائلاً "هل سترضى السعودية في يوم من الأيام عن حزب الله؟ لا لن ترضى".
واعتبر أنه "إذا أضاء الرئيس الحريري أصابعه العشرة للسعودية فلن تقبل به ولن توافق على حكومة فيها حزب الله أو لا"، لافتاً إلى أن "المطلوب سعودياً لا يتحمّله لا الحريري ولا غيره وهو مواجهة حزب الله".
في هذا السياق، سأل: مَن يستطيع مواجهة حزب الله؟ ولماذا؟ وهو مكوّن لبناني له ممثلون ويعمل بطريقة سياسية وعلى الجميع احترام ذلك.
أما عن انفجار مرفأ بيروت، ذكر قاسم أنّ "التحقيق في انفجار المرفأ ينقسم إلى قسمين: الأول لمعرفة أسباب المشكلة المباشرة وإذا كان عملاً تخريبياً أو أخطاء ارتُكبَت أو هجوماً إسرائيلياً، أما القسم الثاني في التحقيق هو استمراره لإدانة المقصّرين أو المرتكبين أو ما شابه ذلك.
وذكر أنه مما تسرّب من تحقيقات خاضتها أميركا وفرنسا وألمانيا يتحدثون عن أخطاء مرتكبة لا عمل جرمي متعمّد، وفي هذا الإطار، قال قاسم: نحن نطالب بكشف الحقائق لأنّ هناك حاجة للأهالي ليأخذوا تعويضات من شركات التأمين.
وأوضح أنه "ليست وظيفتنا أن نُعلن نتيجة التحقيق ولو توصلنا لقناعة مما تسرب من التحقيقات إنما وظيفة القضاء والجهات المعنية"، متمنياً من القاضي الجديد "إنهاء كل التحقيق بأسرع وقت ليريح القسم الكبير من اللبنانيين".
وكشف عن معلومات أكيدة أنّ السفارة الأميركية تعاقدت مع وسيلتين إعلاميّتين لبنانيتين وتدفع لهما أموالاً باهظة جداً، مضيفاً أن المطلوب من هاتين الوسيلتين التلفزيونيتين أن تبثّا تقارير يومية تمسّ حزب الله بكلّ الموضوعات المطروحة.
ولفت إلى أن هناك مجموعة من السياسيين اللبنانيين وظيفتهم الأساسية أن يربطوا أي حادثة مباشرة بحزب الله لتشويه سمعته.
من جهة أخرى، تطرق الشيخ قاسم إلى اغتيال الناشط السياسي اللبناني لقمان سليم، قائلاً إنّ الحادثة كانت مفاجئة بالنسبة إلينا كحزب ونحن لا معلومات لدينا عمَّن اغتاله وعن سبب الاغتيال، مضيفاً أنه "قبل نشر أي معلومات عن الاغتيال لاحظنا أنّ الاتّهام ذاهب نحو حزب الله بمبررات ليست منطقية".
وتابع: مبررهم أن الجريمة حدثت في منطقة حزب الله علماً أن العدو تسلّل سابقاً لمناطقنا واستشهد لنا إخوة، مشيراً إلى أنه "لم نكن نعرف مسبّقاً أنّ العدو الإسرائيلي سيأتي من خلال مخابراته وينفذ عمليات أمنية ".
وقال "الكل يعرف أنّ الشهيد اللقيس هكذا حدث معه، ومع آخرين فكيف نعرف مسبّقاً ما الذي يمكن أن يجري في المنطقة"، مشيراً إلى أن "هناك أجهزة معنية من أمن وقضاء تكشف الحقيقة وليس دورنا أن نكون شرطياً في المنطقة".
وأشار إلى أن هناك أسئلة تطرح منها "لماذا لم يُسلَّم هاتف سليم بعد للأجهزة الأمنية؟ وعلام يعتمدون في التهمة التي يرمونها على الحزب؟".
وأضاف "لا علم لنا باغتيال لقمان سليم ولا نملك معلومات عن المنفّذ وسبب الاغتيال"، قائلاً إنه "إذا كان عندنا معلومات تفيد التحقيق باغتيال لقمان سليم فسنعطيها للمحققين".
وأشار إلى أنه "نحن غير ملزمين بالدخول في البازار الإعلامي السياسي وبتقديم تحليلات واحتمالات بشأن الاغتيال"، مشدداً على أنه "نرفض أي اتّهام بالاغتيال ونطلب من الأجهزة الأمنية والقضائية أن تكمل مهمتها وتُعلن للرأي العام النتائج".
كما قال إن "كل اتّهام هو اتّهام سياسي له علاقة بتعليمات أميركية من أجل تشويه صورة حزب الله"، معتبراً أنّ "صورة حزب الله لا تتشوه بالاتهامات".
وتابع: "هم مخطئون جداً فإضاءة الحزب أكبر بكثير من هؤلاء الصغار"، قائلاً: "هؤلاء الصغار يتّهمون بلا مبرر وبلا سبب وبلا معلومات أصلاً فكم تحدثوا عن المرفأ وتبيّن أنّ كل ما قالوه كان خاطئاً".
وعلّق قاسم على تصريحات البطريك مار بشارة بطرس الراعي، بالقول "نحن لا نرغب في مساجلة البطريرك في أفكار طرحها"، متابعاً "حريصون على أن تستمر لجنة الحوار الثنائية الموجودة بين حزب الله والبطريركية المارونية".
وأضاف "لا نناقش فكرة التدويل والمؤتمر الدولي من موقع وجود مؤامرة أو وجود جهة تحاول أن تأخذ لبنان إلى مكان معيّن"، مشيراً إلى أننا "نناقش فكرة المؤتمر الدولي أو التدويل كفكرة قائمة بذاتها، إذا كانت صائبة أم خاطئة".
ولفت إلى أنه "عندنا تدخل دولي قهري نعاني منه، فكيف نستجلب تدويلاً اختيارياً يفرض علينا شروطاً لا نتحمّلها؟"، موضحاً أنّ التدخل الدولي يظهر "بإلزامنا بالنازحين السوريين والعقوبات الأميركية على النظام المصرفي وعلى لبنان ".
ولفت الشيخ قاسم إلى "الضغوط الدولية قائمة"، قائلاً: "نرى كم المرارات التي ندفعها بسببها".
واعتبر أن "التدويل خطر"، متابعاً "التدويل يزيد مصائبنا ومشاكلنا، لكن السؤال، هل يجري تدويل من دون اتّفاق الأطراف الداخلية؟ لا يجري".
وأشار إلى أنه "نحن نقول كطرف داخلي إذا كانت فكرة التدويل مطروحة فنحن لا نوافق عليها".
كما، وأشار إلى أنّ "حلفاء كثيرون لنا أيضاً يقولون إنهم ضد التدويل ونعتقد أنّه فكرة غير قابلة للحياة"، معتبراً أن "الحياد يفترض أن أحيّد أنا وأن تحيد دول العالم عنّي، نحن عندنا مكانان يلزماننا أن نواجههما كتحدّ".
وشرح أنّ "الجهة الأولى إسرائيل التي تخرج وتهدد كل يوم، فمن يحمينا منها؟ الدول الكبرى؟ مجلس الأمن؟".
وأشار إلى أنّ "القرار 425 بلغ من العمر 22 سنة والإسرائيلي لم يطبّقه حتى أُخرج ذليلاً بسبب قوة المقاومة وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة"، مشيراً إلى أنه "مَن يحلّ مشكلة القرارات الأميركية التي تستخدم داعش ليدخلوا علينا بطرق مختلفة من عرسال سابقاً أو الشمال".
ولفت إلى أنّ "بعض التحركات التخريبية تتغطى بإطار المطالبات الاجتماعية بتوجيه من السفارة الأميركية مباشرةً ليغيّروا في المعادلة"، كما تحدث عن أنه في فترة من الفترات "بعض التخريب وبعض العمل وما سُفك من دم أحداث جرت بتوجيه من السفارة الأميركية مباشرة".
وأكد أنه "حين يصبح الجيش اللبناني قادراً ويسمحون له بالتسلح ويمكن حماية لبنان من إسرائيل والتكفيريّين نحن حاضرون لكل النقاشات"، مشيراً إلى أنه "لن تحمينا الدول الكبرى لأنّ المشروع العالمي هو مشروع تبني إسرائيل".
وقال "موضوع نزع السلاح بالتأكيد هذا التوجيه أميركي قائم، وهناك أناس سخّروا أنفسهم للمساعدة على هذا الاتّجاه"، مشدداً على أن "التدويل خطأ والحياد لا قابلية له للحياة وموضوع مسّ سلاح المقاومة إضعاف للبنان".
وتحدث عن بهاء الحريري، ابن رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، قائلاً "البعض يعتقد أنّ بهاء الحريري بأدائه وأسلوبه سيشكّل مشكلة لنا لكنه لا يقدّم أو يؤخّر بالنسبة لنا".
ورأى أنّ "مشكلة بهاء الحريري مع سعد الحريري ومع تيار المستقبل وهو في النهاية سيكون حالة تنافسية هناك".
كما استبعد قاسم أن يكون لبهاء الحريري "حظوة لأنّ طريقته ودخوله غير مريحين في الشارع السنّي بشكل عام"، واستطرد قائلاً: "من معه أموال ووسائل إعلام ودعم دولي يحاول أن يعلّي الصوت لكن في النهاية القنابل الصوتية ليست هي من تصنع المستقبل".
وأشار إلى أنّ بهاء الحريري لا يستطيع الدخول ذاتياً على البلد "عليه أن يكون منسّقاً مع جهات معيّنة طلبت منه ونسّق معها"، كما جاء.
وبالحديث عن التيار الوطني الحر، قال إنّ التيار "لديه نقاشاته الخاصة ويحضّر أفكاراً ونحن كذلك وستعقد اللجنة المشتركة في أول فرصة"، مؤكداً أنه "لا يتصوّر أحد أنّ التفاهم بين التيار وحزب الله فيه مشكلة والحوار يهدف الى تحسين وتحصين هذا التفاهم".
واعتبر أنّ "التفاهم مع التيار الوطني قام بإنجازات ضخمة داخل البلد لمصلحة التيار الوطني الحر وحزب الله ولبنان".