سجلتْ البورصة العالمية ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي، بالسوق الأميركية العالمية، وبورصة وول ستريت، اليوم الجمعة، مقابل سلة من العملات العالمية وخاصة الشيكل الإسرائيلي، ليوسع مكاسبه لليوم الثالث على التوالي، مسجلاً أعلى مستوى في أربعة أشهر، بفضل عمليات شراء العملة الأميركية كأفضل استثمار بديل.
وارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.4 بالمئة إلى مستوى 92.03 نقطة الأعلى منذ تشرين الثاني الماضي ومستوى افتتاح تعاملات اليوم عند 91.65 نقطة، وسجل أدنى مستوى عند 91.62 نقطة.
ووصل سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الشيكل الإسرائيلي 3.33 شيكلا، منذ ساعات صباح اليوم الجمعة، وفق منصات التداول، فهل يواصل الصعود؟
المحلل المالي والاقتصادي د. أسامة نوفل، أرجع أسباب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الشيكل الإسرائيلي، إلى هدوء الأوضاع السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ بات المستثمرين حول العالم يثقون في العملة الأمريكية، بعد انتخاب جو بايدن رئيسًا للولايات المتحدة، وهو ما حسَّن قيمة الدولار مقابل العملات الأجنبية.
وقال نوفل لـ "شمس نيوز": "إن اعلان البنك المركزي الإسرائيلي نيته شراء 30 مليار دولار خلال عام 2021، كان له تأثير في تعافي العملة الخضراء قليلًا مقابل العملات الأجنبية وخاصة الشيكل الإسرائيلي".
"كما أن البنك المركزي الإسرائيلي، معني بتعافي عملة الدولار، كون الصادرات الإسرائيلية للعالم الخارجية، تكون بالعملة الأمريكية، فارتفاع الدولار مصلحة للمصدّر والاقتصاد الإسرائيلي"، وفق المحلل المالي والاقتصادي د. أسامة نوفل.
د. أسامة نوفل: أنصحُ الناس بضرورة عدم اقتصار ادخاراتهم على عملةٍ واحدة، وأن يدخروا أكثر من عملة (دولار - دينار – شيكل - ذهب) كون حركة الاقتصاد تشهد صعودًا وهبوطًا للعملات.
وأضاف نوفل: "من الصعب جدًا أن يتجاوز سعر صرف الدولار مقابل الشيكل 3.50 على الأقل خلال الأسابيع القليلة المقبلة"، مشيرًا إلى أن عملة الشيكل قوية جدًا في الوقت الحاضر.
المستفيدون والمتضررون
وأوضح د. نوفل، أن ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الشيكل، يؤثر سلبًا على قطاعات اقتصادية عدة في فلسطين، غير أنه في المقابل يترك آثاراً إيجابية على قطاعات أخرى.
وذكر، أن أصحاب المقاولات والانشاءات الذين ترسى عليهم العطاءات بعملة الدولار سيستفيدون من بدء ارتفاع العملة الأمريكية، كونهم يشترون المواد الخام، ومستلزمات تلك المشاريع من السوق المحلي بالشيكل الإسرائيلي.
وأشار إلى أنَّ بعض العاملين في القطاع الخاص، وموظفي كالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، الذين يتلقون رواتبهم بالدولار، سينعكس عليهم ارتفاعه إيجابًا، نتيجة زيادة سعر صرفه مقابل الشيكل الإسرائيلي.
ونوه إلى أن فئة المقترضين من البنوك ومؤسسات الإقراض خلال المرحلة الماضية، سيتضررون من ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الشيكل، كونهم اقترضوا عندما كان الدولار ضعيفًا أمام الشيكل، إذا وصل خلال الأشهر الماضية إلى 3.15 شيكلا، وفي المقابل سيسددون أقساط قروضهم بسعر صرف الدولار الحالي.
نصائح للناس
ووجه المختص في الشأن الاقتصادي، نصيحة للناس، ممن يرغبون بشراء العملات الأجنبية، بضرورة عدم اقتصار ادخاراتهم على عملةٍ واحدة، وأن يدخروا أكثر من عملة (دولار-دينار-شيكل-ذهب)، كون حركة الاقتصاد تشهد صعودًا وهبوطًا للعملات.