غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بالصور حرفة غزة العريقة في طريقها إلى الاندثار

IMG-20210306-WA0034.jpg
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

تعد صناعة الفخار من أقدم الحرف التي عُرفت في فلسطين، إذ تعود بداية هذه الحرفة إلى قرابة أربعة آلاف عام قبل الميلاد، في حين أن قطاع غزة يعتبر صاحب المرتبة الأولى على مستوى الوطن في صناعة الأواني الفخارية.

وارتبطت صناعة الفخار في فلسطين، بكافة الحضارات والأقوام التي عاشت في فلسطين، والآثار والمنحوتات الفخارية القديمة كالبيزنطية والرومانية دليل على ذلك.

وتواجه هذه الحرفة خطر الاندثار، بجانب أن مئات الذين تورثوا المهنة عن آبائهم، باتوا يشتكون الأوضاع المعيشية الصعبة، إذ أن التطور الذي يشهده العالم وضع مستقبل هذه المهنة على المحك.

الحرفي سيد عطا الله ٤٠ عامًا، واحدٌ من عشرات الحرفيين الذين يحافظون على هذا الإرث القدير، في معمل ورثه عن والده، كان قد بدأ العمل فيه منذ نعومة أظفاره.

ويواجه عطا الله مصاعب الحياة المختلفة، وأهمها صراع البقاء لهذه الحرفة في ظل العزوف الكبير عنها في الوقت الحالي، وتوجه الكثير من المواطنين لاستخدام الأدوات والأواني المصنعة من المواد الأخرى كالزجاج والألمونيوم، بدلًا من الأواني الفخارية.

يقول عطا الله لمراسل "شمس نيوز": إنه متمسك بهذه الحرفة رغم كل تلك الصعاب التي تحيطها لارتباطه بها منذ الصغر، وحبه لحركة يديه وهما تداعبان الطين لتشكلان منه أوانٍ فخارية بأشكال وأحجام مختلفة.

وعن مراحل صناعة الفخار يقول عطا الله إن أول مرحلة هي جلب الطين من أراض مخصصة ومعروفة بجودة تربتها، ثم يتم تجفيفها لمدة قد تصل لأسبوع، وبعد ذلك يتم قذفها في حفرة يتراوح عمقها بين متر أو أكثر لمزج الطين جيدًا وتصفيته من الشوائب.

هذه المراحل يتبعها مرحلة نقل الطين لحوض أوسع خلاله تتعرض للشمس لمدة أربعة أيام، بذلك يصبح جاهزًا للتشكيل عبر آلة صناعة الفخار، والتي من خلالها يتم صناعة الأشكال الفخارية المختلفة كالزبادي، وفخار المياه أو الرز وأشكال الزينة، و تخضع غالبا لطلب السوق والزبائن.

ويشير إلى أن صناعة الأواني الفخارية تستغرق من 20 يومًا في فصل الصيف، إلى شهر كامل في فصل الشتاء، لما تمر به من مراحل التجفيف والتحريك والتنقيب من الشوائب، لتوضع في عجانة، يتم تشكيلها وتنشيفها وحرقها في أفران خاصة.

عطا الله يشير إلى، أن هذه الحرفة بالإضافة إلى ما تعانيه من منافسة من قبل الأواني والأدوات الزجاجية والبلاستيكية، يعاني أصحابها من مشاكل انقطاع التيار الكهربائي المستمر، بالإضافة إلى صعوبة تأمين المواد الخام المستعملة في حرق الأواني.

ووفقه فإن الإقبال على الأواني الفخارية تراجع بصورة كبيرة، مقارنةً بالفترات الماضية، مشيرًا إلى أنه قبل ظهور الأواني المنافسة كانت الفخاريات أساس الأثاث المنزلي، بالإضافة إلى ضعف التصدير وتراجعه نتيجة الإجراءات التي يفرضها الاحتلال على المعابر.

وأوضح عطا الله، أن الأواني التي ينتجها في معمله تراجعت من حيث النوعية والعدد، مشيرًا إلى أن طلب المواطنين ينحصر في الوقت الحالي على بعض الأشكال، مع الاستغناء عن أنواع كثير من الأواني الفخارية التي كان يتم صناعتها في السابق.