غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"ام الجماهير تأكل أولادها"

هل أطلقت "فتح" النار على رجليها قبل الانتخابات؟!

القدوة وعباس.jpg
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

هو ليس القرار الأول، وبالتأكيد ليس القرار الأخير في سلسلة من القرارات التي تتخذها اللجنة المركزية لحركة (فتح)، لكن قرار فصل ناصر القدوة لن يكون كغيره من القرارات، إذ سيكون له ما بعده، وسيترك من النتائج ما يجعل هذا القرار مفصلاً مهما في حركة (فتح)، وفق كثير من المراقبين للمشهد الفلسطيني والفتحاوي.

ولاقى قرار حركة (فتح) فصل عضو لجنتها ناصر القدوة معارضة كبيرة في أوساط الحركة، بينما أيَّد القرار آخرون، لكنْ المؤكد أن ناصر القدوة لن يستسلم إزاء القرار، وفق ما جاء في تعقيبه على قرار الفصل.

وكان رئيس مؤسسة ياسر عرفات د. ناصر القدوة قال في أول رد على قرار فصله من حركة فتح إن القرار الذي اتخذته اللجنة المركزية للحركة بحقه، "يثير الحزن والشفقة على ما آلت إليه الأمور في حركتنا، دون أي احترام للنظام الداخلي أو المنطق السياسي أو التاريخ أو التقاليد المتعارف عليها".

وأشار في بيان صحفي صادر عنه: من جانبي، سأبقى فتحاوياً حتى العظم ولن يغير ما حدث شيئاً في هذا الخصوص.

وأضاف: سأبقى حريصاً على مصالح الحركة، وقبل ذلك مصالح الوطن، وأتطلع للمستقبل حين يكون ممكناً تصويب وضعنا الداخلي وعودة الحركة لمكانتها الطبيعية، رائدة للعمل الوطني ومنتصرة لكرامة شعبنا وحريته.

قرار خاطئ

الكاتب والمحلل السياسي عوني المشني يرى أنَّ قرار فصل ناصر القدوة لن يكون كغيره من القرارات، إذ سيكون له ما بعده، وسيترك من النتائج ما يجعل هذا القرار مفصلا مهما في تاريخ حركة (فتح).

وقال في مقال حمل عنوان "قرار فصل ناصر القدوة": "القرار اخلاقياً خاطئ، إذ تم اغلاق كل ابواب التفاهم امام ناصر القدوة باشتراطات لا أخلاقية، كما أنه قرار قانونيا خاطئ، إذ هو استند الى نوايا وتصريحات وليس الى فعل، ومتى كان يحاكم الانسان على نواياه".

وأضاف: "القرار سياسياً خاطئ، كونه يفرق أكثر مما يوحد ويعزز الشرذمة السياسية ويشعل حرائق اكثر مما يطفئ"، متابعاً: "القرار انتخابياً خاطئ، حركة ذاهبة للانتخابات تصدر قرار بفصل احد قياداتها لا يمثل توجه لاستجماع القوى وتنظيمها".

لا يصب في صالح فتح

من جانبها، وصفت زوجة عضو المجلس الثوري للحركة المحامية فدوى البرغوثي قرار الرئيس محمود عباس بفصل عضو مركزية الحركة ناصر القدوة، بأنه إقصاء مرفوض لا يصب في مصلحة الحركة.

وأكدت "البرغوثي" في منشور على صفحتها بموقع "فيسبوك"، أن "حركة فتح تتميز بديمقراطيتها، وتعدد الاجتهادات في داخل الجسد الواحد، لطالما كان هذا سر قوتها وضمان استمرارها، وصار التعدي على هذا الفهم أحد أسباب التشرذم فيها".

وأضافت البرغوثي، "ناصر القدوة يمثل أحد حالات هذه التعددية بالحركة، وموقفنا الدائم أن الحوار واستنفاذ الفرص هو الحل بدلاً عن الفصل والإقصاء، الأخ ناصر فتحاوي أصيل له قيمته الفكرية والتنظيمية والتعامل بقرارات الفصل والإقصاء مرفوض، ولا يصب بمصلحة الحركة".

نتائج عكسية

في السياق، عقب القيادي في حركة (فتح) نبيل عمرو على قرار فصل اللجنة المركزية للحركة ناصر القدوة، واصفاً القرار بـ"المؤسف".

وقال نبيل عمرو: "قرار فصل ناصر القدوة مؤسف، والإجراءات الجراحية قد تجلب نتائج عكسية على فتح".

قرار متوقع

من جانبه قال الدكتور أيمن الرقب، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، إن "قرار فصل ناصر القدوة كان متوقعًا، والرئيس أبو مازن ومن حوله من أعضاء اللجنة المركزية لم يحاولوا تفهم وجهة نظره، ووافقوا على فصله، بتجاوز كامل للنظام الداخلي للحركة، وهذا يتكرر كما حدث مع محمد دحلان، عندما تم فصله بدون تشكيل لجنة تحقيق".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الخطوة التي نتوقع أن تأتي بعدها، هي فصل أعضاء من المجلس الثوري يؤيدون خطوات القدوة، وهو مرفوض بشكل كامل ويرسخ سياسة الفرد الواحد في إدارة حركة فتح والسلطة الفلسطينية وهذه الإجراءات التي يقوم بها أبو مازن لم يقم بها أبو عمار مؤسس حركة فتح من قبل، وتفتح مجالا لتقزيم الحركة وإضعافها".

وتابع: "صمت أعضاء مركزية فتح كما صمتوا عند فصل محمد دحلان وزملائه من قبل يجعلهم يتحملون الجزء الكبير من أزمة حركة فتح".

وعزا الرقب صمتهم إلى ما قال إنه "حرص كل منهم في الحفاظ على مصالحه على حساب مستقبل حركة فتح وحتى المشروع الوطني الفلسطيني الذي تعتبر فتح عموده الفقري".

وبشأن تأثير هذه الخطوة على الانتخابات، قال: "نحن ذاهبون إلى انتخابات بـ 3 قوائم فتحاوية على الأقل، قائمة يشكلها أبومازن، وأخرى يشكلها تيار الإصلاح بقيادة محمد دحلان، وثالثة يقودها القدوة، وهذا أمر غير مفيد لحركة فتح".

وأشار إلى أن "الحركة تحتاج للم شملها لمواجهة الخصوم السياسيين، إلا أن الرئيس أبومازن لم يستجب لكل الوساطات الدولية والعربية والمحلية للتصالح مع تيار الإصلاح الديمقراطي، وقائده محمد دحلان، وزاد فصل القدوة الأمور تأزمًا، حيث توزع الأصوات على قوائم متعددة سيكون فرصة جيدة لحماس للحصول على عدد جيد من المقاعد".

وأكد الرقب أنه "رغم هذه الحالة المنقسمة والتي قد يتبعها انقسامات مختلفة فلا يزال بيد أبو مازن تجاوز كل ذلك والتصالح مع كل الأطياف الفتحاوية ومن ضمنها محمد دحلان وناصر القدوة، قبل فوات الأوان"، مضيفًا: "ولا أتوقع أن يفعلها وهذه الإجراءات التي يقوم بها تعطي دلالة على فقدانه الأهلية والقدرة على السيطرة على حركة فتح و لم يعد الأب الذي يستطيع تجميع الجميع من حوله".

تماسك فتح

المستشار زيد الأيوبي، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، قال إن "فصل الدكتور ناصر القدوة من حركة فتح ليس له أي تأثير على تماسك ووحدة الحركة خصوصا وأن القدوة ليس له أي حضور بين قواعد وكوادر فتح".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "القدوة غيب نفسه خلال مدة الخمس عشرة سنة السابقة ولم يشارك بأي فعالية أو نشاط تنظيمي بحيث كرس بنفسه فجوة كبيرة بينه وبين أطر وقواعد حركة فتح".

ونوه الأيوبي إلى أن "قرار اللجنة المركزية لحركة فتح القاضي بفصل الدكتور ناصر القدوة جاء بناء على مطالبات كثيرة من الكادر الفتحاوي في الأراضي المحتلة وساحات الشتات الفلسطيني وقد لاقى ترحيبا وابتهاجا واسعا لدى القواعد الحركية".

وتابع: "وما زاد من هذا الترحيب أن القدوة أعلن عن نيته تشكيل قائمة موازية لقائمة حركة فتح لخوض الانتخابات التشريعية القادمة وهو ما يتعارض مع النظام الداخلي لحركة فتح وواجبات أعضاءها ويمثل مخالفة حركية عقوبتها الفصل من الحركة باعتبارها انشقاقا واضحا عن جسد تنظيم فتح".

وشدد الأيوبي، على أن "أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح أعطوا أكثر من فرصة للقدوة قبل أن يقرروا فصله من الحركة، ودخلوا معه في حوارات طويلة في محاولة لثنيه عن تشكيل قائمة انتخابية موازية لفتح، لكنه رفض وأصر على رأيه".

وكان القدوة (68 عاما)، وهو ابن شقيقة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، قد أعلن في الفترة الماضية، نيته تشكيل قائمة منفصلة عن حركته، تحت اسم "الملتقى الوطني الديمقراطي"، لخوض الانتخابات التشريعية المقرر عقدها في 22 مايو/أيار القادم.

ووجّه القدوة مؤخرا انتقادات لاذعة للقيادة الفلسطينية وحركة "فتح".

كما سبق أن أعلن عزمه دعم القيادي في الحركة، مروان البرغوثي، في حال قرر الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 31 يوليو/تموز.