قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور محمد شلَّح، اليوم السبت، إن : " منظمة التحرير الفلسطينية تعرضت لأكبر عملية سطو ونصب في التاريخ الحديث، عندما قبلت أن تتنازل للإسرائيليين عن 80% من فلسطين؛ بموجب اتفاق أوسلو المذل".
ووصف شلَّح -خلال كلمةٍ له في احتفال تخريج برنامج اعداد كادر نقابي- الانتقادات التي وجهتها الجهاد إلى منظمة التحرير، سواء فيما يتعلق بالبرنامج السياسي، أو آليات الدخول، بـ"المُحِقة"، لاسيما أنَّ المنظمة لازالت تتمسك بـ"نهج أوسلو المُدمر"، إلى جانب اعتبار أعضاء المجلس التشريعي أعضاءً في المجلس الوطني عن الداخل، وهو يعتبر إقصاءً لحركة الجهاد الإسلامي التي ترفض التشريعي تحت سقف أوسلو.
وقال شلَّح: "الجهاد الإسلامي لم تكنْ في يومٍ من الأيام تطمح بوزارة هنا، أو منصبٍ هناك، وإنما دخولها إلى المجلس -بعد نبذ اوسلو- سيساعد المنظمة، وسيعيد لها كرامتها، وسيصب في صالح القضية الفلسطينية"، مشيراً إلى انَّ حركته وضعت محددات واضحة لدخول المنظمة أولها نبذ أوسلو ومتعلقاتها، وأن يكون المجلس الوطني سيد نفسه.
وأشار الدكتور شلَّح إلى أنَّ هناك جهات عدة أبلغت الجهاد الإسلامي أنها لن تدخل المنظمة طالما تمسكت بالمقاومة، لافتاً إلى أنًّ رد حركته كان "ولن ندخل في المنظمة على أساس أوسلو".
وذكر أنَّ الجهاد الإسلامي اتخذت قراراً واضحاً بعدم المشاركة في الانتخابات التشريعية، ولن تدخل المنظمة إلا وفق محددات وطنية وسياسية وديمقراطية سليمة تعيد للمنظمة كرامتها، مستدركاً "هناك من يقول أنَّ الجهاد إذا ظلت خارج المنظمة تكون وضعت في الزاوية، وخارج المشهد السياسي، ولكن نرد على هؤلاء بما قاله الأمين العام الأستاذ زياد النخالة، أنه لن يستطيع أحد أنْ يلزمنا بأي اتفاق".
وقال: "إنَّ السلاح الذي أخذناه من المفكر فتحي الشقاقي، والزعيم ياسر عرفات، والرفيق أبو علي مصطفى، والشيخ أحمد ياسين، والشيخ عزالدين القسام لن نسلمه لأحد "، مضيفاً: "أقول في هذا الإطار ونحن نتحدث في السياسية أن حركة الجهاد الإسلامي أسياد السياسة، ولا ننتظر من أحد أن يعلمنا ماذا نفعل؟ وأين نذهب؟".
وأضاف: "إنَّ دماء الشهداء وخاصة دماء الشهيد القائد بهاء أبو العطا ستبقى هي البوصلة التي تشير إلى القدس، ولمن أراد أنْ يعرف الطريق القويم والسليم نحو فلسطين فعليه أن يتحسسوا دماء أبو العطا ورفاقه الشهداء".
وانتقد القيادي شلَّح ميثاق الشرف الموقع في القاهرة بين الفصائل، قائلاً: "ميثاق الشرف الحقيقي يجب أن يكون بالرد على دماء الشهيد عاطف حنايشة، وان يبقي معادلة المقاومة التي فرضتها قوى المقاومة وقواعد الاشتباك بالرد على أي جريمة يقترفها الاحتلال، وإنَّ الرد الحقيقي على جرائم العدو لا يكون إلا بميثاق شرف يتخذ من المقاومة طريقاً واضحاً، لاسيما أن العدو الإسرائيلي لن يعطي أي شيء لأحد سوى بالمقاومة".
وتمنى شلَّح أن تصل الانتخابات الفلسطينية -المزمع عقدها- في نهاية المطاف إلى نتيجة تنهي الانقسام الفلسطيني، وتنهي العذاب والظلم الذي فرضته السلطة على غزة، مشيراً إلى انَّ الجهاد الإسلامي تشجع الطرفين على إنهاء الانقسام، ولا تقف عقبة في وجه أي فرصة لتقريب وجهات النظر، على قاعدة أنَّ الوحدة والاستقرار الداخلي يخدمان مشروع المقاومة الفلسطينية.
ودعا شلح النقابيين والساسة إلى الانتباه جيداً للمرحلة المقبلة، كونها مرحلة معقدة للغاية، مستشهداً بتصريحات للأمين العام للحركة الأستاذ زياد النخالة التي قال فيها "أنَّ الأوضاع ذاهبة نحو المجهول".
وتعهد شلَّح امام الحضور أن تظل حركة الجهاد الإسلامي على ذات الدرب، وذات الشوكة، وأنْ تستمر بمشاغلة العدو الإسرائيلي، وان تلتزم بخط المقاومة، وأنْ تبقى بعيدة كل البعد عن المسرحيات التي تدور في المشهد الفلسطيني.
النقابيون ودورهم الطليعي
في السياق، قال الدكتور شلح "إنَّ العمل النقابي يجب أن يكون عملاً بطولياً، وأنْ يكون خالصاً، ويمثل الحق والعدالة".
ونبه د. شلَّح النقابيين المتدربين إلى أهمية التنبه وقراءة المشهد السياسي عن كثب، لاسيما في ظل مسلسل الانتخابات، وما يجري على الصعيد السياسي.
ودعا شلَّح النقابيين إلى التمسك بالمبادئ التي تأسست عليها حركة الجهاد الإسلامي، والتي أساسها أنها حركة إسلامية فلسطينية "لا تعرف الحياد في حضرة الحق والعدل والوطن"، واصفاً العمل النقابي بالعمل الفدائي والمقاوم.
وثمنَ الدكتور شلح جهود إدارة الإتحاد الإسلامي في تنمية قدرات المتدربين والمتدربات من الناحية النقابية والحقوقية والمطلبية، مشيراً إلى انَّ ذلك ينسجم مع دور حركة الجهاد الطليعي، داعياً المشاركين للتمسك برؤية حركة الجهاد الإسلامي في القضايا الوطنية كافة.