توقع الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني فراس بريوش أن يتم تأجيل الانتخابات الفلسطينية المقبلة لأسبابٍ سياسية فلسطينية داخلية، وأن تذهب الأوضاع إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني لشرعنة المفاوضات مع العدو الإسرائيلي، مشيراً إلى ان حكومة انقاذ وطني تتضمن "الإسلام السياسي" ستلقى قبولاً دولياً، وترحيباً أمريكياً من قبل إدارة جو بايدن.
ورجح بريوش -في منشور على صفحته في فيس بوك بتاريخ 24 مارس 2020 - أن يتم تأجيل الانتخابات الفلسطينية المقبلة 2021 بحجة عدم القدرة على إجراء الانتخابات في القدس المحتلة، لمنع الاحتلال لإجرائها ووضعه عراقيل على ترشح المرشحين واقتراع الناخبين، بالتالي سيكون ممكناً أمام السلطة الفلسطينية أن تلجأ إلى التلويج بشعار "لا انتخابات دون القدس"، حسب توقعه.
وقال: "إن حصل سيناريو تأجيل الانتخابات الفلسطينية المقبلة بحجة (لا انتخابات فلسطينية دون القدس) والتوافق على حكومة انقاذ وطني (محاصصة) فسيكون الأمر أشبه باتفاق على الفلسطينيين، للحفاظ على محمود عباس من الانهيار والفشل، ولمنع انهيار التنسيق الأمني المقدس".
وأشار إلى ان سيناريو تأجيل الانتخابات الفلسطينية سيكون الأقرب من سيناريو إجرائها لسبعة أسباب تتعلق بموازين القوى وترجيحات الفوز والخسارة بالنسبة للفصائل المتصارعة، "أولها حال بقاء الأسير مروان البرغوثي ثابتاً على مواقفه من الانتخابات، وثانيها حال إصرار الدكتور ناصر القدوة على مواقفه وتشكيله للملتقى، أما ثالثاً حسابات تنامي تيار دحلان، ورابعاً توجه الشارع تجاه المستقلين، أما خامساً ففي حال توجه فصيلين من فصائل منظمة التحرير (الجبهة الديمقراطية) و(الجبهة الشعبية) للتحالف، وسادساً عدم قدرة حركة حماس لإقناع مؤيديها وقاعدتها على التحالف مع حركة فتح (وهو ما حدث فعلاً في ظل عدم نجاح الطرفين للتوصل إلى فكرة القائمة المشتركة)، وأخيراً سابعاً تزايد تأييد حركة حماس في الضفة".
وذكر أن الموقف من الانتخابات الفلسطينية سيتبلور أكثر بعد وضوح نتائج تشكيل حكومة الاحتلال، مستدركاً "إذا لم يتمكن اليسار (معسكر لبيد) من تشكيلها الحكومة، أتوقع تأجيل الانتخابات الفلسطينية، أو وقفها بحجة أن الاحتلال يمنع إجرائها في القدس".
ويرى "أن عدم اجراء الانتخابات الفلسطينية وتأجيلها لأي سبب كان سيدفع باتجاه تشكيل حكومة مؤقته لتسير الأعمال لشرعنة المفاوضات، وتمرير حكومة مشتركه تضم الإسلام السياسي على مقاس بايدن، وتعتمد بتمويلها على المال السياسي القطري".
في السياق، قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح عبد الاله الأتيرة "إن تصميم الكل الفلسطيني على إجراء الانتخابات في مدينة القدس، قائلاً: "الانتخابات نريدها في القدس ترشحاً ودعاية وانتخابياً وتصويتاً، ولو انطبقت السماء على الارض لا انتخابات دون القدس".
ووفق ما نقلت مفوضية الإعلام في حركة فتح، فقد أوضح الأتيرة "ان الجانب الإسرائيلي لم يرد حتى اليوم على طلب إجراء الانتخابات في القدس، مطالباً بأوسع تدخل دولي للضغط على "إسرائيل" لإجراء الانتخابات في القدس بسلاسة"، وهو ما يعتبر وفق تحليل بريوش بداية تسويق الحجج لتأجيل الانتخابات المقررة.
