غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الفصائل: تصريحات القدوة سقوط وطني وتنم عن عقلية تقصي الآخر

ناصر القدوة.jpg
شمس نيوز - رام الله

واجهت تصريحات القيادي المفصول من حركة فتح والمرشح في قائمة "الحرية" للانتخابات التشريعية، ناصر القدوة، عن "الإسلام السياسي" رفضًا فصائليًا واسعًا.

وكان القدوة قال في مقابلة مع قناة "فرنسا 24" إن "كل الأطراف الموجودة لديها مشاكل مع الاسلاموية السياسية، وجميعنا حريص على الوحدة واستعادة غزة".

سقوط وانكشاف لمشاريع تعزيز الخلافات الداخلية

حركة الجهاد الاسلامي من ناحيتها عدت تصريحات القدوة، أنها سقوط وانكشاف لمشروع توظيف العمل السياسي لتعزيز التناقضات والخلافات الداخلية، بدلاً من توحيد الصف في مشروع التحرير واستعادة الأرض من الكيان المحتل.

وأكد مسؤول مكتبها الإعلامي داوود شهاب عبر صفحته على "فيسبوك"، أن المشروع الوطني وهو لكل الفلسطينيين الأحرار لاستعادة الوطن السليب والمقدسات المغتصبة ومواجهة الاحتلال.

وفي رده على تصريحات القدوة، قال شهاب: "يا سيد ناصر غزة ليست محتلة حتى تفكر باستعادتها، وإن التيار الوطني الاسلامي ليس خطرا ولا غريبًا ولا طارئاً؛ حتى تصوره أنت وغيرك بالمشكلة".

ودعا شهاب، القدوة إلى ضرورة الكف عن الحديث عن مصطلح "الاسلاموية السياسية" وتوزيع شهادات الوطنية على الغير، مضيفًا أنه تصريحاته خارجة عن العرف الوطني ومحددات العلاقات الداخلية.

وشدّد القيادي، أن تصريحات القدوة تعبر عن الاغتراب الوطني والسياسي وعدم الفهم لطبيعة وأولويات المشروع الوطني.

منسجمة مع المواقف الصهيوأمريكية

من ناحيتها أكدت حركة حماس، أن تصريحات ناصر القدوة، خطيئة سياسية وطنية وتأتي منسجمة تمامًا مع المواقف والقرارات الصهيوأمريكية الهادفة إلى تمزيق شعبنا وإطالة أمد الانقسام.

وشددت حماس في بيان لها، على أن تلك التصريحات تحرف البوصلة الوطنية، وتضعف الحالة الفلسطينية في وقت أحوج ما يكون فيه شعبنا إلى التكاتف وتحقيق الوحدة في مواجهة التحديات.

وذكرت أن "شعبنا الفلسطيني صاحب تاريخ نضالي كفاحي طويل، قائم على التعددية السياسية، والتناقض الوحيد فقط مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يعمل ليل نهار لتهويد القدس وتدنيس المقدسات وضم أراضي الضفة الغربية المحتلة وحصار قطاع غزة الصامد".

تنم عن عقلية تقصي الآخر

من جهته نائب الأمين العام لحركة المجاهدين الفلسطينية د. سالم عطالله، اعتبر تصريحات القدوة فئوية وتنم عن عقلية تقصي الآخر بدعوى الاختلاف السياسي والفكري.

وشدد عطا الله على رفض استخدام مصطلح الاسلام السياسي الذي روج له الغرب زورا ضد الحركات التي تحمل المرجعية الاسلامية، مؤكدًا أن الإسلام هو من يوجهنا ولا نوظفه سياسيا كما يدعون.

وتابع "المشروع الوطني الفلسطيني يحتاج جهود الكل دون استثناء، والاستمرار بسياسة الوصاية على المشهد السياسي لن يجلب الا مزيدا من الانقسام والفرقة".

ولفت عطا الله إلى أن تصريحات القدوة الذي يعلن عداوته مع قطاع كبير ومهم من الشعب الفلسطيني جاءت في وقت يتطلع فيه شعبنا لصفحة جديدة من الشراكة الحقيقية.

وجدد التأكيد على أن عداوة شعبنا وتناقضه فقط مع الاحتلال الذي يغتصب الارض والحقوق والمقدسات، ومحاولة تصدير عداوة داخلية لا تصب أبدا في مصلحة شعبنا بل على العكس من ذلك تماما.

ودعا عطاالله، القدوة وغيره ان يعود عن هكذا مواقف تعكس مدى التوظيف السياسي للمشهد الانتخابي، وتعبر عن حالة من البعد وعدم الفهم السياسي لأبجديات المشروع الوطني الفلسطيني.

تزيد من تشويه الوجه الفلسطيني أمام العالم

من جهته القيادي في الجبهة الشعبية ذو الفقار سويرجو وصف تصريحات القدوة بأنها غير موزونة في سياق خاطئ وتوقيت خاطئ ولا تخدم حالة التوافق التي وصلنا إليها في القاهرة وتتعارض مع ميثاق الشرف الذي تم الإعلان عنه.

وقال سويرجو "على القدوة مراجعة ما قاله خاصة أنه موجه للإعلام الغربي، بالأساس وهذا يزيد من تشويه الوجه الفلسطيني أمام العالم".

وأضاف "نحن حركة تحرر وطني تحكمنا في علاقاتنا الداخلية الخلاف الديمقراطي والاتفاق على مصلحة الوطن والمواطن".

إساءة لمسيرة الكفاح الفلسطيني

وقالت حركة المقاومة الشعبية في فلسطين إن تصريحات القدوة "إساءة لمسيرة الكفاح الفلسطيني بكافة أطيافه وخصوًصا الإسلامية".

ورأت الحركة، أن ذلك "تقديم أوراق خاسرة للغرب، عبر الهجوم على الحركات الإسلامية في فلسطين التي قدمت التضحيات الكبيرة في الدفاع عن شعبنا".

وأضافت "كان الأولى بالقدوة تقديم أوراق ترشحه وبرنامجه السياسي لشعبه والسعي نحو خدمته وتطويره بدلاً من الهجوم على ركن أصيل من الحالة الوطنية، في تخلٍ واضح عن إرث خاله الرئيس الراحل ياسر عرفات في الالتصاق بشعبه وتعزيز أواصر الوحدة بين مكونات شعبنا".

وعبّرت "المقاومة الشعبية" عن أسفها "لأن يكون إلى جوار قائد وطني كبير مثل مروان البرغوثي شخص يثير الفتنة والنعرات"، على حد قولها.

وأكدت أن ذلك "يستوجب ردًا فوريًا واعتذارًا عاجلًا من القدوة، والانسحاب من الحياة السياسية الفلسطينية، لأن مؤشرات برنامجه السياسية بانت".

ودعت الحركة القوائم المرشحة للانتخابات كافة إلى عدم تجاوز مهامها ووظائفها التي جاءت من أجلها، "لأن شعبنا لن يكافئ من يمس ثوابته وقيمه الدينية والوطنية".

حصان طروادة جديد يمسكه الأعداء

في السياق قالت حركة الأحرار الفلسطينية، إن تصريحات القدوة، التي وصفتها بالـ"مقيتة"، "تثبت أنه مجرد أداة وحصان طروادة جديد يمسك بلجامه أعداء شعبنا".

وذكرت أن "هذه التصريحات الخطيرة التي تَوج خِلالها معسكر أعدائه المزعوم بالإسلام السياسي وقلعة غزة وتجاهل تمامًا الاحتلال والاستيطان والعدوان والحصار تكشف باطنه السيئ وتفضح حقيقة انتمائه وولائه".

وأضافت "هذه الرؤية التي ينظر لها بإمكانية التقاء شظايا بعض القوائم الانتخابية على قاعدة التحالف العلماني ضِد الإسلام يؤكد أن حقيقة الخلاف بينهم ليست سوى صراع داخلي محتدم على كعكة السلطة المسمومة، وأن الانتخابات التشريعية القادمة بالنسبة لهم ليس لها أي علاقة بالتنافس السياسي وإنما هي معركة حقيقية بين فريق بقايا سلطة أوسلو وامتيازاتها الأمنية والسياسية المدعوم أمريكياً وصهيونياً، وبين من يُمثل خيار الحقوق والثوابت والمقاومة"، على حد تعبيرها.

وحذّرت "الأحرار" من أن تكون "هذه الانتخابات بالنسبة للبعض الفلسطيني ورعاتهم الإقليميين والدوليين مجرد مناورة لخلط الأوراق وتعقيد المشهد على ساحتنا الوطنية".

وأكدت ضرورة أن تكون هذه الانتخابات- في حال حدوثها- مدخلاً لترتيب البيت الفلسطيني وإعادة الاعتبار للعمل الوطني المشترك على قاعدة تفعيل برنامج الجهاد والمقاومة ضد الاحتلال.

وأضافت "واثقون من قدرة شعبنا على تمييز الصالح من الطالح وفرز الغث من السمين".