غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

ناصر القدوة .. هل الفلسطينيون مع حصان طروادة جديد؟!

ناصر القدوة.jpg
بقلم/ عادل أبو هاشم

الذين ادانوا تصريحات ناصر القدوة المسيئة لمسيرة النضال الفلسطيني بكل اطيافه وخصوصا الحركات الاسلامية ، واعتبروها خطيئة سياسة وطنية هم اناس لم يقرأوا حرفا من تاريخ هذا الرجل الذي كان – ولا يزال – احد التلاميذ النجباء للمدرسة التي اطلق عليها بعد فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية عام 2006م ب " مدرسة عباس في التآمر على حماس " .. !!

هذه المدرسة التي قادها محمود عباس وتلاميذه من " كهنة حركة فتح " ، ورموز التنازلات للدولة العبرية ممن نصبوا أنفسهم زورا وبهتانـًا للتحدث باسم الشعب الفلسطيني ممن ارتبطت مصالحهم الشخصية بالمشروع الأمريكي ـ الصهيوني لوضع اللمسات الأخيرة علي تصفية القضية الوطنية لشعبنا من خلال تأجيج الكراهية ، وممارسة التحريض علي الحكومة الفلسطينية المنتخبة ، والعمل على تطويقها والنيل منها ، تارة بالتحريض عليها ، وتارة أخرى بالسخرية منها في حملة يومية متواصلة على حركة حماس ورئيس حكومتها ووزرائها في الأجهزة الإعلامية التابعة للسلطة .. !!

والذين شجبوا تصريحات القدوة التي اعلن فيها استعداده لتحرير قطاع غزة جغرافيا وسياسيا تناسوا بانه من نفس الفريق الذي اذاق اهلنا في قطاع غزة الامرين خلال الخمسة عشر عاما الماضية من خلال عمله في سلطة استخدمت احقر الاساليب والقوانين لمعاقبة قطاع غزة تحت شعار " التجويع بهدف التركيع " .. !!

والذين استنكروا غاب عن بالهم ان هذا الرجل شارك في سلطة تلاعبت بقوت الايتام والارامل من خلال قطع مخصصات اسر الشهداء والجرحى والاسرى والمحررين من سكان قطاع غزة ، وحرمان اكثر من خمسين الفا من المجاهدين والموظفين من رواتبهم في غزة تحقيقا لسياسة التجويع التي يمارسها العدو الاسرائيلي .. !!

والذين ذرفوا دموع التماسيح على ما وصل اليه ناصر القدوة من انحدار سياسي ( وهو الرجل الذي كان وزيرا للخارجية الفلسطينية ، وممثل لفلسطين في الامم المتحدة لعدة سنوات ) لم يستوعبوا حالة الانحدار الفلسطيني الذي تعاني منه القضية الفلسطينية منذ اتفاق اوسلو .. !!

ويتساءل الشارع الفلسطيني :

هل اصابت ناصر القدوة حالة من الغباء السياسي بعد قرار فصله من اللجنة المركزية لحركة فتح جعلته يعتقد ان الطريق الى الحكم يمر عبر شتم وتسفيه الاسلام والمقاومة .. ؟!

وقديما قالت العرب :

( حينما يتعلق الامر بمصير الاوطان . . . فإن الغباء والخيانة يتساويان .. !! )

ويتساءل المواطن الفلسطيني البسيط بمرارة ممزوجة بالغضب :

ألم يحن الوقت الذي يتوجب فيه على كل فلسطيني فضح وتعرية كل البؤر والمستنقعات التي يعشعش فيها كل من ارتكب جريمة خيانة الوطن وبيعه في سوق النخاسة..؟!

إذ ليس من الدقة ولا الصدق أن نستمر في التركيز على العدو الإسرائيلي بالرغم من دوره الأساسي في الكوارث والمصائب التي حلت بشعبنا ، دون أن نلتفت إلى داخل بيتنا ومجتمعنا لنطهره من الطحالب الفاسدة والعفن ، والتائهون والضائعون بين العجز والانحراف ، والسرطان الذي ينمو وتزداد أورامه في أحشاء الأمة .!

الغريب أن تاريخ جهاد الشعب الفلسطيني خلال أكثر من قرن قد اتسخ بنفس الوجوه العفنة التي تنتمي إلى نفس الطبيعة والعقلية المريضة التي لا تحرم الإثم والانحراف وإنما تحلله وتفلسفه وتنظر له ، وتضع له القواعد والمرتكزات من خلال مصلحتها الذاتية التي ترتبط بالضرورة بمصلحة العدو فتصبح وإياه شيئـًا واحدًا .!

والذي يبدو أن هذه الوجوه تزداد ظهورًا بفعل النكسات والهزائم، حيث يزداد التسيب والتميع، ويكثر الاجتهاد وتتعدد وجهات النظر باسم الموضوعية والعقل المجرد، وترتكب الخيانات ويزداد نشاط العملاء والجواسيس باسم الموضوعية وباسم العقل المجرد وعلى حساب قضايا الشعوب .!

قد يقول البعض أن وجود مثل هؤلاء الناس أمر طبيعي داخل كل مجتمع وعند كل شعب من الشعوب ، ونحن لا ننفي ذلك في المطلق ، وقد يكون في ذلك بعض الحقيقة ، ولكن التاريخ قد علمنا أيضـًا أنه ليس هناك شعب من الشعوب ترك جواسيسه وعملاءه ومزوري تاريخه ، والمتآمرين على قضاياه المصيرية ، يمرحون ويسرحون، ويرتكبون الإثم ويحكمون ، ويتصدرون المسؤولية في مواقع الإدارة والتوجيه وجميع مرافق الحياة العامة التي تقرر مصير الأجيال المقبلة ، مثلما نفعل نحن دون محاسبة أو عقاب ، حيث يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ، وحيث يستوي أصحاب الرسالات والقيم والقضايا الوطنية، بالتجار والمزاودين والعملاء والجواسيس ، والدجالين الذين يعبثون باستقلال الأوطان ، وشرف الأوطان، وكرامة الأوطان .. !!

وبعد :

إن الحق والعدل أبقى وأثبت على أرض وطننا ، وأن إصرار البعض من المتنفذين في السلطة االفلسطينية في الانزلاق الى اسفل مدارك العمل الوطني من خلال التحول إلى "احصنة طروادة " وطابور خامس للطعن في جهاد وتضحيات وصمود المناضلين والمجاهدين من أبناء شعبنا ، والعمل بكل السبل والوسائل الدنيئة للاساءة لمسيرة الكفاح الفلسطيني إرضاءً للعدو الإسرائيلي يشكل طعنة لمسيرة نضال وجهاد الشعب الفلسطيني المتواصل منذ أكثر من قرن ، وخيانة لدماء الشهداء والجرحى والأسرى الذين سقطوا على درب الحرية والإستقلال أمام حرب الإبادة والتطهير العرقي الذي يمارسه العدو الإسرائيلي لكل ما هو فلسطيني .

لقد علمنا التاريخ إنه لا يرحم ..!

ولا يتآمر ..!

لكنه يسجل المؤامرات ..!

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".