غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

دعا لتجديد التوبة وإحياء روح المحبة

الداعية حلس يضع "خطة إيمانية" لاستقبال شهر رمضان المبارك

شهر رمضان.jpg
شمس نيوز -محمد الخطيب

أيامٌ قليلةٌ تفصلنا عن ضيف عزيز ووافد كريم، تتطلع النفوس إلى قدومه، وتتشوق القلوب إلى مجيئه، هو ضيف حبيب على قلوب المؤمنين عزيز على نفوسهم، ألا وهو شهر رمضان المبارك شهر الخيرات والبركات، شهر الصيام والقيام، وتلاوة القرآن، شهر الطاعات والقربات، شهر الجود والسخاء، شهر تعددت خيراته وتنوعت بركاته، شهر ليلة القدر، ذلك الشهر العظيم الذي خصه الله سبحانه وتعالى عن بقية الأشهر.

وكان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان لما له من فضائل، وكان يحثهم على الاجتهاد في الطاعات وفعل الخيرات وترك المنكرات، والتقرب فيه إلى الله عز وجل، فقال صلى الله عليه وسلم: "هذا شهر رمضان قد جاءكم فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتّصفد الشياطين"، واستقبال هذا الشهر لا يكون بتبادل الورود، ولا بتهيئة الملاعب والصالات، ولا بجمع أنواع وصنوف المشروبات والطعام، ولكن استقبال هذا الشهر يكون بالاستعداد للعبادة وإقبال صادق على الله عز وجل بالطاعة وتوبة نصوحة من الذنوب والخطايا.

"شمس نيوز" تواصلت مع مسؤول اللجنة الدعوية في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الداعية وليد حلس، للتعرف على الطريقة المثلى لاستقبال شهر رمضان المبارك، لاسيما أن رمضان 2021 يحلُ علينا في ظل ظروف تفشي فيروس كورونا التي حرمت أهالي غزة العام الماضي من أداء الصلوات في المساجد.

الداعية وليد حلس قال: "إن شهر رمضان من النفحات الإيمانية المباركة العزيزة على قلوب المؤمنين والموحدين، والطريقة المثلى لاستقباله تكون كما كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقبلونه، إذ كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ويدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم فكان عامهم كله رمضان".

وأضاف: "علينا استقبال هذا الشهر الفضيل بالتوبة إلى الله، وبالطاعات، وتجديد النية، وشحذ الهمم، والاستعداد لأداء فريضة الصيام، والصلاة، والعديد من العبادات".

وشدد الداعية حلس خلال حديث مع "شمس نيوز" على ضرورة ان يزكي المسلمون نفوسهم، وعلينا أن نظهر القيم الإيمانية والروحانية في هذا الشهر المبارك، ويجب علينا أن نشمر عن السواعد لاستقباله أفضل استقبال.

وحث الداعية حلس المسلمين بضرورة استثمار شهر رمضان بأعمال الخير، والإكثار من الطاعات، والصلاة، وقيام الليل، وتدبر آيات القرآن، والعمل بمقتضى هذه الآيات، قائلاً: "علينا أن نعمل بالقرآن الكريم، فكان صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم مصاحف تمشي على الأرض، وعلينا أن نحث على الإيثار، والتكافل الاجتماعي في ظل الظروف العصيبة، التي يعيشها شعبنا، ونبذ أشكال الخلاف والفرقة والتحذير من انتشار المشاكل والخلافات"، داعياً إلى تحكيم لغة العقل، والحكمة، وإشاعة خُلق العفو، والصفح في هذا الشهر الكريم.

وحذر الداعية حلس من لصوص الشهر الكريم، التي تتمثل في قضاء نهار رمضان نياماً، وقضاء ليله على المسلسلات والبرامج الترفيهية التي تسرق من المسلمين بركة هذا الشهر.

وذكر حلس أن اللجنة الدعوية في حركة الجهاد الإسلامي ارسلت تعميماً لوسائل الإعلام تدعو فيه الإخوة الخطباء وأئمة المساجد لبث الوعي، التثقيف، والانضباط، لتقديم صورة رائعة ومنسجمة تعكس حالة الوعي والحرص التي يمثلها من يقومون على بيوت الله، وذلك لتجنب إغلاق المساجد بسبب الاستهتار واللامبالاة.

وأضاف :"طالبنا القائمين على بيوت الله بضرورة تعقيم المساجد وتحضير ما يلزم من وسائل الوقاية لاستقبال المصلين، وطالبنا الأئمة بعدم الإطالة في الصلوات خاصة صلاة قيام الليل لتجنب الإصابات بفيروس (كورونا)، ودعونا المصلين لأخذ الإجراءات اللازمة لحمايتهم من هذا الوباء، وضرورة إتباعهم لإجراءات السلامة والوقاية"، مشيراً إلى انّ الاستهتار قد يعرضنا جميعاً للهلاك، والخطر، لافتاً إلى أنَّ من يفعل ذلك فهو آثم.

وتابع الداعية حلس "لا زالت رخصة التخلف عن صلاة الجمعة والجماعات قائمة وخاصة، لكبار السن والمخالطين والمرضى وأصحاب الأمراض المزمنة، وننصحهم بأخذ التطعيمات اللازمة لحمايتهم من هذا الوباء، فيمكنهم أن يجعلوا من بيوتهم منارات للعبادة والطاعات، وأن يؤدوا صلاة الجماعة في أحياء بيوتهم هم وعائلاتهم".

ودعا الداعية حلس التجار للوقوف إلى جانب المعوزين، والمتعففين، والفقراء، خلال شهر رمضان المبارك، لاسيما أنه يحل في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، حاثاً إياهم بضرورة الابتعاد عن آفة الاحتكار، وأن يتقوا الله عز وجل في البيع والشراء، وإخراج زكاة أموالهم في مصارفها الشرعية.

وختم الداعية وليد حلس بالقول "شهر رمضان شهر الفتوحات العظيمة، والانتصارات المجيدة التي ندعو خطبائنا، أن يتطرقوا في خطبهم لهذه الفتوحات، سائلين المولى أن يحرر أقصانا ومسرانا من دنس الاحتلال، وأن يرد المسجد الأقصى محررًا عظيمًا بإذنه سبحانه وتعالى".