غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

عن أي سيادة يتحدثون؟!

انتخابات فلسطينية و"كرباج أمريكي".. 3 اشتراطات تواجه المرشحين!

الانتخابات الفلسطينية
شمس نيوز - محمد ابو شريعة

"عن أي انتخابات يتحدثون؟!".. لم يكن للفلسطينيين في ظل وجود الاحتلال الإسرائيلي الحق الكامل في ممارسة أي حقوق سياسية أو مدنية دون تدخلات خارجية، إذ لم يكن الفعل الفلسطيني طيلة العقود العشرين الماضية فعلاً فلسطينيا صرفاً، فمثلاً الانتخابات الفلسطينية سواء السابقة او الحالية تعرضت إلى تدخلات إسرائيلية، وأمريكية، وعربية، للتأثير على نتائج الانتخابات، وحال فوز أي طرفٍ لا يعجب اللاعبين يتعرض الفائز لعملية خنق ممنهج، وما تجربة 2006 عن الفلسطينيين ببعيد.

يبدو أن الولايات المتحدة استعجلت هذه المرة وضع شروطها على المرشحين للانتخابات الفلسطينية، إذ صرح مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية أن "هناك ثلاثة شروط لأي مرشح عليه أن يلتزم بها، وهي: "نبذ العنف، وعليه الاعتراف بإسرائيل، واحترام الاتفاقيات السابقة".

تدخلات .. تدخلات

ويرى الأمين العام للمبادرة الوطنية د. مصطفى البرغوثي، بتلك الاشتراطات تدخلات أمريكية واضحة في العملية الانتخابية، محذراً من أن القبول بأي اشتراطات قد تؤثر في مجرى الانتخابات.

وقال البرغوثي في تصريحات لـ"شمس نيوز": "إن التدخلات والشروط التي ذكرت مرفوضة جملة وتفصيلا، وهي تتناقض مع القواعد الديمقراطية التي تتغنى بها الدول المذكورة، وموجهة لإرضاء  طرف واحد وهو "إسرائيل" واحتلالها ونظام الفصل العنصري الذي تفرضه على الشعب الفلسطيني".

كما، وأشار البرغوثي إلى أنّ ثمة أمورٍ قد تؤثر في مجرى الانتخابات ونتائجها، مثل استخدام أموال موجهة، والتدخلات الإسرائيلية في مسار العملية الانتخابية مثل اعتقال مرشحين أو تهديدهم، وتهديداتها بمنع اجراء الانتخابات في القدس.

ودعا مصطفى البرغوثي الفلسطينيين للوقوف صفًا واحدًا في وجه أي معيقات أو عراقيل أو تدخلات تهدف للتأثير في نتائج الانتخابات، قائلاً: "نرى في الانتخابات معركة مقاومة شعبية، ويجب أن نفرض إرادتنا على كل من يحاول ان يؤثر على الانتخابات، ومطلوب أن نفرض على الجميع احترام نتائج الانتخابات".

تدخل فظ!

في السياق، استنكر نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قيس عبد الكريم (أبو ليلى)، الاشتراطات الأمريكية.

وقال أبو ليلي في تصريح وصل "شمس نيوز": "إن التصريحات مرفوضة، وهي تدخل فظ في الشؤون الداخلية الفلسطينية، وتعبير وقح عن عقلية استعمارية تنضح بالعنجهية والاستعلاء وأيديولوجية التفوق العرقي".

وتساءل أبو ليلى "لماذا يصمت المسؤولون الأمريكيون عن الكاهانيين الفاشست الذين ترشحوا وفازوا بالانتخابات الإسرائيلية، وهم على وشك أن يشكلوا طرفاً في الائتلاف الحكومي في دولة الاحتلال، أمثال سموتريتش وبن غغير وغيرهم الذين يجاهرون بالدعوة إلى التطهير العرقي وإنكار وجود الشعب الفلسطيني ونفي حقه في تقرير المصير، ويعلنون رفضهم لاتفاقيات أوسلو من موقع التمسك بالاحتلال ومشروع إسرائيل الكبرى القائمة على الأبارتهايد".

وأضاف أن "هذا الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير يفضح زيف ادعاءات إدارة بايدن بالتمسك بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان".

ودعا نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية جميع القوى الوطنية لضم الصفوف والتصدي لأي تدخل خارجي في الانتخابات الفلسطينية والضغط على المجتمع الدولي لاحترام نتائجها باعتبارها تجسيداً لجوهر الديمقراطية المتمثل بحق الشعب الفلسطيني، كسائر شعوب الأرض، في اختيار ممثليه بحرية ودون تدخل أجنبي.

ماذا عن التدخلات الإسرائيلية؟!

وعن التدخلات والعرقلة الإسرائيلية، استنكر القيادي في حركة (حماس) محمد شهاب، تصاعد حملات الاعتقالات، التي تنفذها سلطات الاحتلال في الضفة الغربية، مشيراً إلى أن حملة اعتقالات طالت عدداً من كوادر حركة (حماس) بعد مداهمة منازلهم في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، ومن بين المعتقلين قياديان بحركة حماس.

وقال: "إن تهديدات قوات الاحتلال واعتقالاته المتكررة لقيادات المقاومة، لن تزيد شعبنا الفلسطيني إلا تمسكًا بروح المقاومة باعتبارها الخيار الاستراتيجي".

وأشار شهاب إلى أن قوات الاحتلال، ترسل رسائل تهديد بالاعتقال، حال الترشح والمشاركة في الانتخابات من خلال ملاحقتها للعناصر الوطنية والإسلامية، واعتقالها لعدد من كوادر حركة (حماس) بمحافظة رام الله والبيرة، حيث طالت كلًا من: الأسير المحرر، الشيخ جمال الطويل، والأسير المحرر باجس نخلة، ومعروف باجس نخلة، والأسير المحرر، ماهر دلايشة، والمحامي أواب مبارك، والأسير المحرر، إياد الصافي وعبد العزيز محي الدين الخطيب.

ودعا محمد شهاب، الدول العربية والمجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان للضغط على الاحتلال ولجمه عن التدخل في العملية الانتخابية الفلسطينية.

الجهاد الإسلامي وأولوية المرحلة

وعن ملف الانتخابات، أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور أنور أبو طه أنَّ قرار حركته عدم المشاركة في الترشح للانتخابات التشريعية كان نتاج لقراءة موضوعية وسياسية متأنية.

وأوضح الدكتور أبو طه خلال استضافة في برنامج "على طريق القدس" على فضائية "الميادين" أنَّ الانتخابات الفلسطينية وصفة لاشتباك جديد بين الفرقاء الفلسطينيين، ووصفة لإحياء مسار أوسلو الذي ثبت فشله، مشيراً إلى انَّ موازين القوى مختلة أكثر مما كانت عليه الأوضاع في انتخابات عام 2006، إذ أن هناك إدارة أمريكية منحازة أكثر إلى الاحتلال، وصعود لليمين الإسرائيلي، وشراكة استراتيجية بين أنظمة عربية و"إسرائيل"، وانقسام فلسطيني مستمر.

وأشار الدكتور أنور أبو طه إلى أن الحالة الفلسطينية الداخلية كانت تستدعي بحث إنهاء الانقسام، وبناء شراكة وطنية حقيقة، قبل الذهاب إلى الانتخابات التشريعية، وليس بعدها، متوقعاً أن تعيد الانتخابات إنتاج الانقسام من جديد.

وقال: "لو فازت حماس أو خط المقاومة ستكون مشكلة، لأن القوى الاقليمية والدولية لن تسمح لقوى المقاومة أن تكون داخل المؤسسات الفلسطينية، وفي حال لم تحظى قوى المقاومة بأغلبية داخل المجلس التشريعي ستكون تلك القوى شاهد زور على المسار الأوسلوي الذي عبث بكل حقوقنا ومقدراتنا الفلسطينية".

وذكر الدكتور أنور أبو طه انَّ الأولوية في الوقت الراهن هي لإعادة بناء المشروع الوطني على أسس جديدة، تعود بالقضية الفلسطينية عمقها الإستراتيجي، كقضية عربية، إسلامية، تشتبك مع المشروع الصهيوني وتعمل على تفكيكه.

وشدد على أن من يريد احياء المشروع الوطني يجب ان يبدأ بمنظمة التحرير، قائلاً: "من يريد احياء المشروع الوطني كان عليه أن يبدأ بمنظمة التحرير هذا إذا كنا قادرين على احيائها وهي من اعترفت بـ (إسرائيل) وبددت معظم حقوقنا الوطنية، مشيراً إلى أنّ السلطة الفلسطينية يجب أن تكون مهمتها فقط إدارة الشق المدني (جهاز إداري) وتكون مرجعتيها هي منظمه التحرير الفلسطينية وليس العكس".