غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر مهنة الساعات بغزة في خبر كان

شمس نيوز/عمر اللوح

تواجه مهنة الساعات خطر الانقراض بعد تراجع الإقبال على شرائها خاصة مع التطور التكنولوجي ولجوء الكثير من الناس للهواتف المتنقلة لمعرفة التوقيت في حين يرى العديد أن استيراد الساعات التقليدية التي لا يتجاوز عمرها الافتراضي عدة شهور ويكون مصيرها سلة المهملات بعدها، سبب آخر، ولكن اللافت بأن كبار السن يعتمدون على معرفة الوقت من خلال النظر للساعة ويعتبرونها شيئا أساسيا في الحياة.

إقبال ضعيف

خالد الوحيدي ( 56 عاماً ) يعمل في مهنة بيع وتصليح الساعات بالقرب من سوق الذهب بمدينة غزة  منذ ما يقارب العشرين عاماً، يقول لـ"شمس نيوز": منذ سبع سنوات والعمل في بيع وتصليح الساعات يقل شيئا فشيئا، حتى أصبحت اليوم كما ترى أجلس في المحل منذ الصباح الباكر حتى المساء ولا بيع ولا تصليح، فمهنة الساعات شبه انقرضت، لقلة رغبة الناس في اقتناء ساعات اليد".

 ويضيف مستذكرا الماضي الجميل: كان معظم الزبائن يلجأون إلى تصليح الساعات بصورة مستمرة وخاصة البطاريات التي كانت أصلية، كانت أياما جميلة، لم أكن أتوقف عن العمل، ولو لدقائق معدودة، كان وقتي يحسب بالدقيقة".

ويواصل الوحيدي حديثه: كنت أفتح المحل من بعد صلاة الفجر وحتى آخر الليل، وحتى عندما أعود إلى البيت أحضر بعض الساعات لأصلحها، ولكن اليوم كل أسبوع لا أصلح أو أبيع إلا عددا قليلا جدا من الساعات" مشيرا إلى أن الرائج في غزة اليوم الساعات التقليدية التي لا تمكث مع الزبون إلا عدة أشهر ثم تتلف. وقال: العائد المادي من تصليح الساعات ليس بالمجدي في هذه الأيام، أما في الماضي فكان اليوم عن شهر".

لا نبيع إلا القليل

أما معاذ نصار، الذي يعمل في بيع الساعات التقليدية المنتشرة بالأسواق فيقول لــ" شمس نيوز" : أعمل في بيع الساعات التقليدية في أماكن متعددة إما بالأسواق أو على أبواب المساجد من خلال وضع الساعات بحقيبة صغيرة على الأرض" .

وأضاف: رغم أن أسعار الساعات ضئيل، ولا يتجاوز سعر الواحدة خمسة عشر شيكلا، إلا أن الإقبال على شرائها ضعيف جداً، فحركة السوق ميتة، ولا أبيع في اليوم الواحد إلا ثلاثة أو أربع ساعات فقط".

ويردف نصار بالقول: أعتقد أن الزبون أصبح يفكر بأن زمن الساعة انتهى بسبب التطور التكنولوجي، والناس تفضل الجوال بدلا من الساعة، وربما لأن هذا بعض أنواع الساعات لا يعمر كثيرا، فعند أي عطل تخرب ويكون مصيرها سلة المهملات".

لا استغني عن الساعة القديمة

الحاج محمود عاشور يقول: أمتلك ساعة قديمة اقتنيتها منذ سنوات طويلة وتحمل ماركة عالمية غير موجودة في هذه الأيام، وفي حالة عطلها أذهب إلى احد المصلحين القدماء الذين ما زالوا متواجدين بالقرب من سوق الذهب لغرض إصلاحها، ورغم قدمها إلا أنها جيدة ولا يمكن أن أجد واحدة بمواصفاتها في هذه الأيام".

ويضيف عاشور ( 72 عاماً ): الساعات غير الأصلية الموجودة في الأسواق سرعان ما تتعطل، وبالتالي لا تستمر بالعمل مدة طويلة مع أن أسعارها مناسبة وألوانها براقة وجميلة ومعظم الناس قد عادوا لاستخدام الساعات القديمة لأنها أفضل من صناعة هذه الأيام".

واستدرك قائلاً:" لكن أسوأ ما نراه اليوم من غالبية الناس أنهم أصبحوا لا يفضلون اقتناء ساعة، وخاصة جيل الشباب الذين أصبحت ثقافتهم تختلف تمامًا عن الكبار، مما أدى إلى تراجع استيراد الساعات التي تحمل ماركات عالمية من قبل التجار".

تتراجع لانتشار الرديئة

أما خليل اللوح  ( 67 عاماً ) فقال: "لقد أصبح الإقبال على شراء الساعات يتراجع يوميا حيث أن الكثيرين من الناس لا يرغبون بامتلاك ساعة اعتقادا منهم أنها أصبحت لا تنفع ولا تضر.

ولكن الحاجة آمنة الخضري ( 72 عاماً ) فكان رأيها يختلف عن الآخرين، حيث بينت أن الساعة ليس الهدف من وضعها على اليد التباهي والتفاخر بأن أي شخص يحمل ساعات من أفضل الماركات العالمية، لكنها لتنظيم الوقت.

في حين لا تفكر مريم الخالدي مطلقا في أن ترتدي ساعة، لاعتقادها بأن موضتها قد ولت ويغني عنها الجوال.

أما محمد قنديل، فأشار إلى أنه يشتري الساعة للموضة والتشخيص فقط.