في أحد شوارع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، كان يسير محمد أبو خالد وهو من ذوي الإعاقة الحركية بعربته، قبل أن يتفاجأ بأداة حادة تعطب أحد العجلات، لتبدأ معها مرحلة معاناة جديدة.
بعد نحو ساعة من البحث عن ورشة لإصلاح الإطارات في المدينة، تصادف أبو خالد بورشة يعمل القائمون عليها على صناعة الإطارات المطاطية بمختلفة الأحجام والأشكال، وتعمل بدون هواء.
وتعود الورشة للمهندس عبد الله الرضيع، والذي بدأ بفكرة إطارات مطاطية تعمل بدون هواء منذ العام 2018، بسبب منع الاحتلال ادخال الإطارات المطاطية إلى قطاع غزة.
ويوضح الرضيع في حديث مع "شمس نيوز" أنه بدأ مشروعه بصناعة الإطارات المطاطية الخاصة بالدراجات النارية، نظرًا لكثرة الطلب عليها، بعد منع الاحتلال من ادخالها إلى قطاع غزة بعدة حجج.
ويميز هذا النوع من الإطارات بأنه لا يحتاج إلى صيانة كونه لا يتأثر بالتغيرات الجوية، ولا بالأدوات الحادة كالبراغي والمسامير وقطع الزجاج المكسر، المتناثرة في الشوارع.
الإطارات الجديدة لاقت إقبالًا واسعًا من أصحاب الدرجات النارية نظرًا لهذه الميزات، بالإضافة إلى سعرها المناسب، كما لفت المهندس الرضيع.
لم يقف هذا المشروع عند صناعة الإطارات الخاصة بالدراجات النارية، بل توسع ليعمل على صناعة الإطارات الخاصة بالسكوتر، بعد إلحاح وطلب من الأشخاص ذوي الإعاقة ليخفف عنهم عناء البحث عن محل لإصلاح العطوب المختلفة.
ومن هنا بدأ المهندس الرضيع بصناعة الإطارات الخاصة بالسكوتر رغم أنها بحاجة إلى جهد أكبر ومواد خام أكثر من نظيراتها، ويشير هنا إلى أنها بحاجة لنوع معين من الحديد وهو غير متوفر في قطاع غزة، فيعمل على سكبه وصناعته داخل الورشة الخاصة به.
ويأمل الرضيع أن يجد مشروعه مساندةً من قبل الجمعيات والمؤسسات المختصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، للعمل على تغيير الإطارات الخاصة بالسكوتر لجميع الأشخاص، وتحويلها إلى إطارات مطاطية بدون هواء.
تصوير/ حسن الجدي
