شطبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، مواد التربية الاسلامية، والعلوم الاجتماعية، والتكنولوجيا والحاسوب، والتربية الفنية، عن منصات التعليم الالكتروني لكل المراحل العمرية وفي جميع المدارس التابعة لها بمناطق العمليات الخمسة.
هذه الخطوة اعتبرها مراقبون أنها تأتي في سياق تماشي إدارة "الأونروا" مع مطالب الاحتلال في تغيير وتعديل المناهج الفلسطينية، ومحاولة منها لتجهيل الطلاب وإبعادهم عن تاريخهم وقضيتهم ودينهم، بجانب اقصاء مدرسي هذه المواد.
منسق اللجنة المشتركة للاجئين بغزة محمود خلف، قال إن ما تقوم "الأونروا" بفعله هو سياسة متدحرجة تهدف إلى تقويض عملها وتصفيتها داخلياً.
وأضاف خلف في حديث إذاعي أن "الوكالة الأممية تمعن في إجراءاتها تجاه اللاجئين والموظفين، بداية من إيقاف التوظيف منذ عام 2017 وحتى اليوم، وتوحيد السلة الغذائية، وصولاً إلى وقف عمل 250 موظف من معلمي الشواغر لديها".
من ناحيته اعتبر، رئيس المجلس المركزي الأعلى لأولياء الأمور، زاهر البنا، أن إدارة "الأونروا" تجاوزت كل الخطوط الحمر بإقصاء هذه المواد ومعلموها في ظل المرحلة الخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية.
وقال البنا في حديث مع "شمس نيوز"، "إن المواد التي حذفتها (الأونروا) من منصات التعليم الالكتروني، تعزز الهوية والثوابت الفلسطينية، لدى الطلاب، بالإضافة إلى أنها تمس بعقيدتهم الدينية"، مشيرًا إلى أنها بهذه الخطوة تماشت مع ما يريده الاحتلال من تعديل وتغيير في المناهج الفلسطينية.
وأوضح أن المواثيق والمعاهدات الدولية المتعلقة بعمل الوكالة تنص على التزام الأخيرة بسياسة الدولة المضيفة، وبالبرامج التي تطرحها بعيدًا عن الاجتهاد والمفاضلة، مشيرًا إلى أن موضوع المنهاج الفلسطيني خاص ولا علاقة لأي مؤسسة دولية مهما كانت أن تغير فيه أو تجتهد بذلك.
ولفت إلى أن شطب هذه المواد يستهدف اللاجئين في أقاليم عمل "الأونروا" الخمس، ما يعني أنها خطوة ممنهجة لشطب حق العودة، والتماشي مع "صفقة القرن"، محملًا المسؤولية للمفوض العام عن هذه الإجراءات.
وحمل البنا، مفوض عام الأونروا فيليب لازاريني، المسؤولية الكاملة عما ستؤول إليه الأمور، كون هو من أصدر هذه القرارات، مضيفًا "انتهت شماعة أزمة الوكالة بعد عودة الدعم الأمريكي لها، فمن غير المنطق أن يتحمل اللاجئ هذه الحجج على حساب الخدمات المقدمة له".
وأكد أنهم كأولياء أمور تواصلوا مع لجان اللاجئين والفصائل والقوى لمواجهة هذه الخطوة، موضحًا أنهم سيعقدون فعالية ضخمة، ومؤتمر صحفي أمام بوابة "الأونروا" لإيصال رسالة للمفوض العام -المتواجد في غزة حاليًا- بأن تعود الوكالة عن كل الاجراءات التي قامت بها بحجة الأزمة المالية.
ودعا البنا المستوى السياسي والرسمي للتحرك، لإجهاض هذا المشروع الذي يهدف لتجهيل أبناء شعبنا الفلسطيني، ويضرب وطنيته وعقيدته وبالتالي يريد أن يصبح الطلاب فارغين من المضمون الاسلامي والوطني.