"يلعن أبو اللي نفظك"، "يعلن أَبو شواربك"، "اللي في رجلي أحسن من وجهك".. لا يترك الفنان عماد فراجين "مَسَبَة" ولا "شتيمة"، إلا ويقحمها في مسلسله "وطن ع وتر"، الذي يتعرض لانتقادات لاذعة من الجمهور العربي، نظراً لمحتواه المتهم بـ"الهبوط".
ولاقت حلقات مسلسل "وطن ع وتر" الموسم الحالي انتقادات كبيرة من قبل الأردنيين والفلسطينيين، بعد سلسلة "افيهات تافهة"، و"ايحاءات مقرفة" على حد رأي الجمهور، الذي اعتبر أنَّ ما يقدمه عماد فراجين نموذج من الكوميدية المبتذلة التافهة، التي تنحدر بالذوق الفني إلى الحضيض.
وفي الموسم الحالي لم تنطوِ الحلقات في أغلبها سوى على السباب والشتائم وتحقير الكبير والصغير، إلى جانب احتوائها على الكثير من التلميحات الجنسية، بكلمات يخجل منها الجالس أمام التلفزيون حتى لو كان وحده!، وهو ما عرض عماد فراجين، وفريق تمثيل "وطن ع وتر" إلى انتقادات لإذاعة من الجمهور.
وبينما يصف بعض المشاهدين حلقات وطن ع وتر بأنها تعبير حققي عن الواقع المعيشي والثقافي والأخلاقي، يصفها آخرون بأنها تسيء بالجملة للقيم، والعادات، وتخدش الحياء العام للمجتمعات، خاصة المجتمع الفلسطيني والأردني.
أوقفوا الهبوط
وتصدر وسم المطالبة بإيقاف برنامج الفنان الكوميدي عماد فراجين "#إيقاف_عماد_فراجين" وسائل التواصل الاجتماعي في الأردن، بعد عرضه سلسلة من حلقات برنامج "وطن عَ وتر" والذي تناول بعض القضايا بقالب بدوي.
واعتبر مغردون أن الإسقاطات المستخدمة في بعض حلقات البرنامج والذي يبث على قناة "رؤيا" مسيئة إلى العادات والتقاليد والعشائر الأردنية، وتتركز غالبية الانتقادات على ما يتم وصفه بـ"المستوى الهابط" للفنان وحلقاته.
الكاتب إبراهيم جابر إبراهيم كان من أوائل الكتاب الذين وجهوا انتقادات لإذاعة لعماد فراجين، إذ كتب: " ليعذرني عماد فراجين، حتى لو كان كتب قبل سنوات بعض الحلقات ونجح فيها، فهذا لا يعني أنّه كاتب تلفزيوني، ولستُ في مقام الهجوم عليه، لكنه مقام الحزن لما وصل اليه، بعد أن كان برنامجه موقع محبة وإعجاب ومتابعة الصغير قبل الكبير، كان صادماً أن يكون هذه السنة بهذا المستوى، حين لم يترك كلمة بذيئة من الشارع إلا وأقحمها في الموضوع، بل المشكلة أنه لم يكن ثمة “موضوع”، ولم يكن هناك سياق درامي".
وأضاف في مقال بعنوان عماد فراجين.. هل هذه كوميديا؟: "ما يلفت انتباهنا اليه الآن عماد فراجين، مع احترامي الشخصي له، لا يمتّ بأي صلة للكوميديا أو الفن، أو حتى لعماد فراجين السابق!".
وكتب الدكتور عبدالله معروف في تغريدة له: "أتساءل متى ستفهم قناة رؤيا أن المطالبات بوقف هذا السخف ليست "دعاية" وليست "إيجابية"، إيقافعمادفراجين ضرورةٌ لحفظ الذوق العام.. فالصراخ السمج المفتعل والبذاءة البشعة المقززة لم يكونا أبداً كوميديا، ولم يكونا أبداً مدعاةً للضحك. البذاءة اسمها بذاءة.. وليس لها اسمٌ آخر".
لا مضمون
الإعلامية إيمان العكور هي الأخرى انتقدت حلقات وطن ع وتر، إذ كتبت: " خلال متابعتي لحلقتين فقط كي أصدق ما اسمع عن هذا البرنامج ولا اظلمه.. خرجت بقائمة طويلة من المصطلحات الهابطة التي يتم تداولها تحت اسم كوميديا رمضان".
وتضيف في مقال بعنوان (وطن ع وتر): "يطل بطل البرنامج ثقيل الدم على العائلة كل ليلة بعد الإفطار ضمن ما مفروض ان يكون ساعة كوميديا اجتماعية لكل العيلة. اي للطفل والكبير.. ليمطرنا بوابل من الكلمات والحركات والايحاءات الخارجة عن الذوق والأدب وحتى الفن الساخر الذي هو من أرقى انواع الفن العالمي".
وتابعت: "لا مضمون، ولا رسالة ولا هدف، إلا تخبيص كلام وقح بلهجة فلسطينية.. ومشاهد للأسف شوهت المجتمع الفلسطيني وعاداته، ورسخت في عقل من لا يعرف الشعب صورة سخيفة تافهة عنه".
وزادت: "ولمن يدعي انها تصوير للواقع والشارع اقول، ليس المطلوب من الممثل ان ينقل الواقع الهابط والالفاظ السوقية الدارجة في الشارع والتي تعبر عن جهل وانعدام اخلاق مجتمعي الا اذا كانت الرسالة هي تثقيف الناس بضرورة نبذها والارتقاء بمستوى حديثنا من خلال اسكتشات كوميدية ذات مضمون".
واختتم العكور مقاله النقدي كابتة :"أما ما يحصل في هذا البرنامج فهو استعراض مخجل لحصيلة لغوية سوقية وتعزيزها بين الأطفال بشكل هزيل لا يحمل اي فكاهة. الكوميديا الهادفة فعلا تخرج من رحم الشارع والمجتمع ولكنها تصبح خطيرة اذا تركت بلا دراسة متخصصة من قبل حتى علماء مجتمع كما هو الحال في وطن على وتر".