في القدس فرض عناد الشبان المقدسيين وبطولاتهم وعبر سواعدهم العارية اجندتهم ومطالبهم على العدو. في رام الله، اتخذ الرئيس محمود عباس موقفا متخاذلا بتأجيل الانتخابات مستخدما مسوغ القدس ورفض الاحتلال لإجرائها فيها. بدل ان يسير وراء هبة القدس لفرض الانتخابات فيها، سار وراء ما ارادته اسرائيل وفرضته علينا.
مرة اخرى يثبت هذا الرئيس بأنه قزم سياسي لا يليق بشعب بطل يخوض نضالا ضد احتلال استعماري عنصري. هذا الرئيس تقوده حسابات حزبية ضيقة وليس المصلحة الوطنية، يخضع للإملاءات الاسرائيلية ولما تريده اسرائيل من "محافظة على الهدوء"، ترتجف ساقاه من مجرد ذكر كلمة مقاومة ومواجهة، ويريد الحفاظ على الوضع القائم وعموده التنسيق الامني مع اسرائيل وفيه يزداد تآكل القضية الوطنية والارض والقدس وكل الحقوق.
كان بالإمكان فرض الانتخابات في القدس وتحويلها الى ساحة مقاومة عارمة من بوابة الانتخابات يشهدها العالم كله، ويشهد كيف تلاحق اسرائيل صناديق الانتخابات والحرية والتعبير عن ارادة الفلسطينين. ابو مازن حمى اسرائيل من هذا السيناريو الذي كان سيضعها في مواجهة شاملة مع العالم وهي تحارب صناديق الاقتراع، واغتال مبكراً ارادة الفلسطينيين.
حان الوقت لأن ينصرف هذا الرئيس البائس عن المشهد، وسوف يسجل التاريخ سنوات قيادته بأنها الأسوأ في تاريخ القيادات الفلسطينية منذ زمن الاستعمار البريطاني وحتى الآن. لم نفقد البوصلة الوطنية كما فقدناها في سنواته العجاف، ولم ننقسم كما انقسمنا في سنواته، ولم يتم احباط الطاقة الثورية للجماهير والمنظمات بما فيها طاقة حركة فتح نفسها كما تم في عهده. ابو مازن يجب ان يتنحى احتراما لما تبقى لنا من كرامة.