قلم: أ. خالد صادق
مرة اخرى نؤكد اننا نرفض اجراء انتخابات فلسطينية تحت حراب الاحتلال ووصايته ومحكومة باتفاقية اوسلو المشؤومة, لعبة الانتخابات بدأت على مسرح الاحداث منذ حوارات القاهرة الاولى والثانية, وكانت من البداية محكوم عليها بالفشل لأنها ابقت اوراق في يد السلطة بإمكانية التراجع عن اجراء الانتخابات اهمها شعار لا انتخابات بدون القدس, وهو شعار حق اريد به باطل, فالسلطة كانت تعلم يقينا ان الاحتلال لن يسمح بانتخابات في القدس وابقت هذا الشعار بيدها كورقة تراجع عن قرارها, ورفضت كل المواقف الصادرة عن 36 قائمة انتخابية ترفض تأجيل الانتخابات بما فيها مرشح قائمة حركة فتح جبريل الرجوب الذي قال ان الانتخابات في موعدها ولن تؤجل, لكن الرئيس عباس في خطاب التأجيل القى بقنبلته دون ان يلتفت حوله, وقرر تأجيل الانتخابات بعد الفترة التقييمية لنتائجها, واظهار نتائج الاستطلاع في غير صالحه, ونصائح قدمت له من الاسرائيليين والاوروبيين ودول عربية بان فرصه في النجاح في الانتخابات التشريعية شبه معدومة مع الانشقاقات المؤثرة في حركة فتح, وتقييم حسين الشيخ وماجد فرج للعملية الانتخابية التي صيت في صالح منافسي عباس, وممارسة كل الضغوط الممكنة لمنع الرجوب المنافس المباشر لهما من الوصول للسلطة واستخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة والتحالف مع الشيطان لتحقيق ذاك الهدف.
خطاب الرئيس محمود عباس حمل محاور عدة نتوقف عند بعضها لأهميتها, لأنه قد يكون لها انعكاسات سلبية على الوضع الداخلي الفلسطيني, خاصة في شكل العلاقة بين السلطة الفلسطينية وحركة فتح من جهة والفصائل الفلسطينية من جهة اخرى ومنها ما يلي
اولا: رئيس السلطة محمود عباس تحدث عن المقاومة السلمية التي لم يسمح بها في الضفة ويتباهى بها في القدس, وانكر على الفصائل الفلسطينية مقاومتهم المسلحة واعتبر ان الانجازات تتحقق بالمقاومة السلمية فقط وان ما دون ذلك هو عبث ويضر بالقضية الفلسطينية, وهذا يمثل نقطة خلاف كبيرة بينه وبين المقاومة.
ثانيا: رئيس السلطة الفلسطينية لم يؤجل الانتخابات الفلسطينية لكنه قام بالغائها واعتبر ان اجراء الانتخابات مرتبط بموافقة الاحتلال الصهيوني عليها بحجة "لا انتخابات بدون القدس" وكان من الممكن تصديقه لو اعلن بعد ارجاء الانتخابات الشروع بتحقيق المصالحة الفلسطينية واتخاذ اجراءات فعلية لإنهاء الانقسام فورا.
ثالثا: رئيس السلطة تحدث عن قرار الغاء الانتخابات وان جهات عديدة شاركت في هذا القرار بجانب "اسرائيل" ذكر منها امريكا ودول اوروبية ودول عربية, وهو ما يعني ان القر ار الرسمي الفلسطيني ليس قرارا مستقلا وانه مرتبط بجهات خارجية وهى التي تحدد مسلكيات السلطة وهذا ارتهان مرفوض فلسطينيا.
رئيس السلطة الفلسطينية حدد طريقه منذ البداية ويرسم سياساته الداخلية والخارجية وفق رؤيته الخاصة التي يؤمن بها ولا يؤمن بغيرها, وخوفا من تزايد الهوة بين السلطة والفصائل, واتساع حدة الخلاف دعا الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي القائد زياد النخالة كافة القوى الفلسطينية لاجتماع عاجل للتوافق على برنامج وطني لمجابهة الاحتلال, حتى نتجاوز لعبة الانتخابات الهزلية ونركز جهدنا ووقتنا في مقاومة الاحتلال الصهيوني بكل اشكال المقاومة, والحقيقة ان فصائل المقاومة الفلسطينية تقف اليوم على مفترق طرق, ووصلت الى قناعة ان مسار السلطة مناقض تماما لمساراتها, وانها مطالبة اليوم اكثر من أي وقت مضى بتحديد خياراتها بشكل واضح وانتهاج نهج المقاومة الذي هو اقصر الطرق لتحقيق اهدافها والاجابة عن تساؤلات الشارع الفلسطيني الذي يقف مشدوها امام المشهد السياسي الغير مبرر على الساحة الفلسطينية.