بعض من العرب، فتح شواطئه أمام "سفن التطبيع"، لترسو في أرضه ليست زائرة متخفية كأي مرة، إنما محملة بما يكفي لطمس تاريخ وحضارة، أما عن الوقاحة فهي أن يتنافس بعض العرب بفتح الشواطئ والاذرع للمطبعين.
لكن الرياح أتت بما لا تشتهيه السفن على شواطئ دول عربية أخرى، رفضت التطبيع والمطبعين، وذلك بفضل من سكنت القدس قلبهم، ولم تغريهم أي امتيازات، تمامًا كالفنان المصري محمد بوچالي من منطقة العريش في محافظة شمال سيناء.
بوچالي والذي بقيت القدس ساكنة في قلبه رغم توقيع بلاده "اتفاق سلام" مع "إسرائيل" قبل عقود من الزمن، يعبر بفنه ما ينبض به قلبه من حب وتعلق بالقدس وفلسطين.
بـ"حبات الأرز" يرسم بوچالي مدينة القدس ومعالمها لتصبح هذه الطريقة أسلوب فنان مصري حر يعبر عن رسائله الأصيلة في ظل الخذلان العربي للفلسطينيين، الذين يواجهون بطش الاحتلال ليل نهار.
ويقول بوچالي وهو خريج قسم الفنون الجميلة في جامعة الأناضول، يسعى من خلال رسم مدينة القدس وملامحها العربية، لنشر الهوية الحقيقية للمدينة المحتلة، من خلال مشاركته في المعارض والمسابقات الدولية المختلفة.
ليس ذلك فقط، فالفنان المصري يأمل أن ينشر "حب فلسطين" في جميع أنحاء العالم من خلال الرسومات والجداريات المختلفة التي يرسمها.
وخلال حديثه لـ"شمس نيوز"، وجه بوچالي رسالة للفنانين العرب في مختلف التخصصات قال فيها: " أقول لهم كلٌ منا يسعى لإظهار الهوية العربية للقدس بفنه، وعلى طريقته، وتسليط الضوء على كل الجروح العربية لتضميدها.
ووجه بوچالي رسالة للحكومات العربية أن تعطي للفنانين مساحة وحرية رأي، كما دعا الأنظمة المهرولة نحو التطبيع مع الاحتلال، إلى الحفاظ على إرث القدس، وعدم التخلي عن هذه الأرض لما تشكله من قدسية، وتشكله من مكانة في قلوب العرب ومنصري هذه القضية العادلة.
وفي نهاية حديثه وكاي عربي تسكن القدس قلبه، أعرب الرسام المصري عن أمله بزيارة الأراضي الفلسطينية، وتسهيل هذه الزيارة له، لرسم جداريات كبيرة تعبر عن حبه وتضامنه مع الشعب الفلسطيني، ووقوفه إلى جوار قضيته.
