شمس نيوز / عبدالله عبيد
عدّ خبراء في الشأن الاقتصادي أن حملة المليار دولار التي أطلقتها ماليزية لإعمار قطاع غزة "حملة جيدة وتسير بالاتجاه الصحيح"، مشددين على أن الحملات والتعهدات لا تكفي لأن الشعب الغزي يريد أن يرى شيئاً ملموساً على أرض الواقع.
وأكد الخبراء في أحاديث منفصلة لـ"شمس نيوز" أن هذه الحملات نوع من أنواع التضامن مع الشعب الفلسطيني، مشيرين إلى ضرورة وجود محددات أولاً لإعمار قطاع غزة قبل هذه الحملات، كإنهاء الحصار المفروض على غزة.
وكانت الهيئة العربية العالمية دشنت حملة بعنوان "غزة مسؤوليتنا" في مدينة سايبرجايا الماليزية, لجمع مليار دولار لإعادة إعمار قطاع غزة برعاية رئيس الوزراء الأسبق محاضر محمد.
وانطلقت الحملة من خلال مؤتمر حضره ساسة وخبراء في مختلف المجالات, وضم معرضا للصور وأفلاما وثائقية حول الوضع الإنساني في غزة.
وقال "محاضر" إن عملية إعمار غزة لن تكون سهلة، لكنها تحدٍ يجب العمل على تحقيقه والانتصار فيه، مشيرًا إلى التجارب السابقة التي اصطدمت بمنع "إسرائيل" دخول المساعدات واعتراض سفن وقوافل فك الحصار رغم أن طابعها إنساني وتقل مساعدات للمنكوبين.
ووصف الإجراءات الإسرائيلية في منع وصول المساعدات ومواد البناء بأنها غير قانونية ومخالفة للمعايير والقيم الإنسانية الدولية.
بالاتجاه الصحيح
واعتبر الخبير في الشؤون الاقتصادية، د. سمير أبو مدللة، حملة المليار دولار لإعمار غزة التي انطلقت من ماليزيا "حملة بالاتجاه الصحيح"، مضيفا: لكن لا يكفي فقط المؤتمرات والحملات والتعهدات، شعب غزة يريد أن يرى شيئا ملموسا على أرض الواقع".
وأضاف أبو مدللة في حديث لـ"شمس نيوز": عقد مؤتمر في القاهرة وهو مؤتمر رسمي شاركت فيه دول، وتم التعهد بـ 5.4 مليار دولار، وحتى الآن لم يصل شيء من هذه المبالغ"، مشدداً على أن "الحملة وحدها لا تكفي، والمهم ما بعد الحملة".
وأشار إلى أنه لا بد من فتح المعابر وأن تأخذ حكومة التوافق الوطني وضعها على الأرض لكي تبدأ بعملية الإعمار، متمنياً أن ينتج عن هذه الحملة تبرعات تليق بدعم صمود الشعب الفلسطيني.
وتابع الخبير الاقتصادي: ولكن كما نعلم التجارب السابقة سواء في مؤتمر 2009 الذي عقد في شرم الشيخ أو مؤتمر 2014 الذي عقد في القاهرة، ولعدم وجود حكومة لهذه اللحظة لم تصل الأموال، وما زالت إسرائيل تماطل وتفرض حصارها على الأراضي الفلسطينية".
محددات للإعمار
من جهته، قال الخبير الاقتصادي، د. ماهر الطباع، إنه لا بد من وجود محددات أولاً لإعمار قطاع غزة، قبل تدشين أي حملة، أولها إنهاء الحصار المفروض على القطاع بالإضافة إلى السماح بإدخال كافة المواد اللازمة والأموال لعملية الإعمار".
وأضاف الطباع لـ"شمس نيوز": هذه الحملات نوع من أنواع التضامن مع الشعب الفلسطيني، ولا أعتقد أن هذه الحملة ستنجح في جمع مليار دولار، حتى في حال جمع هذا المبلغ لا يمكن ضمان آلية لوصولها، فهناك الكثير من المعيقات الأخرى، والأساس هو رفع الحصار عن قطاع غزة".
وشدد على أن الحملة جيدة وتدل على التعاطف مع الشعب الفلسطيني"، مستدركاً في حديثه " لكن نحن بحاجة إلى تطبيق لا لحملات كلامية فقط، وحكاية إطلاق الحملات لا تجدي نفعاً دون تنفيذ على أرض الواقع، وفتح المعابر التجارية وإنهاء الحصار".
وكان المانحون المشاركون في المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة، الذي عقد في القاهرة في أكتوبر لعام 2014، قد تعهدوا بتقديم ما يقرب الـ 5.4 مليار دولار للشعب الفلسطيني، نصفها سيذهب لإعادة إعمار قطاع غزة الذي دمرت الحرب الإسرائيلية بنيته التحتية، بالإضافة إلى عشرات آلاف المنازل.