المشهد في حيّ الشيخ جرّاح أكثر وضوحاً على سياسات الاحتلال الإسرائيلي، فالاستيطان في أوضحِ وأوقح وأفظع صورِهِ، بعيداً عن التجميل والمداهنات الدبلوماسيّة، فبكل بساطةٍ يدعي مستوطنونٍ إسرائيليون حاقدون ملكيّة أرضك وبيتك، تدعمهم كلُّ أجهزة الاحتلال ومحاكمه، يقتحمون عليك بيتاً عِشْتَ فيه أكثرَ من ٦٠ عاماً، يُخرِجونَكَ منه، ثمّ بكل وقاحةٍ يقولون لك: "أنا أسرق بيتَك لأنّني إن لم أفعل سيسرقُه مستوطنٌ غيري".
وامام السرقات الإسرائيلية والعدوان الغاشم، زغرد سلاح "الكارلو" الفدائي من جديد في الضفة المحتلة، نصرةً للقدس ومسجدها، وحي الشيخ جراح، هذا الحي الذي ينزف دمعاً، ودماً، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ احتلال المدينة عام 1967.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وعصابات المستوطنين، أبشع أنواع القمع والانتهاكات بحق المقدسيين بشكل عام، وأهالي حي الشيخ جراح على وجه الخصوص، وفي المقابل لا يتردد الفلسطينيون في الدفاع عن أرضهم وعرضهم ضد المحتل الإسرائيلي.
وتسعى سلطات الاحتلال حتى هذا اليوم، بكل الطرق القذرة، للاستيلاء على المنازل في حي الشيخ جراح بالقدس، وطرد أصحابها الأصليين منها، ولكنها تلقى مقاومة من معظم مدن الضفة والقدس وقطاع غزة تدافع عن الحي وأهله.
ويوجد 550 مواطنًا مهددون بالإخلاء من منازلهم خلال الفترة المقبلة، من أصل 2200 مهددون بالتهجير القسري بشكل كامل.
وشهد حي الشيخ جراح بالقدس الليلة الماضية أحداثاً عنيفة جراء اعتداءات المستوطنين وجنود الاحتلال على المواطنين والمتضامنين معهم.
ويناضل أهلي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، يوميًا ضد قرارات سلطات الاحتلال التعسفية بحقهم، محاولين الدفاع عن حقهم في الوجود في هذا الحي المهدد الإخلاء، وتهجير أهله قسرًا.
وانتصارًا للمقدسيين في حي الشيخ جراح، أقدم مقاوم فلسطيني قبل أيام قلائل، على تنفيذ عملية قرب حاجز زعترة، التي أدت إلى مقتل مستوطن وإصابة اثنين آخرين.
وعاد الكارلو في الضفة يزغرد من جديد نصرةً للشيخ جراح والأقصى، إذ أقدم ثلاثة شبان باستخدام السلاح ذات الصناعة اليدوية، صباح اليوم الجمعة، على تنفيذ عملية إطلاق نار ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي، قرب معسكر "سالم" غرب جنين، وهو ما أدى إلى ارتقاء شابين وإصابة الثالث بجروح.
المقاومة تتأهب
بدورها، حذرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم الجمعة، العدو الصهيوني من التمادي في إجراءاته القمعية والعنصرية بحق أهالي القدس المحتلة، وخاصة في حي الشيخ جراح، مؤكدة أن كل ذلك الإرهاب لا بد وأن ينقلب على وجه هذا المحتل.
وجددت الحركة في بيان لها، تأكيدها على أن كل الإجراءات العدوانية والعنصرية الصهيونية لن تفت في عضد أهلنا في القدس والضفة الذين سيواصلون الانتفاض والغضب في وجه العدو، والتصدي لإرهابه، حتى يُحدث الله أمرا كان مفعولا.
وفي الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، بدأت قوات الاحتلال تعزيزاتها في جميع أنحاء مدينة القدس، خاصةً البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى.
وبحسب ما ذكره موقع "واي نت" العبري، فإن قوات الاحتلال تتوقع قدوم عشرات الآلاف من الفلسطينيين للأقصى لأداء صلاة الجمعة، مشيرًا إلى أنه سيتم إغلاق العديد من الشوارع أمام حركة المركبات.
ودعت قوات الاحتلال المصلين بالأقصى للانصياع لأوامرها بذريعة الحفاظ على النظام والأمن.
ويرى الباحث في الشؤون الأمنية والعسكرية رامي أبو زبيدة، أن الساعات المقبلة مرشحة لمزيد من التطورات الميدانية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، في حال استمرت الهجمة الإسرائيلية الشرسة ضد الأهالي هناك.
وقال أبو زبيدة لـ "شمس نيوز"، إن المعطيات على أرض الميدان تشير إلى مواصلة تنفيذ العمليات الفدائية في الضفة المحتلة، وأن ترد المقاومة على انتهاكات الاحتلال بحق المقدسيين في حي الشيخ جراح، من قطاع غزة.