غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

لماذا فشلت جهود التهدئة في وقف إطلاق النار؟

القصف على غزة (5).jpeg
شمس نيوز -غزة

رغم مرور خمسة أيام على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلا أن الجهود العربية والدولية فشلت حتى الآن رغم نزيف الدم وحجم الدمار الكبير الذي خلفته آلة الحرب الإسرائيلية على مرأى ومسمع من العالم، إثر إصرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو رفضه لأي حديث عن التهدئة قبل تحقيق "إنجاز "من وجه نظره، لأن القبول بوقف إطلاق النار في ظل الضربات الموجعة التي أوصلتها له الفصائل في غزة سيؤدي به للهاوية.

وعز نائب رئيس صحيفة الأهرام المصرية والمختص في الشأن الفلسطيني الصحفي أشرف أبو الهول، في حديث لـ "الحياة الجديدة"، فشل جهود وقف إطلاق النار لرفض دولة الاحتلال الإسرائيلي الوساطة والتدخل الآن لوقف إطلاق النار، لافتاً إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو افتعل الأزمة لتحقيق أي  إنجاز له وتوحيد اليمين الإسرائيلي المتطرف حوله بعد أن فشل في تشكيل حكومة، ونفتالي بينيت كان في طريقه لتشكيلها مع ساعر. مضيفاً أن نتنياهو افتعل قصة حي الشيخ جراح في هذا الوقت وكان يحشد قواته لاستفزاز حماس لتقوم بالرد ليبرر عدوانه على قطاع غزة.

وأكد أبو الهول، أن الرفض الإسرائيلي لمبادرات وقف إطلاق النار تتم بتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، التي رفضت عقد اجتماع لمجلس الأمن أمس الجمعة لغاية إلحاق أكبر ضرر وتدمير في غزة بهدف خروج نتنياهو في النهاية وكأنه منتصر، واستطاع تقليص قدرات الفصائل وفي ذات الوقت يصعد الاحتلال من طلباته، غير مستبعد أن يشترط الاحتلال الاسرائيلي إطلاق سراح الجنود الأسرى المأسورين لدى حماس منذ عدوان 2014 أو معرفة مصيرهم.

وتوقع أبو الهول أن تستمر جولة القتال لأيام أخرى، لأن الحشد العسكري الإسرائيلي حول القطاع بالمدفعية، ومشاركة 160 طائرة حربية في قصف المناطق الشرقية والشمالية للقطاع يوم أمس الجمعة، غير مستبعد أن يتدخل جيش الاحتلال برياً للقطاع ولو بشكل محدود، مستبعداً التوصل لوقف إطلاق نار سريع، كما أن اجتماع مجلس الأمن الدولي المقرر يوم الاحد القادم غير مضمون النتائج بأنه يلزم "إسرائيل" بوقف إطلاق النار.

ولفت أبو الهول إلى أن حركة حماس أبلغت مصر والوسطاء الآخرين، أن لديها استعداد لوقف إطلاق الصواريخ مقابل أن توقف "اسرائيل" عدوانها واعتداءاتها في القدس، وتوقف محاولات تهجير المقدسيين من حي الشيخ جراح، الأمر الذي رفضته "إسرائيل" تماماً ولن تقبله، لأنها لا تريد ربط ملف غزة بملف القدس.

وأشار إلى أن العقلية الإسرائيلية في رفض الربط بين غزة والقدس تعاملت فيه في ملف الانتخابات لأنها تعتبر أن القدس لها بعد الاعتراف الامريكي بها وعشر دول أخرى، معرباً عن اعتقاده أن هذا الشرط سترفضه حتى النهاية، لأن أي موافقة على ربط ملف القدس بغزة، هذا يعني لحكومة نتنياهو أنه أمام المتشددين والمتدينين أن القدس مازالت على طاولة المفاوضات وهو أمر يرفضه اليمين الإسرائيلي كله أن تناقش القدس في أي مفاوضات مستقبلية.

في ذات السياق، رأى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، في حديث لـ "الحياة الجديدة"، أن اسرائيل هي من تقف خلف فشل جهود التهدئة، نظراً لأن صورتها تمزقت وهيبة الردع لديها دُمرت، إضافة إلى أن الحكومة الاسرائيلية تعاني من أزمة في الحكم وفي المواجهة من الفلسطينيين، موضحاً أن إسرائيل تعيش نوعا من الهزيمة والارتباك الشديد، لذلك كله نتنياهو لا يريد أن يسلم بهذا المشهد، ويبحث عن مشهد انتصاري له ليقول للمجتمع الاسرائيلي أن اسرائيل ماتزال يدها العليا والقادرة على الردع والتي ترسم البدايات والنهايات ولن تتخلى عن مسؤولياتها تجاه القدس وأمنها.

وقال عوكل:" إذا قبلت "إسرائيل" بوقف اطلاق النار الان في ظل هذا المشهد، فإن النتيجة هزيمة لإسرائيل، إلى جانب أن هناك تعقيدات في موضوع التهدئة، في ظل مطلب حركة حماس بوقف الاعتداءات الاسرائيلية في حي الشيخ جراح والمسجد الاقصى في مدينة القدس، وهو أمر لا يستطيع نتنياهو تلبيته مطلقاً.

واستبعد عوكل لجوء نتنياهو إلى الاجتياح البري، لكنه يتصيد فرصة ثمينة في القطاع ليسجل له انجازاً ولا يخرج من جولة القتال أمام مجتمعه الاسرائيلي بالمهزوم، خاصة أن اجتماع مجلس الأمن الدولي فشل في الانعقاد من قبل الولايات المتحدة، تلبية لطلب نتنياهو بفرصة قبل الانعقاد، وقام بقصف عنيف جداً للقطاع وكانت ليلة أمس ليلة ساخنة من هول القصف والغارات، لكنه قوبل برد فلسطيني لم يتوقعه.

ورأى عوكل، أنه في ظل الضغط العالمي والضغط داخل المجتمع الاسرائيلي من العرب (فلسطينو الداخل)، إلى جانب الضفة الغربية، فإن نتنياهو سيجبر على رفع الراية، خاصة أن الوقائع تؤكد أن ما لدى المقاومة من امكانات لم تستخدمها بعد وهي في بداية الطريق. معتقداً أن نتنياهو سيخسر بكل المعايير وسيسلم في نهاية الأمر.

يشار إلى أن مصر وإلى جانبها دول أخرى قدمت مبادرات لوقف إطلاق النار، فيما دعت دول كثيرة إلى وقف اطلاق النار، وقوبلت هذه المبادرات بالرفض الإسرائيلي.

ويتعرض قطاع غزة لليوم الخامس على التوالي إلى عدوان بربري إسرائيلي، بالطيران الحربي والمدفعية، استهدفوا خلالها منازل مدنية مأهولة بالسكان ودمرتها فوق رؤوسهم، ما أدى لاستشهاد أكثر من 110 فلسطينياً وإصابة المئات، إلى جانب قصف أبرز الأبراج التي تضم مؤسسات إعلامية في القطاع، والبنية التحتية، وما لحقها من أضرار جسيمة في الممتلكات تفوق الـ 70 مليون دولار في تقديرات أولية.

المصدر/ الحياة الجديدة