بعد أن انتهت معركة سيف القدس بإنتصار واضح ويحكي عن نفسه كما رؤية هلال شهر رمضان، ولكي تكتمل أركان الانتصار مطلوب أن يتم تطبيق خطة عاجلة من أجل إيواء آلاف العائلات التي دُمرت بيوتهم وشققهم بفعل العدوان الصهيوني، وأن يتم الإعلان عن سياسة واضحة وشفافة وعادلة بأقصى سرعة ممكنة وعدم التأخير في ذلك، الأولوية القصوى الآن لهؤلاء كما الأولوية لتفقد أحوال عوائل الشهداء والجرحى.
إن معركة الإيواء وبناء ما دمره الاحتلال هي لا تقل اهمية عن معركة الصواريخ، ولا يجوز أن تطغى نشوة الانتصار على معركة الايواء، لأن معركة الإيواء جزء من المعركة، وإن الانتصار في معركة الإيواء هو إكتمال للانتصار في معركة سيف القدس.
الآن برأيي مطلوب عدم التاخير في مساندة حاضنة المقاومة لما له من أهمية في تعزيز وتقوية الالتفاف حولها، ثم إنه يقطع الطريق على المتربصين والمزايدين على المقاومة، وفي حال لا سمح الله لم يتم تطبيق خطة ايواء عاجلة او تأخيرها، برأيي هي ستبقى ثغرة وخاصرة رخوة تنغِّص الفرحة بالانتصار، ومعركة سيف القدس أسست لمعارك ومعادلات أشد وأقوى وهي مستقبلا بحاجة إلى حاضنة صلبة وأكثر قوة، وإن التعويل على دول من غير داعمة للمقاومة أو دول تتربص بالمقاومة الدوائر هو مضيعة للوقت، وبجانب الدعم الذي ستقدمه الدول الداعمة للمقاومة، يبقى الدعم الشعبي سواء من الدول العربية أو الاسلامية أو الشعوب الحرة أو رجال الأعمال هو مصدر ثانوي وغير رئيسي لكنه أيضا مهم، مهم ليس من أجل زيادة حجم الأموال وإنما مهم لتحشيد وتجييش الأمة خلف قضية الأمة المركزية، فمن يتبرع بالمال هو يتبرع كونه يشعر بالمسؤولية تجاه من يتبرع له وليس شفقة عليه، والأمر الأخير ننوه لضرورة ضبط أداء العديد من الجمعيات والمؤسسات التي تسعى بشكل منفرد لجمع الأموال، ضبطها خوفا من إساة الطلب، فالتجربة لبعض الجمعيات أو المؤسسات التي يندرج اسمها تحت مسمى "الخيرية" كانت تجربة مريرة، مريرة من ناحيتين: الأولى طريقة طلب المال، والثانية كيفية إنفاق المال، وهذا الأمر لا اعممه على الكل، ولكن جزء من هذه الجمعيات أو المؤسسات أساء بتصرفاته للكل.
إن الانتصار في معركة الايواء هو إنتصار آخر للمقاومة وهزيمة إضافية للعدو الصهيوني.
في النهاية أنصح وأؤكد على أمرين مهمين: أولا؛ الإسراع وعدم التاخير بتطبيق خطة ايواء وخطة اعمار بحد أقصى يتم الاعلان عنها نهاية الأسبوع الجاري، ثانيا؛ إعلان سياسة واضحة وشفافة لتلك الخطة للجماهي