غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

تحذير من تداعيات خطيرة

أطفال غزة ضحايا الصدمات النفسية جراء العدوان.. كيف يمكن علاجهم؟!

أطفال غزة خلال العدوان.
شمس نيوز - علاء الهجين

قال الخبير النفسي والاجتماعي، وأستاذ علم النفس بجامعة الأقصى في غزة، أ.د درداح الشاعر، إن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، تسبب بآثار وصدمات نفسية لمعظم أفراد الشعب الفلسطيني في القطاع، لافتًا إلى أن شريحة الأطفال هي الأكثر تضررًا على المستوى النفسي والاجتماعي والتربوي والعقلي والسلوكي.

وأوضح الشاعر لـ "شمس نيوز"، أن مستويات الإدراك عند الطفل في كثير من الأحيان، لا تسعفه أن يفسر ما يجري أو ما يدور حوله من أصوات للانفجارات المدوية.

وأشار إلى أن الضرر يلحق بالطفل على أكثر من مستوى، الأول الآثار النفسية والجسمية، بمعنى أنه قد يُلاحظ عليهم حالات "التبول" اللا إرادي، والفزع، والقلق، والأرق، وملازمة الكوابيس لهم، إضافة إلى حالات التجوال النومي من شدة الهلع والخوف.

أما على المستوى العقلي، يشير الشاعر إلى أن العدوان على غزة يعمل على تشتيت التفكير عند الأطفال، أما على المستوى التربوي، فيلازم الطفل شرود ذهني عن المقررات الدراسية، وفيما يتعلق بالمستوى الاجتماعي، فيصبح الطفل دائم الالتصاق بوالدته، ولا يقدر على التواصل مع الآخرين، وهو ما يعمل على تضييق مستوى التفاعل عند الطفل في المستقبل، وبشأن المستوى النفسي، فيشعر بالخوف والهلع في ساعات المساء، كون "الليل" مقترن بالأصوات المخيفة والمرعبة، وبخصوص المستوى السلوكي، فإما أن يصبح الطفل مقلدًا لمظاهر العنف، أو يصيبه الإحباط والعجز ويبتعد عن مجريات الحياة.

وأكد أستاذ علم النفس، على ضرورة تلقي الأطفال دعمًا اجتماعيًا ونفسيًا مبكرًا، وإلا ستتطور تلك الحالة عندهم، وتلازم الطفل المخاوف الشديدة مستقبلا، وهو ما يمكن أن تتكون عنده  مستقبلا شخصية عدوانية، أو سلبية، أو عاجزة.

وعن علاج تلك الآثار النفسية للأطفال، شدد الشاعر على ضرورة أن يقدم للأطفال الدعم النفسي والاجتماعي السريع بعد العدوان مباشرة، وتقديم الألعاب الترفيهية له حتى ينسى أصوات الانفجارات، ومعاودة نظام الحياة الذي كان قبل القصف إلى أسرته مرة ثانية، وتمتع الكبار برباطة الجأش، ثم يُعد له بعد ذلك برنامجًا علاجيًا نفسيًا عبر المؤسسات المختصة.

وأضاف: "إذا تجاوز الطفل عبر الإسعاف النفسي الأولي لهذه الخبرات والمحن، تكون قد انتهت الكربات المحزنة من حياته نوعًا ما، ولكن إذا بقيت ملازمة له وظهرت كربات ما بعد الصدمة، فهو في هذه الحالة يكون بحاجة ماسة لعرضه على خبير نفسي مختص، يقوم بدراسة معمقة على حالته النفسية وتقديم ما يلزم من علاج وإرشاد نفسي".

وخلّف قصف الاحتلال الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة خلال العدوان الأخير، مجازر وجرائم حرب، ارتقى على إثره 254 شهيداً، منهم 66 طفلاً، و39 سيدة، و17 مسناً، وإصابة 1948 مواطنًا بجراح مختلفة، إضافة إلى تدمير الممتلكات، والمنشآت السكنية والتجارية، والمؤسسات الحكومية، والأراضي الزراعية.

واستمر عدوان الاحتلال على قطاع غزة 11 يومًا، وانتهى صباح الجمعة الماضي، بإعلان وقف لإطلاق النار، ما شكل انتصارا للمقاومة الفلسطينية.